الشرطة في خيمة الصحفيين أختتمت الخيمة... لكن الليلة العشرين والأخيرة لخيمة الصحفيين جاءت بنكهة مختلفة بعض الشئ من ليالي الخيمة التي تنظمها طيبة برس بفندق ريجينسي، وهي تكتب آخر عناوين الليالي بخط عريض "بين الصحافة والشرطة"، وبتشريف وزير العدل مولانا عوض الحسن النور، وسعادة الفريق شرطة السر أحمد عمر الخبير الإعلامي والأمني. إتفق الجميع أن الليلة كانت مثمرة وأكدو علي إستمرار مثل هذه اللقاءات لمزيد من الثمار، حيث إبتدر النقاش المحامي والقانوني عمر الفاروق شمينا، وتعقيب كل من الفريق شرطة عمر المختار محمد حاج النور مدير هيئة التوجية والخدمات برئاسة الشرطة ، واللواء شرطة د. هاشم علي عبد الرحيم مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة برئاسة الشرطة ، والأمين العام لإتحاد الصحفيين السودانيين صلاح الشيخ، ورئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبد العزيز. ومشاركة الفنان حسين شندي. خلفية إبتدر النقاش المحامي والقانوني عمر شمينا بتطواف حول واجبات كل من الصحافة والشرطة ومواضع التعارض والتلاقي، وأين تضعف العلاقة بينهما، بالإضافة إلي خلفية عن المواثيق والقوانيين الدولية والمحلية والدساتير التي تنظم عمل الصحافة، وخلفية عن قوانيين الشرطة، وقال أن للشرطة ست مهام تتمثل في منع الجريمة، وكشفها، وتوقيف المتهمين، وسلامة الأفراد والمواطنيين، والحفاظ علي الممتلكات الضائعة، والتحري والنيابة أمام القضاء فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة، مشيراً إلي أن الشرطة والأمن كانا جسم واحد إلي أن تم فصلهما في بداية السبعينيات، وأضاف قبل قانون 1991م، كان الإشراف علي التحري يتم تحت إشراف القضاء، بعكس ما هو معمول الآن حيث أصبح القضاء خارج التحري، وقال كان هناك تعاون بين الشرطة والقضاء فيما يتعلق بالمظاهرات، وحكي عن واقعة شهيرة حدثت في ثورة أكتوبر حينما أمر القاضي الشرطة بعدم التعرض للمتظاهرين. ويري شمينا بأن هناك تعاون بين الشرطة والصحافة في تحقيق أغلب أهدافهما. زيادة التعاون ويقول الأمين العام لإتحاد الصحفيين صلاح عمر الشيخ أن العلاقة بين الشرطة والصحافة علاقة طويلة وشائكة، وأن للصحافة علاقة مباشرة مع الشرطة، ويري أنه لا توجد أزمة بين الشرطة والإعلام في السودان، ويقول خلال تجربتي في صحيفة الدار أصبحت وكأنها ناطقة بأسم الشرطة، وأكثر الجرائم مصدرها الشرطة، ونادراً ما يكون غير ذلك، ويضيف بأن التعاون أصبح أكثر هذه الأيام حيث أقام الاتحاد دورتين مع الشرطة لتدريب الصحفيين الذين يغطون الجريمة.. ويشير إلي الحديث الدائر الآن في وزارة العدل عن فصل النائب العام عن وزارة العدل، وقال نحتاج إلي شرح هذا الأمر، وأن يفهم الناس ماذا يعني إستقلال النائب العام بعيداً عن وزارة العدل. وحكي الشيخ قضية رفعها متهم بجريمة قتل تمت تبرئته علي صحيفة الدار بإشانة سمعته، ورغم أن كل تفاصيل الجريمة كانت من مضابط الشرطة، ويضيف أحياناً الشرطة تقول أن الصحافة لا تستخدم العبارات الصحيحة فيما يتعلق بالجريمة. البحث عن المعلومات فيما يقول رئيس تحرير جريدة الجريدة أشرف عبد العزيز أنه لا يتفق مع صلاح الشيخ في الكثير من الذي ذهب إليه لأنه يتحدث عن المعلومات التي تتيحها له الشرطة وهي ما تعمل فيه صحيفة الدار، ويري أشرف أن العلاقة بين الصحافة والشرطة هي نفس العلاقة بين الصحافة والحكومة، لجهة أن الشرطة تحمي النظام الحاكم في كثير من دول العالم النامي، وتتعامل مع المعلومة بسرية، ويشير إلي تأخير بيانات الشرطة أثناء الأحداث، بينما تحتاج الصحافة إلي نقل المعلومة للرأي العام بأسرع ما يمكن، مورداً عدد من الامثلة كقضية عوضية عجبنا، وقضية أراضي الجريف، وإعتقال طلاب جامعة كردفان في أحداث مقتل أحد الطلاب، وقال إن المؤتمر الصحفي الذي أُقيم إتهم الحركات المسلحة بالأحداث، بينما كان السجال بين فصيلين طلابيين معروفين موالي ومعارض، ويضيف أن الصحفي إذا طلب معلومة من الشرطة يطلب منه الذهاب للمكتب الصحفي وإن الرد قد يتأخر لسبعة أيام في التحقيقات العادية ناهيك عن الأحداث، ويمضي أشرف في حديثه قائلاً إذن العلاقة متأثرة بين الحكومة والصحافة، ويضيف يريدون صحفيين ينقلون معلومات الجريمة من المؤتمرات الصحفية التي تقيمها الشرطة وهذا ليس هو المطلوب. ويصف أشرف العلاقة بين الصحافة والشرطة بالمتوجسة والقائمة علي حساسية عالية ومفرطة، وتساءل عن تعامل الشرطي أثناء الأحداث مع الصحفي، وماذا يفعل إذا أراد الصحفي أن يصور الحدث؟، ويقول نريد أن نؤطر للعلاقة بشكل جديد، وليس الأمر مسألة المعلومات التي تريد أن تطلقها الشرطة، وإنما السوأل هو هل يتحصل الصحفي علي المعلومات التي يريدها بأعجل ما تيسر أم لا؟ مشيراً إلي تأخر الشرطة في إصدار البيانات، وقال ربما تنتظر توجيهات من النظام ثم تصدر البيان، مؤكداً علي ضرورة أن تكون العلاقة بين الشرطي والصحفي علاقة إحترام مهنية حتي يقوم الصحفي بمهامه، وأن الشرطة تلجأ لمحاكمة الصحفيين بشكل كبير ببلاغات إشانة السمعة، ويري عبد العزيز إنه أذا لم تخلق الشرطة علاقة جيدة فإن هذا الأمر يجعل العلاقة مرتبكة، وتعتبر علاقة غير جيدة إذا لم تحترم الشرطة الصحفي وهو يؤدي عمله. توأم ويقول الفريق شرطة السر أحمد عمر الخبير الإعلامي والأمني الناطق الرسمي السابق بأسم الشرطة ، "هناك حوجة إلي مثل هذه اللقاءات والجلسات، ونريد أن نتناقش بهدوء، لأننا لا نعتقد أن يقف كل طرف في ضفة ونتبادل الإتهامات"، ويري أن الصحافة والشرطة لا ينفصلان من أجل تحقيق الأهداف، معتبراً ما حدث أخيراً للشرطة من تطور ما هو إلا تطور طبيعي في علاقة الشرطة بالمجتمع، وأن التحري ما زال حقاً أصيلاً للشرطة لكن تحت إشراف النيابة، إذ تُكون الشرطة مع النيابة والقضاء أضلع مثلث العدالة، وقال أن أهداف الشرطة هي حماية المجتمع وتنويره، مضيفاً بأن الصحافة بمعناها الواسع توجد عليها رقابة حتي في العالم الأول. ويقول عمر إن الشرطة لا تخرج حتي الآن للمظاهرات إلا بوجود وكيل نيابة، وأن البيانات التي تصدرها الشرطة كلها حقائق مع وجود أشياء لا يقولونها لحساسيتها. ويلفت عمر إلي أن مهمة الشرطة هي منع الجريمة، ويقول متسائلاً "لكن من قام بعمل صحفي إستقصائي يقول إن الشرطة نجحت في العمل المنعي، وفي إكتشاف الجريمة، وأن 75% من الجرائم تكتشفها الشرطة"، مضيفاً بأن المواطن يعتبر هو الأساس في العمل المنعي للجريمة، كما يلفت إلي وجود سوء فهم لدي الذين يتحدثون عن إزالات الشرطة للبيوت، وقال الإزالة لا تتم إلا بأمر إداري ومع ذلك يقولون إن الشرطة شردت الناس، معتبراً وسائل التواصل الإجتماعي من أضعف المصادر وتأتي بعكس المعلومة وتشوهها. ويقول عمر أنهم لا يتاخرون في إصدار البيانات ولا يوجد حدث كبير إلا وكان البيان حاضراً عقب الحدث، وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانها من بيانات الشرطة في حادث مقتل الدبلوماسي الأمريكي جون قرانفيل، وإن الشرطة أصدرت بيان عقب حادث السوناتا في بورتسودان بعد عشر دقائق، وكذلك حادث مصنع اليرموك، ويقول إن الشرطة هي المؤسسة الأولي التي تحترم الإعلام، ويصدر تقريرها الصحفي الساعة الخامسة صباحاً ليسلم في الساعة الثامنة صباحاً للمسؤلين، ومهما تأخرت بيانات الشرطة تخرج في الساعة السابعة أو السادسة مساء وتستطيع الصحف اللحاق بها. ويري عمر أنه لا توجد خلافات مع الصحافة لجهة أن الشرطة تستهدف أمان وسلامة المجتمع، مقراً بامكانية حدوث بعض التقاطعات، إلا أنه مع ذلك تقوم الشرطة بتدريب من يغطون لها داخل وخارج السودان. ونادي بإستمرار مثل هذه الجلسات بين الصحافة والشرطة لأنها تقرب بين وجهات النظر، وقال نحن والصحافة لا يوجد بيننا خلاف. أهمية الصحافة ويقول الفريق شرطة عمر المختار محمد حاج النور أنه يتولي هيئة معنية بالصحافة والإعلام عموماً، وانه من المؤكد ستخرج الليلة بما يفيد في عمله وينير الطريق، خاصة وأن الشرطة من الأجهزة التي ظلت تقدم خدمات كبيرة للمجتمع، وأضاف بأنها كانت تفتقر إلي وحدات لقياس الرأي العام للتعرف علي مدي قبول الخدمة التي يقدمونها، لكن أخيراً أنشأت وحدة ساهرون لقياس الرأي العام، مشيراً إلي رصد التنوير الصحفي لكل ما يكتب عن الشرطة قدحاً أو مدحاً، وأنه من خلاله تستطيع الجهات المعنية أن تقيس مدي قبول المواطن للخدمات المقدمة من قبل الشرطة، مؤكداً علي أهمية العلاقة بين الصحافة والشرطة، ويقول بأنهم يقيسون مدي نجاح مدير أي إدارة بمدي تواصله مع الصحافة، وأن قيادات الشرطة إهتمت بتنمية العلاقة بين الشرطة والصحافة وصدرت العديد من الأوامر والتعليمات التي تنظم العلاقة، ويلفت إلي أن حدود مستويات التصريح للصحف تكون حسب المسؤولية، ليصبح أخيراً للشرطة مكتب صحفي متكامل وناطق رسمي. وتطرق حاج النور إلي أهمية الصحافة في عمل الشرطة وقال بأنهم يقومون بعمل أذا لم يجدوا فيه تفاعل مع المواطن لا يستطيعون النجاح فيه، وأن اوجب واجبات الشرطة هي مكافحة الجريمة ثم إكتشافها، الأمر الذي يحتاج إلي مواطن واعي، إلا أن الحس الأمني لدي المواطن السوداني منخفض، مؤكداً علي حوجة الشرطة لدور الصحافة والإعلام في بعض المجالات مثل جرائم المخدرات التي تحتاج إلي توعية، وإن الشرطة تتعامل مع المتعاطي كضحية بعكس التاجر والمهرب، وقال بأن هذا الأمر يحتاج إلي وعي لدي المواطن بمخاطر المخدرات علي كافة المستويات الأمر الذي يضطلع به الإعلام والصحافة، بالإضافة إلي وعي الأسر فيما يتعلق بالإعتداء علي الأطفال، فضلاً عن التوعية المرورية لجهة أن حوادث المرور هي السبب رقم ثلاثة للوفيات في العالم بعد الكوارث الطبيعية والحروب، وقال بأن هناك قنوات للتواصل بين الشرطة والإعلام لكنه غير مسموح لأي منسوب بأن يدلي بمعلومة مالم يكن مخول بذلك، وأضاف إن التقاطعات عادة ما تنشأ بسبب نشر أخبار الجريمة وتناولها، أو التناول الصحفي أثناء أداء الشرطة لأن بعض النشر يضر بمصلحة التحري، وأن أي نشر يضر بسير التحري يعتبر نشر ضار، ويلفت حاج النور إلي أن بعض النشر الصحفي للجرائم يصور المجرم وكأنه رجل خارق "سوبر مان"، ويقتدي به المراهقين والشباب، بالإضافة إلي نشر جرائم المخدرات وتقديرها بمبلغ الأمر الذي قد يغري البعض للعمل فيها، وقال بأن المخدرات تقاس بقوتها التدميرية وأن ما ضبط قد يؤثر علي كذا شخص. علاقة قوية فيما يقول اللواء شرطة د. هاشم علي عبد الرحيم، أن علاقة الشرطة بالصحافة قوية جداً، وأن تواصل الشرطة مع الصحافة في الآونة الأخيرة كان مثالياً، وأضاف أن مهمة الشرطي هي إكتشاف الجريمة، وبمعاونة الصحافة والمواطن يمكن القيام بعمل كبير، وأن الحوؤل دون دخول متعاطين جدد وإنتشال المتعاطين جزء مهم في التوعية، مؤكداً علي أن جهودهم الكبيرة لا تتم إلا بعلاقة الشرطة مع الصحافة، وقال بأن كل البلاغات الموجهة ضد الصحفيين عادة ما تشطب في المراحل الأولي. ويقول عمر شمينا أنه ينبغي النظر إلي النصف الممتلئ من الكوب، وأن الشرطة كقوة نظامية خدمية تحتاج إلي إعلام توجيهي، ليضيف اللواء هاشم بأن إذاعة ساهرون تصل إلي كل انحاء السودان باعتبارها الإذاعة الثانية التي لا توجد إلا في الأردن والسودان، وقال لدينا عدد من البرامج نتواصل بها مباشرة مع المواطن، وأضاف في العشر سنوات الاخيرة تطورت الشرطة تطور كبير بحيث تقدم الخدمات بأفضل وجه، وطورت منسوبيها بشكل كبير، وأن النفور من الشرطي لم يعد كما كان في السابق، وقال أنهم في الشرطة كجهاز خدمي بصدد إفتتاح مجمعات كاملة لخدمة الجماهير . مداخلات الحضور مداخلات لعدد من من الحضور حول قانون النظام العام، وطبيعة شرطة النظام العام، بالاضافة الي تعامل الشرطة مع المظاهرات فضلاً عن تدريب الشرطة ومشاركتها في العمليات القتالية. ويقول الفريق عمر المختار أن النظام العام يقوم علي ثلاث قواعد، وشرطة النظام العام جزء من الشرطة، وأضاف أن معظم الجرائم والمخالفات المنصوص عليها في قانون النظام العام معمول بها في القانون الجنائي، وزاد يمكن الاشكالية في مسألة الزي الفاضح لأنه حتي الآن لا يوجد معيار للزي الفاضح، ومع ذلك فأن أكثر من 90% من الحالات التي تضبط من قبل النظام العام يتعامل معها تعامل تربوي وما يصل للمحاكم قليل منها، وحول تعامل الشرطة مع المظاهرات يقول إن الشرطة لا تتصدي للتظاهرات السلمية، لكن إذا حدث تجمهر غير مشروع لدينا سلسلة من القواعد في كيفية تفريق المظاهرات أخرها إستخدام الزخيرة. وحول مشاركة الشرطة في العمليات القتالية يقول إن ما يحدث في مناطق العمليات يعتبر تمرد داخلي ونحن معنيون بصيانة الأمن الداخلي بموجب الدستور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة