الأبيض طفت على السطح فى الأونه الأخيره واحده من أخطر القضايا المجتمعيه ألا وهى ظاهرة التسيب الدراسى بالذات لطلاب وطالبات المرحله الثانويه فى ولاية شمال كردفان ، وإن كانت هذه الظاهره البالغة الخطوره لما سنورده من أسباب تعتبر هاجساً قومياً يهم السودان بأسره إلا إنها تمثل لمجتمع صغير ومترابط مثل مجتمع الولايه هماً بالغاً وأمر يستوجب التوقف عنده طويلاً نظراً لكون هذه الظاهره قد تجاوزت المألوف وباتت محاطه بمهددات أمنيه وتربويه شديدة الخطوره بمقدورها أن تفرط عقد النسيج المجتمعى وتُخرِج أجيال هذه البلاد من دائرة المستقبل المرسوم لهم كقاده يتولون إدارة الشأن العام لاحقاً وتنتظر منهم الدوله الكثير . ومنذ بداية العام الدراسى الحالى بدأت هذه الظاهره تتفاقم وتزداد بوتيره متسارعه مدعاة للخوف والقلق ـ أسباب هذه المِحنه التى ألمت بأبناءنا الطلاب وهم فى هذه السن الخطره ليست فى قصور وزارة التربيه ولا فى الضوابط واللوائح المدرسيه والإنضباط المتوفر بل فى قوة الدافع والإغراءات الكثيره الجاذبه لهؤلاء الطلاب للخروج من المدارس هناك إستهداف واضح لا تخطئه العين وعمل منظم يجرى ويتم للإيقاع بفلذات أكبادنا من قبل عصابات إجراميه متخصصه وضعت من الخطط التكتيكيه والإستراتيجيه ماهو كفيل بتدمير مستقبل هذه الأجيال بجرهم للإدمان !! يحدث الإستهداف بطرق ووسائل متنوعه ومتجدده وما يدلل على ذلك وما يمكنك ملاحظته بسهوله هو ( إنتحال ) !! صغار المروجين لصفة الطالب أو الطالبه ! وهذا هو أخطر إنتحال يمكن أن يتم ، تجدهم يرتدون الزى المدرسى الكامل وهم يتسكعون فى الطرقات بل ويدخلون حرم المدارس بغية جذب أكبر عدد ممكن الى خارج أسوار المدرسه ليختلط الحابل بالنابل ويصعب التمييز وقد شاهدت هذا الأمر بأم عينى ورصدته فى أكثر من موقع وفى كل مره كانوا يتهربون من أسئلتى بل يعجزون عن إثبات هوياتهم كطلاب وحقائبهم التى يحملونها لا يدرى المرء بماذا يحشونها من أشياء ووسائل تبدوا بريئه فى مكونها لكنها الخطوه الأولى لجر الطلاب الى الإدمان أما عن ظاهرة إستدراج الطالبات صغيرات السن لممارسة أعمال منافيه للأداب وإستغلالهن فحدث ولا حرج وقبل فتره هاتفتنى مربيه فاضله تعمل مديره لإحدى المدارس الثانويه فى مدينة الأبيض وهى تئن وتشكوا مر الشكيه لتلطمنى بأنباء صادمه عن ظاهرة حمل الطالبات سفاحاً !! هذا مؤكد وبشهاده موثقه ومن الملاحظات الأخرى اللافته للنظر الحركة المريبه للباعه الجائلين وتمركزهم أمام المدارس ـ يبيع هؤلاء ظاهرياً بعض الإكسسوارات البسيطه التى تجذب الطلبه والطالبات اللائى يتكدسن بالعشرات متحلقين حول أولئك الباعه الذين يدسون السم فى الدسم ! أقول هذا وأنا أعنى أولئك الذين يتجولون لبيع الأيسكريم ( الدندرمه ) ... بماذا هى محشوه الله أعلم لكنها واحده من مسببات الأدمان وهكذا رويداً رويداً يتم تنفيذ مخطط بارونات الحشيش والمخدرات بمختلف أنواعها وهذا عمل مدبر ومنظم بدقه متناهيه تديره شبكات ذات نفوذ قوى وبتنظيم دقيق لترويج سمومهم الفتاكه هذه أولاً وجنى أرباحها ولضمان توسيع رقعة المدمنين وتبنيهم كزبائن فى المستقبل وينتشر صغار المروجين أو السريحه فى مراكز معينه فى المدينه ، بعض الكافتريات ومحلات البلاى إستيشن وبعض الساحات الخاليه والميادين ( الميدان الواقع شرق مدرسة النهضه وجنوب معهد التأهيل التربوى على سبيل المثال ) ومئات المواقع الأخرى فى مختلف أرجاء المدينه الواسعة الأطراف وكذلك محلات تأجير الدراجات الناريه ( المواتر ) هذه باتت تشكل مصائد لهؤلاء الطلاب ، للبدء فى علاج هذه الظاهره وبترها وإنقاذ أبناءنا من بين براثن هذه الأفه التى إنحدفت علينا مؤخراً لابد من تضافر كل الجهود ويقع العبء الأكبر على عاتق الأسر وأولياء الأمور بالرقابه المحكمه والنصح الدائم والإرشاد المستمر وزيارة الأبناء فى مدارسهم بين الفينه والأخرى لوضعهم تحت طائلة الرقابه والتتبع ومن يأتى ثم دور المدرسه بعد ذلك فى إحكام الرقابه اللصيقه وإخطار أولياء الأمور مع إلزام كل ولى أمر بإعطاء رقم هاتفه الجوال أو أى وسيلة إتصال سريعه أخرى لإدارة المدرسه ولمجتمعنا المحلى خارج أسوار المدارس دور مهم للغايه وعليه الإنتباه والعمل كعين يقظه ودور المواطنين فى هذا الصدد يعتبر واجب إجتماعى هام يخول لهم سؤال أى طالب أو طالبه خارج نطاق اليوم الدراسى متى ما وجدوه يتسكع فى الشوارع والأزقه والطرقات يبقى الدور الرئيس مناطه به أجهزتنا الأمنيه والشرطيه التى ينبغى عليها تسيير دوريات راكبه أو راجله مع فرض الرقابه اللصيقه على الأماكن المشبوهه أو تلك التى تفتح أبوابها للطلاب أثناء اليوم الدراسى ومنع الباعه الجائلين من الحوامه أو الإقتراب من أبواب المدارس ـ الردع القانونى مهم فى هذه الناحيه ومجرد ظهور رجال الشرطه بزيهم الرسمى ومرابطة دورياتهم أمام المدارس وتلك الأماكن المشبوهه كفيل بتخويف وردع المجرمين الذين يهددون أمن وسلامة مستقبل هذه الدوله وبدورنا سنظل نرصد ونمارس دورنا المناط بنا فى التوعيه المستمره وكذلك دق ناقوس الخطر للفت أنظار السلطه والمجتمع ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمى أبناءنا الطلاب عماد هذا الوطن من كل شر ، هذا وبالله التوفيق . قطيه ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة