حين يطرق الفرح باب الانسانيون في السودان يستقبلونه ورؤوسهم متناكسة لانهم افتقرا لامهات الاعياد وهي (عيد الحرية) التي تجمع الناس بمختلف دياناتهم ومعتقدات ومن لم يعتنق دينآ او سبرآ او وثنيآ ، وتسمى تلك اليوم (بيوم البهجة الكبرى) التي أفل عنها الشمس ونجمها غائبة لعقود عجاف وبوادر اشراقها تقترب ساعة فساعة ،والجدير بالذكر ان هنالك مجتمعات شاهدهم التاريخ البشري والذين افترشوا أرض سماءنا باحثين عن كهف يحميهم من قصوف الجو السوداني وبعضهم لاجؤون في دول المهجر باحثين عن مأوى و يرتموا في احضان حكومات اجنبية تفضل من حكومة تدعي بالوطنية وتمارس في شعبه ابشع انواع التعزيب والتشريد والقتل والاغتصاب التي ساهمت في ارتماء جزء من شعبه في احضان الدول الاجنبية ،وبعضهم نزحوا الى مدن داخل دولتهم عراء وحفايا وجياع باحثين عن هامش سكنآ يحتويهم من ويلات الاغتصاب والاقتتال الجائر (الانتقامي) ولا سيما عن نهب كل ممتلكاتهم بالقوة وهذا عبر رعاية الدولة والاشراف منها لقمعهم وتشريدهم بهذه الصورة التي ترث للاجيال الكراهية والبغضاء وحبلها لم تنقضي بين الليلة والضحى .
نتوقف قليلآ في تراكم الجرائم في ابناء الهامش والشعب ككل ، منذ خروج الاستعمار الخارجي أتت نظمآ حكمت وعاقبت بتوالي حزبية عشائرية طائفية ومنها وعسكرية ليست لها رؤية واضحة بل غابت عنها برامج تفصيلية لحكم الشعب السوداني الذي يتميز بخصائص متباينة فأدخلت البلاد في مشكلات شائكة لأكثر من نصف قرن ومازال انهدار الدماء تجرف التربة وتمسك في الركبة ،والأخطر من ذلك إلتفت حول هذه العصابات ٱناس لا حول لهم ولا قوة عليهم معظمهم ثكالى وكادحون استبدلوا أرضهم وعرضهم بمصلحتهم الشخصية وتناكسوا رؤوسهم في رمال الاجرام والتربص بقضايا المقهورين والمظلومين وتمددت نيران الفتنة بسببهم وأج اللهيب في رؤوس ومخيمات النازحين واللاجئين وهم خرجوا من بينهم سالمين ، ولا سلامة لك في تدمير وطنك وانهيار شعبك وطرده من موطنه.
في غضون هذا العيد المبارك نوجه بهذه الرسالة الى كل شرفاء/ت وطني الحبيبة ان ان نسعي في كلما بوسعنا للعمل جنبآ الى جنب لأحلال عيد الحرية المجيدة التي لا تمييز احدآ والذي يلتف حولها جموع الشعب السوداني ونعمل لتجفيف منابع الانقاذ وندفن آباره ونعمل لخلق دولة القانون والعقد الاجتماعي ونبز التفرقة والعنصرية والتهميش كما هي الان سيدة البلاد وإجراء محاكمات عادلة لمرتكبي الجرائم ضد الانسانية في السودان وتسليم مطلوبي للجنايات الدولية بدون تحييز لاحد وهذا تكون نقطة جديدة لبناء دولة جديدة .
mohamedkass01@gmail
أبرز عناوين سودانيزواون لاين صباح اليوم الموافق ٤ يوليو ٢٠١٦
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة