إطلعتُ على مقالٍ للكاتبِ الراتِب عثمان ميرغنى بعنوان (فلنختلف على أى شىء.. إلا جيشنا!)، تحدّث فيه عن أنَّ جيشَهم ظلّ يقتل الجنوبين خمسة عقود ثم إنتقل إلى دارفور وقتل الناس هناك عقدٍ ونصف، وكذلك جبال النوبة والنيل الأزرق!. عثمان يفهم أن مهمة الجيش هو قتل الشعب ونسف الأمن والإستقرار!. عثمان ميرغنى عبَّر عن وُجدَانِ "الجلّابى" زول المركز القادم من الشمال النيلى الذى إنفردَ بحُكمِ السودان عبر المؤسسة العسكرية المُحتكرة تماماً لهم، يمتطُونها للوصول إلى السلطة وحماية مصالحهم وحرمان الآخرين من أبسطِ حقوقهم. وعثمان فى مقاله هذا أمّن على مضمونِ سلسلة مقالات فى إصلاح المفاهيم كتبتُها ونشرتها هذا العام عن كيف أنّ أهل المركز يحتكرون حكم السودان عبر بوابة المؤسسة العسكرية حامية حِمى دولة المركز منذ قيام السودان. والمركز الذى حكم السودان منذ قيامه حكمه عبر هذه المؤسسة التى هى أزمة السودان والمُهدِّد الأول والأخير لبقاءه على قيد الحياة. وقد صدَقَ عثمان عندما قال "جيشنا" ولم يقل جيش السودان.. فهو يشفق على جيشِهم وينعى أيَّة محاولة لتغيير دور جيشهم ليكون كما الجيوش فى كلِّ الدنيا.. عثمان يريد بقاء جيشهم ليمارس، كعادته، قتل الشعوب السودانية فى جميع الهوامش، جيشهم قتل أهل الجنوب لخمسةِ عُقود حتى انفصل الجنوب! ومن قادة جيشهم هذا من يحفظ له أهل المركز أقوَالاً يعتبرونها مأثُورة وبمثابةِ المُعلّقات رُغم أنّها تُشكِّل جرائم دولية، ومن العيبِ ثمّ السذاجةِ أنْ تصدُرَ عن إنسان سوِىِّ ناهيك عن ضابطٍ عظيم يتغنى بكمالِ ألقِه حسْنَاوآتِ المركز!. أهل المركز يرون تلك الأقوال تنبِضُ بالحِكمة ونبْرَاساً يضيئ الطريق لأجيالهم القادمة، لذلك توَآلت الشُرور عاصفة، قال: "أحرِقُوا الجنوبَ ليخْلُوا لكم الأرض من دُونِ البشر، أو كما قال ذلك الضابط !".. وسمعتُ الرئيس سلفاكير مياردِت يقول فى خطابٍ عامٍّ فى العام 2011م قبل استفتاء الجنوب أنّ: (أهل الشمال يريدون أرض الجنوب وموارده الطبيعية، ولكنّهم يكرهون إنسان الجنوب، ولا يطيقونه).. وهى مقولة صادقة وحكيمة وتنطبق على سبيل السابقة Precedent على كل أقاليم السودان، دارفور والنوبة والنيل الأزرق والشرق والشمال النوبى القصِىّ.. أهل المركز يحبون موارد الهامش ويكرهون إنسانه ويتربصون به الدوائر، وجيشهم الذى تغزّل به "عصمان" ميرغنى "جيشنا يا جيش الهنا"هو (دراكولا) المركز وأداتهُ لقتلِ وإبادة وتطويع أهل الهامش وإخضاعهم للمركز لينعم عثمان ميرغنى وأهله بحُكمِ السودان وأكلِ مواردهِ ظُلمَاً وبُهتَاناً. وأمثال عثمان هذا يفقدون صوابهم ويرمون بثياب وَقَارِهم على قارِعة الطريق عندما تتعارض مصالح وهيمنة المركز وأكل حقوق أهل هوامش السودان بإستخدام المؤسسة العسكرية كاداة باطشة لتطويع وإخضاع أهل الهامش ونهب مواردهم وإدماجهم فى المركز قسراً وكُرْهاً، لذلك كشف الكاتبُ عن سَوْأتِه وجاء مقاله هذا عارِياً دونَ ان يلبس قِناعِ الكذب والنفاق، ويضعَ مساحيقِ الغش و"التدويخ" والتنويم بإستخدام معسولِ الكلام لغش الناس بأن هناك دولة إسمها السودان ويسكنه شعبٌ مُوَحّدُ المشاعِر والوُجْدَان والمصالح والمصير، ولكن كلَّا وألف كلّا. جيشكم يا ميرغنى لكم وحدكم وليس للسودان ولا لشعوبه. جيشكم هذا هو أُسَّ الداء وأساس البلاء، وهو السبب فى دمار السودان وتفتيته وإهدار كرامة أهله وإفقاره، وعدم تقدّمه وتعويق الإنصهار الوطنى.. جيشكم هذا يا عثمان هو جيش عنصرى وسعرَان وسفاح ومجرم وهارب من العدالة.. جيشكم هذا يقتل الأسرى يا هذا ولا يرضى لغيركم أن يُشاركَ فى حُكمِ السودان ولا أن ينعمَ بثروته ولا أن يشغل وظيفةً فى جهاز الدولة.. جيشكم هذا متخصص فى تقويضِ الديمقراطية و وأدِها فى السودان وقد إنقضَّ عليها بإنقلابات عسكرية وقضمَها ثلاث مرّات ضد حكومات مُنتخبة ديمقراطياً. وعثمان يعلم لماذا تقوم الإنقلابات العسكرية فى السودان؟ لأنّ الأنظمة الديمقراطية تأتى بأغلبيات فى الأجهزة التشريعية والتنفيذية من هوامشِ السودان، وأنتم قِلَّة تخشون أنْ يتخطّفكم أهل الهامش وهم أغلبية، لذلك تستخدِمُون جيشكم كلاب حراسة. وقد سمعنا منكم يا هذا فى الماضى القريب تعلنون من داخل البرلمان (الديمقراطية كم شالا كلب ما بنقول ليهو جرّ)، والكلب الذى يخطف الديمقراطية هو جيشكم يا عثمان! ولكن نحن من نقول لكم جرّ ولن نسكت عليكم بعد اليوم. لا نتخلف فى "جيشكم" يا عثمان فى كونه الجيش الذى أباد شعوب هوامش السودان أليس كذلك؟ لا نختلف فى جيشكم لأنه المؤسسة التى تُشَكِّل آلة الموت والدمار التى أبادت نصف مواطن مليون دارفورى اعزل أليس كذلك؟ لا نختلف فى جيشكم يا هذا حتى يستكمل مهمته فى إفراغ ما تبقى من أطنانِ البارود الحارق من قنابل "النابالم" على رؤوس العزّل من نساء وأطفال وكبار السن فى بلاد النوبا والفونج والأنقسنا فى إقليمى جبال النوبة والنيل الأزرق يا ميرغنى أليس كذلك؟ كشفت يا عثمان عن سوأتك فطفقنا نخصف عليك حمم غضبنا بسببِ استفزازك الشديد لنا، وقد جاء خالياً من الحدِّ الأدنى للذكاءِ الآدمى.. وعَبَّرتَ بصدقٍ عن حقيقة الجلَّابى (الكثيف) المُعتمِد على مؤسسة عسكرية خاصة به يستخدمها كلب صيد لحسمِ شعوبِ السودان، وعسس حِراسة لدولة المركز الظالمة، ولكن هيهات.. فأمَّا جيش يحمى الوطن والمواطن ويصون كرامته أو لا جيش يا عثمان والله على ما نقول شهيد.. إمّا ان تُعادَ هيكلة المؤسسة العسكرية ليكون الجيش قومياً يشمل كل فسيفساء السودان أو لا جيش ولا دولة.. أمّا تطبيقٌ صارمٌ لمعاييرِ إقتسام السلطة وتوزيع الثروة فى القبول فى المؤسسات العسكرية السودانية وفى مقدمتها هذا الجيش القاتل أو لا جيش ولا دولة ولا يحزنون يا عثمان ميرغنى. جيشُكَ يا ميرغنى قائده الأعلى مُجرم تطهير عرقى وإبادة جماعية وجرائم حرب بسبب قتله لشعبه لا شعب دولة مُعادِية! رئيس الدولة يا عثمان رُغم أنّه يتزيّن بأعلى رُتبة عسكرية فى الدنيا إلّا أنه يؤمن بأنّ إغتصاب مواطنة فى دولته بواسطة جيشك هو شرفٌ للمُغتَصبة! والسبب يا عثمان أنَّ المُغتصِب هو من جيشك، والضحية "غرباوية"من إقليم دارفور!.. تبَّاً لعقلِك الذى يُملِيك هذا الهُرَاء وأنت تطاوعه لتدلِقُه هنا كى تقْرِفنا وتشعِل فى الدواخلِ ثورةَ غضبِ جامِح. وأعلم يا عثمان ميرغنى أفادك الله وفتح بصيرتك، أنَّ أسوأَ ما قدَّمت مُؤسسة جلّابة المركز من تجارب هى تجربة الجيش السودانى الذى دمَّر السودان وأحال نهاره إلى ليل.. وتأتى انت يا (هندسة تزييف) اليوم لتقنِعنا أنَّ لكَ جيشاً مثل الناس؟؟، قال أيه: (فلنختلف على أى شىء .. إلا جيشنا).. والصحيح كما أرى أنا وآخرون هو أن تقولَ: (فلنتفق على أى شىء.. إلا جيشكم هذا الذى حرق وأباد كل شىء فى السودان. !!)، يا عثمان المرّة دى "شوتا" جُلَّة كبيرة خلاص.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة