:: إسكات ضفادع المستنقعات مسألة زمن ..لا تقلقوا، فالجالية الصينية تحب بروتينها.. وتتأهب لصيدها من مستنقعات شوارع و ميادين الخرطوم، أو كما فعلت في (العام الفائت).. ولحسن حظ الجالية الصينية، لم تفرض السلطات المحلية والولائية (رسوم ضفادع)، و لم تحرس البرك والمستنقعات بشرطة المحليات و موظفات التحصيل الإلكتروني .. وكذلك لم تحظر السلطات صيدها وتصديرها، أو كما حظرت تصدير العقارب .. ولكن المؤسف أن الكثافة الصينية بالخرطوم لم تعد بحجم كثافة السنوات الفائتة، ولهذا نتوقع فائض ضفادع في هذا الخريف ..!! :: وماذا عن ناموس المستنقعات ؟.. لا بأس .. سوف تؤكد وزارة الصحة خلال هذا الأسبوع - كالعهد بها دائماً عقب أمطار كل خريف - بأن هذا الناموس الكثيف والمُزعج ليس بناقل للملاريا.. أو كما قالت في خريف العام الفائت..وهذا يعني أن وزارة الصحة تقصى الحقائق وتتحرى - عبر أجهزتها ومعاملها - ثم تؤكد بأن ناموس مستنقعات الخرطوم ليس ( أنثى أنوفليس)..أوهي أنثى أنوفليس، ولكنها متعاقدة مع وزارة الصحة على عدم (نقل الملاريا)، أي تكتفي باللسع والطنين ثم نقل ( الدوري الأسباني)..!! :: وعليه، بما أن الناموس ليس بناقل للملاريا، وأن للضفادع صينيون يكافحونها بالإلتهام، تبقى القضية الكبرى هي ( الذُباب)..ونأمل ألا يخرج إلينا الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في أمر هذا الذباب بتصريح مُطمئن من شاكلة : (هذا الذباب لايُسبب الأمراض، بل هو - في الأصل - نوع من النحل المُسالم)، وبهذا يكون قد غطى على عجز المحليات وفشلها في مكافحة الذُباب.. المهم.. إن كانت تصاريف المياه ومجاري الأمطار والسيول من مهام الولاية ولم تتحسب أجهزتها ثم عجزت وفشلت في درء مخاطر الأمطار والسيول، فأن المحليات أيضاً لا تتحسب لمرحلة ما بعد الأمطار وما فيها من برك آسنة تضج بالناموس والذُباب..!! :: فالميادين إكتست بالطحالب .. وشوارع الأحياء تحولت إلى برك آسنة .. وبالحدائق تعزف أوركسترا الضفادع ألحانها طوال ساعات الليل..هكذا الحال منذ أمطار الأسبوع الفائت.. ولا تزال .. ومن المستنقعات تنتشر أسراب البعوض والذُباب .. والمحليات - كالعهد بها دائما - توسدت اللامبالاة و إلتحفت التجاهل طوال الصيف الفائت.. وإلى يومنا هذا، كأن الأمر لايعنيها أو ربما لحين تفشي الأمراض في مجتمع مرهق إقتصادياً.. فالتخلص من البرك الآسنة ليس بحاجة إلى (ورش عمل) أو (مال قارون).. بقليل جهد رسمي يرشد المواطن ويخاطب الخمول المسمى باللجان الشعبية يُمكن التخلص من البرك والمستنقعات في (ساعة ضحى) .. طاقات الشباب فقط - لاغيرها - قادرة على (الردم و الدفن) ..!! :: ولكن أين الجهة - الموصوفة بالراعية - التي تستغل هذه الطاقات لصالح صحة المجتمع؟.. فالعجز عن إستغلال كل الموارد - بما فيها سواعد الشباب - لصالح المجتمع ليست أزمة محليات فقط، بل أزمة ( بلد بي حالها)..ماذا يُضير المسؤول - مركزيا كان أو ولائياً أو محلياً - لو إبتدر بنفسه حملة إصحاح البيئة بالحي الذي يقطنه بحيث يكون قدوة لجيرانه؟..( صعبة يعني؟)، أم أن نزول المسؤول إلى الشارع والميدان - حيث بحيرات الطحالب و برك الناموس ومستنقعات الذباب- قد ينتقص من قدره ومقامه؟.. للأسف، لم - ولن - يبادروا .. كلهم ينتظرون تفشي الملاريا والإسهالات وغيرها ليلطموا الأحياء والأصحاء بإحصائيات الموتى والمرضى ..ولو كانت العقول التي تتحسب للأمراض تُباع وتشترى لإقترحنا رسوماً تذهب قيمتها لإستجلاب هذه العقول المفقودة في حياة الناس..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة