نشرتُ مقالاً بعنوان:- ( يلَّا أضحكوا كلكم.. رسوم و ضرائب على روث البهائم و الجركانات الفارغة! ).. في الصحف الاليكترنية المقروءة، فعلق الاستاذ/ أحمد علي على المقال في صحيفة الراكوبة، و أتى بخبر أوردته صحيفتا ( سودانيزأونلاين) و ( سودانايل) الاليكترونيتان في أواخر أبريل عام 2013 جاء فيه:-
" نقل آلاف الأطنان من المخلفات الآدمية المعالجة جزئيا إلى السودان
.... أعلنت شركة مياه أثينا أمس الثلاثاء أن السلطات في العاصمة اليونانية تبحث حاليا نقل آلاف الأطنان من المخلفات الآدمية المعالجة جزئيا إلى السودان الذي يبعد عن البلاد نحو 3000 كيلومتر، وذلك كحل مؤقت للمشكلة التي تعاني منها المدينة جراء تراكم هذه المخلفات. ووصلت ناقلة تتسع لنحو 26 ألف طن من الرواسب والمخلفات بالفعل إلى جزيرة ( بسيتاليا) اليونانية الصغيرة حيث تقع المحطة الوحيدة لمعالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بالعاصمة أثينا.. وقال مسؤولو شركة مياه أثينا إنهم يبحثون في الوقت الراهن كيفية نقل المخلفات الآدمية المتراكمة في المحطة التي تصل إلى 170 ألف طن بشكل تدريجي من الجزيرة.. ومن المقرر أن يجري بعد ذلك نقل تلك المخلفات بحرا إلى السودان على بعد 2700 كيلومتر حيث سيتم تجفيفها ومعالجتها من خلال محطة تملكها الولايات المتحدة في هذه الدولة الأفريقية قبل أن تستخدم كسماد. . وبينما قالت الشركة إنها إذا مضت قدما في اتباع هذا الخيار فإن ذلك سيتم حتى بناء وحدة تجفيف في بسيتاليا، وصف خبراء بيئة يونانيون تلك الخطوة بأنها غير أخلاقية".. ونقلت صحيفة ( كاثيميريني) اليومية عن ( نيكوس خارالامبيديس) رئيس جماعة السلام الأخضر في اليونان قوله أن استخدام مخلفات الصرف الصحي كسماد في السودان بينما يحظر ذلك في اليونان يشكل مثالا صارخا على العنصرية البيئية". إنتهى..
لم يكن خبراً عادياً في أواخر أبريل عام 2013.. كان صدمة لكثيرين عدا الذين تآمروا على بيع مساحات من السودان مكباً لكل ما شاءت الدول الأكثر تقدماً أن تتخلص منه من نفايات خطيرة.. و براز آدمي ضاقت به مساحاتها المحدودة..
هل تم تنفيذ عملية نقل الفضلات خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ إذا تم التنفيذ، أين تم دفنها أو ( الاستفادة ) منها داخل السودان الذي صارت أراضيه عرضة لطمع الطامعين و شرَه ( الرساليين) منتفخي البطون و الأوداج؟
و نوجه سؤالاً إلى علمائنا الأجلاء، من ذوي الاختصاص في هذا المجال و الحادبين على الوطن، عن الأضرار التي يمكن أن تنتج عن معالجة مياه الصرف الصحي ( جزئياً) كما جاء في التقرير.. و نوجه السؤال، بالأخص، على خبراء البيئة السودانيين.. بعد أن قرأنا أن خبراء البيئة اليونانيين قد وصفوا نقل تلك الفضلات الآدمية إلى السودان بأنها خطوة غير أخلاقية.. بما يعني أن نتائجها سوف تكون وخيمة على إنسان السودان..
و ربما سألنا جمعية حماية المستهلك عن مدى علمها بمجريات المؤامرة، خاصة الجزء المتعلق ب( معالجة) الفضلات ل( الاستفادة) منها في تخصيب مزارع السودان.. و كلنا نعلم أن معظم أراضي السودان أراضٍ بكر عالية الخصوبة.. لم تطالها يد الاستصلاح حتى الأن.. و معظمنا لا يعلم مدى الفائدة التي سوف تلينا نتيجة معالجة تلك الفضلات بغرض التخصيب..
المهم في الأمر أن الموضوع لم تتم إثارته كما ينبغي بعد نشر الخبر في عام 2013 .. فقد تاه في خضم المصائب المتتالية التي ظل نظام الانقاذ يلهينا بها.. و يتولى تغييب مخازيه بمصائب أنكى من سابقاتها.. فيترك المهتمون موضوعاً خطيراً ليتابعوا موضوعاً آخر أخطر.. و النظام يستمر في البحث عن دوامات يتوه الباحثون عن الحقيقة في لججها دون أن يرسوا على بر..
تهنا في قضية الأقطان الشهيرة و دخلنا دوامة القطن المحور وراثياً.. و توقفنا عند بذور عباد الشمس الفاسدة.. و هطلت علينا أمطار بيع أراضي السودان بأبخس الأثمان.. و دخلنا سفن حاويات النفايات المشعة.. و ولجنا حاويات المخدرات مجهولة المصدر.. و أطلت علينا اشعاعات تنطلق من آبار في محور سد مروي.. و لا زالت المصائب تترى..
لم نسمع من الحكومة نفياً لخبر النفايات الآدمية وقتها.. و لا نعرف ما آلت إليه الفضلات الآدمية اليونانية.. لكننا نعرف أن غير تلك الفضلات هناك نفايات ذرية مشعة في أكثر من مكان.. و نعرف أن نسبة الاصابة بالسرطانات ( الأورام الخبيثة) قد تفاقمت في عموم السودان، خاصة في الشمالية و الجزيرة..
و الحِبِن، الذي يصنف ( ورَماً حميداً)، قد أخذ طابعاً وبائياً في الخرطوم هذه الأيام.. و نتساءل عن السبب في تهجمه علينا بهذه الكثافة دون سابق انذار.. هل سببه نفايات أخرى مجهولة المصدر يتم كبُّها في السودان دون اعلان عنها، و تنتج أوبئة لا نعلم سبب انتشارها بهذا الشكل الوبائي ؟..
و يقول أحد المصابين بالحبن أنه حين لجأ إلى الطبيب المختص للعلاج من الحبن.. شاركه الطبيب الدهشة في سبب انتشار هذا الوباء في الخرطوم لتلك الدرجة المخيفة.. و حين سأله المريض عن امكانية علاج المرض بالمضادات الحيوية أفاده الطبيب بأن المرض مرض فيروسي لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية..
و عند التطرق إلى معنى معالجة المخلفات الآدمية جزئيا، قالت لي إحدى أخصائيات المختبرات الطبية أن المعالجة الجزئية ربما تعني إزالة الروائح المنبعثة من الفضلات ريثما تصل السودان حيث يتم التخلص منها ومن كل ما فيها من أذىً غير منظور.. و التخلص من الروائح و ما إليها أقل تكلفة من التخلص من الطفيليات و الجراثيم و الفيروسات و الفطريات و ما إلى ذلك..
نظام الانقاذ لن يتردد في اختيار ( السلع) الأقل تكلفة على ميزانيته بغض الطرف عن ( السلع) الأكثر إضراراً بصحة إنسان في السودان..
أبرز عناوين سودانيزواون لاين صباح اليوم الموافق ٤ يوليو ٢٠١٦
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة