كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: النظرة للأغنية الشبابية بمنظور مختلف.. مو� (Re: عزيز)
|
1/ الكلمة، التي ينظمها شعراء شباب ينتمون لهذا الجيل الذي إستحدث الكثير من الكلمات في تحرك اللغة وأدخل مفردات جديدة عليها، فاصبحت كلماتهم مباشرة تعبر عن مشاعرهم وهمومهم وأحلامهم وتطلعاتهم، كما أن القصيدة المغناة أضحت في كثير من الأحيان صنعة تنظم حسب طلب المغنى أو لتناسب الفكرة الموسيقية التي سبقت الكلمات في تيمة لحنية، وكل ذلك يعبر عن الشباب بما يناسب جيلهم وزمانهم. --------------------------------------
السلام عليكم عزيزي الأستاذ عزيز ... صحيح الموسيقى لغة عالمية، لا خلاف في ذلك، نتاثر ونؤثر من خلالها، لكن مداخلتي ستكون حول الفقرة الاولى أعلاه، وصياغة التجربة الشخصية، مشاعر مختلفة تتلبس الانسان في حالة وجدانية سالبا أو ايجابا. صحيح ان العولمة والعصرنة تفجأنا يوميا بكل جديد وغريب من تكالب مادي ولهاث يسابق الزمن تقودنا الفطرة لشيء ما يتراء لنا كحلم نهرول للامساك به، ذلك جراء التصاقنا بما يجري في القرية العالمية والتغيير الذي قلب كثير من موازين الحياة في عالمنا هذا، فيحدث التغيير في السلوك والمشاعر والرغبات ويتعدى ذلك الى التخلي عن المعتقدات الدينية والرجوع الى البوهيمية تعبيرا بالفعل والكلمة في كثير من دول الغرب. في عالمنا الإسلامي هناك ثوابت العقيدة والعرف، لا يمكن ان نتعداها ونصادمها، من خلال نظمنا لانماطنا الادبية وخاصة الكلمة المغناة، فما زال شعر الجاهلية وما بعدها وحديثها، هو موروث نطرب ونحن له، وننظم الشعر المقفى والحداثي، نختلف في شكل القصيدة، لكنا نحافظ على المقصد الذي ينمي ويرتقي بذوق ومشاعر المجتمع دون المساس بثوابته. المقصد من ذلك الانتباه ونحن نستحدث مفاهيم وقوالب جديدة للكلمة المغناة. اعرف ان هنالك فنانين يضعون قوالب موسيقية، ويطلبوا كلمات تتوافق معها، والسؤال هل مثل هذه الصنعة يكتب لها النجاح طويلا، ازعم انها تفتقد التجربة الانسانية المعاشة؟.
هذه مساهمة المقل....
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النظرة للأغنية الشبابية بمنظور مختلف.. مو� (Re: Elmosley)
|
أستاذي الجميل الموصلي لك التحية والحب
دوماً يسعدني إهتمامك وأنتم من أسسنا في هذا العلم وليتنا نفيكم التبجيلا أستاذي..
أحاول أستاذي أن أثبت حقائق صمتنا عنها طويلاً لأن الحديث في تراث الرواد بغير المدح يعني ذلك الخروج من الملة.. دار حوار بيني وأستاذي د. أنس العاقب وأخوة كرام على راسهم الأخ عبدالحفيظ أبو سن في الفيسبوك.. وكان منطلق فكرتي بأن الكلمة ليست هي أصل الأغنية أو العمل الموسيقي كما نسميه، ولكننا ورثنا ذلك من الأغنية الحديثة التي تأثرنا بها والقادمة إلينا من مصر مع السينما والإذاعة والرحلات التعليمية والفنية. وكذلك مع البعثات التي كانت تحضر للسودان. وهي الأغنية التي تعتمد على قصائد أحمد شوقي ورامي وإبراهيم ناجي وحافظ إبراهيم الخ..... يأتي النص الشعري ثم يبدأ في تلحينه ثم وضع الفكرة الموسيقية بعد ذلك .. وهذا عمل مقلوب بالنسبة للعمل الفني الموسيقي لأن أساس العمل الموسيقي هو الفكرة الإبداعية الموسيقية وبعد أن تكتمل يمكن إدخال مفردة عليها تناسب الفكرة الموسيقية وتنفيذها وهذا ما ينتهجه الآن المنتجين الموسيقين المحدثين في العالم. الشباب اليوم في كل العالم ينفذون أعمالهم بذات الفكرة والشباب في السودان أصبحوا أكثر مواكبة لما يحدث من تطور حولهم وهذا نتاج طبيعي للمرحلة والعصر من الذي يقيم هذا الإنتاج، هل هم الأجيال التي سبقتهم والتي تكونت ذائقتهم بالأغنية التي تعتمد القصيدة والمونوفونية (أحادية الصوت) في الموسيقى المصاحبة؟ أم هم مجايلوهم في العصر حملت ذات الفكر والإحساس وطبع الحياة. نحن في إشكالية كبيرة أستاذي في السودان حيث مازلنا نعتقد بأننا نعيش في مدينة إفلاطون الفاضلة ولا علاقة لنا بما هو حولنا في العالم.. أما أستاذي فعلامة الإستفهام الكبرى تكمن في صمت وإبتعاد المتخصصين في مجال الموسيقى عن المنابر لتعضيد فكرتهم وإيصالها لعشاق هذا الفن.. الكل يتحدث ويكتب في الموسيقى والغناء حديث العارف عبر الإعلام ويجزم بآرائه ويوزع الصكوك حسب مزاجه وعشقه دون أسس ومنهج لهذا الحكم! الشباب يتهم بالهبوط والإسفاف المخل بالذوق العام في كل سلوكهم وإنتاجهم الفني. ولا أحد يقول لنا أين تكمن المشكلة. هذه بعض من محاور أستاذي أتمنى منك ومن الأخوة المهتمين إضاءتها وفتح حوار أرجو أن يؤسس لفهم جديد لفن الموسيقى والأغنية. تقبل الحب والأمنيات أستاذي الجليل. عبدالعزيز خطاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النظرة للأغنية الشبابية بمنظور مختلف.. مو� (Re: حمد إبراهيم محمد)
|
Quote: 1/ الكلمة، التي ينظمها شعراء شباب ينتمون لهذا الجيل الذي إستحدث الكثير من الكلمات في تحرك اللغة وأدخل مفردات جديدة عليها، فاصبحت كلماتهم مباشرة تعبر عن مشاعرهم وهمومهم وأحلامهم وتطلعاتهم، كما أن القصيدة المغناة أضحت في كثير من الأحيان صنعة تنظم حسب طلب المغنى أو لتناسب الفكرة الموسيقية التي سبقت الكلمات في تيمة لحنية، وكل ذلك يعبر عن الشباب بما يناسب جيلهم وزمانهم. --------------------------------------
السلام عليكم عزيزي الأستاذ عزيز ... صحيح الموسيقى لغة عالمية، لا خلاف في ذلك، نتاثر ونؤثر من خلالها، لكن مداخلتي ستكون حول الفقرة الاولى أعلاه، وصياغة التجربة الشخصية، مشاعر مختلفة تتلبس الانسان في حالة وجدانية سالبا أو ايجابا. صحيح ان العولمة والعصرنة تفجأنا يوميا بكل جديد وغريب من تكالب مادي ولهاث يسابق الزمن تقودنا الفطرة لشيء ما يتراء لنا كحلم نهرول للامساك به، ذلك جراء التصاقنا بما يجري في القرية العالمية والتغيير الذي قلب كثير من موازين الحياة في عالمنا هذا، فيحدث التغيير في السلوك والمشاعر والرغبات ويتعدى ذلك الى التخلي عن المعتقدات الدينية والرجوع الى البوهيمية تعبيرا بالفعل والكلمة في كثير من دول الغرب. في عالمنا الإسلامي هناك ثوابت العقيدة والعرف، لا يمكن ان نتعداها ونصادمها، من خلال نظمنا لانماطنا الادبية وخاصة الكلمة المغناة، فما زال شعر الجاهلية وما بعدها وحديثها، هو موروث نطرب ونحن له، وننظم الشعر المقفى والحداثي، نختلف في شكل القصيدة، لكنا نحافظ على المقصد الذي ينمي ويرتقي بذوق ومشاعر المجتمع دون المساس بثوابته. المقصد من ذلك الانتباه ونحن نستحدث مفاهيم وقوالب جديدة للكلمة المغناة. اعرف ان هنالك فنانين يضعون قوالب موسيقية، ويطلبوا كلمات تتوافق معها، والسؤال هل مثل هذه الصنعة يكتب لها النجاح طويلا، ازعم انها تفتقد التجربة الانسانية المعاشة؟.
هذه مساهمة المقل....
تحياتي |
اخي الكريم استاذ حمد لك التحية والتقدير
اسمح لي أن اجيب على سؤالك بشكل مختلف. الكلمة أو المفردة في العمل الموسيقى تأثيرها ثانوي، أهم خصائصه الفكرة الموسيقية والتنفيذ والخيال الإبداعي للمؤلف والذي يبنى علية التوزيع الآلى والاوركسترالي. نحن في السودان نجعل من القصيدة المغناة هي الأصل والملحن والموزع والمغني كلهم أصحاب حق مجاور كما نص عليه قانون المصنفات (المجحف).. الآن نحن في عصر الموسيقى الآلية وحدث تطور كبير في صناعة الآلات وفي مهارة وتكنيك العازف وحصيلة المؤلف الموسيقي المعرفية، كل ذلك أنتج في العالم شكل اغنية مختلفة تعتمد الفكرة الابداعية الموسيقية والتنفيذ الدقيق والاستفادة القصوى من التطور التقني التكنولوجي في صناعة الموسيقي.. الكلمة المصاحبة قد تكون بلغة غير مفهومة لدي ولكني اتذوق العمل الموسيقى وبل اردد معه الكلمات التي لا أجيد لغتها أو لهجتها ولكنتها.. اكيد انا لا ألقي الإرث الفني العظيم الذي صاغه لنا الرواد. ولكن يجب أن نواكب التطور الذي يجتاح العالم.. لك التقدير يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النظرة للأغنية الشبابية بمنظور مختلف.. مو� (Re: عزيز)
|
السلام عليكم عزيزي الأستاذ عزيز ... اسمح لي مرة ثانية ان اتداخل في هذا الموضوع الهام، واهميته في نظري أنه يتعلق برفد الوعي المعرفي المجتمعي بالفن "الفاعل" عموما. والسؤال هل الفن للفن أم الفن للحياة؟. هذا السؤال لا زال مطروحا من قبل الباحثين والمتخصصين في الفن عموما - السرد ، الشعر ، الموسيقى ، والتشكيل وغيرها. أرى أن أوجز في الفقرات التالية: 1/ نحن ضمن دول العالم الثالث الذي تنتشر بينهم أمية التحصيل العلي والمعرفي يعوزنا فهم كثير من الفنون، وخاصة الموسيقى ومدولاتها، صحيح في الإمكان ان تلمس في بعضنا احساس ما، لكن ما ترمي له مقطوعة معينة يحتاج ذلك لمنهج تعليمي ندخله في مدارسنا ومعاهدنا التعليمية، والا لما كتبت كتب ولا اقيمت كليات ومراكز متخصصة في علم الموسيقى. 2/ الفن عموما يملك خاصية توجيه الرأي العام في المجتمع، يرتقي بالمشاعر القومية والانسانية وملهم للفعل، وان ننسى لا ننسى نشيد (يا غريب بلدك امشي لي بلدك وسوق معاك ولدك) و(انا وسوداني) و(عازة في هواك)، هذه الاناشيد والاغاني فعلت فعل السحر في نفوس ومشاعر السودانيين، تزيد من اتقاد جذوة الوطنية كل ما سمعناها، ولا زلنا نترنم بها حتى يومنا هذا وفي مناسباتنا الوطنية. 3/ الشعر هو موسيقى له خاصيته في نقل المشاعر الانسانية وفعله المؤثر، لذلك ينبغي ان لا نفصله عن الموسيقى فهما توأم سيامي لا ينفصلان، وهما اداة فعل تاثيره أعظم لبرولة وقيادة وعي مجتمعي. 4/ في مجتمعات دول العالم الثالث (الفقيرة)، تفصلنا سنين ضوئية عن دول العالم المتقدم، الذين بلغوا من الرفاه شأوا عظيما، فاصبح كثيرا من يتعاطون الفن بمختلف انواعه؛ مع نظرية الفن للفن، لكن في مجتمعاتنا الفقيرة في ظني يمكن ان نستفيد من التقدم التكنولجي المتعاظم في عصرنا هذا ونسودن ذلك وفقا لمعتقداتنا واعرافنا وتقاليدنا، فلن تسمعنا المجتمعات الصناعية المتقدمة اذا حاكيناهم في كل شيء، بل ترنو لنا اذا نقلنا لهم تراثنا من خلال ما ننتجه من فن، فالروائي السوداني العالمي الراحل الطيب صالح ما كان ان يلتفت له مثقفو العالم ولا يمكن ان تدرس رواياته في اعرق الجامعات الغربية؛ ان لم ينقل للعالم تراثنا وعادات وتقاليد واخلاقيات مجمعنا. فينبغي ان يتفاعل منتجو الفن وفنانينا مع هموم شعبنا، تعليم وصحة وتنمية، لعلنا نماشي من تعدانا علما ومعرفة.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النظرة للأغنية الشبابية بمنظور مختلف.. مو� (Re: حمد إبراهيم محمد)
|
أخي الحبيب حمد لك التحية والتقدير حقيقة أنا سعيد جداً بمداخلاتك الثرة
وأسمح لي أولاً أن أوضح فكرتي لجميع المهتمين بطرحي.. أنا لا أدعوا لإنفلات الكلمة وضعفها وعدم تضمينها مضامين نبيلة وسامية في الأغنية. بل دوماً أحسن الظن في إختيار المغني لكلمات أغانية بما يعبر عن حالته أو المناسبة التي سيقدم عبرها هذا العمل الفني. أنا أتحدث من ناحية العمل الموسيقي والذي يجب أن ينفصل عن الشعر والشعراء وهذا كان مضمون سؤالك أخي حمد في مداخلتك الأولى .. هل سيكتب النجاح للأغنية التي يطلبها المغني من الشاعر لتناسب فكرته الموسيقية؟؟ الإجابة نعم ..
مؤلفين الأغاني في العالم المتقدم هم أنفسهم من يضعون الكلمات بعد وضع الفكرة الموسيقية وقد يستعينوا بأصدقائهم المقربين أو هناك من لا يسمون أنفسهم شعراء وإنما مؤلفين كلمات أغاني يستمعون للفكرة الموسيقية ويكتبون ما يناسبها وقد يطلب المغني معاني محددة رسالة يود إيصالها مثلاً.. مايكل جاكسون ملك البوب وضع أجمل الأعمال الموسيقية وكلامتها ذات معنى وقضايا إهتمت بالطبيعة والطفل والحرب والسلم كان يضع معظم كلماته لوحده بعد أن تكتمل فكرته الموسيقية للعمل وهكذا ..
لقد تأسست الأغنية في الجزيرة العربية ومنذ أيام الجواري المغنيات والى بداية ثمانينيات القرن الماضي على الكلمة .. أشهر كتاب للأغاني وهو كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني قد طلب منه الخليفة أن يكتب له في أجمل مائة صوت غناء في ذلك الزمان ويقصد بصوت شعر أو قصيدة أو مقطع منها .. وتأكيداً للإهتمام بالكلمة والمضمون قد وصلنا في الطبعات الأخيرة لهذا الكتاب فقط 99 صوتاً وسقط الصوت المائة وعزى ذلك الناشرين الى أن يكون هذا الصوت لابي نواس ولأنه كان ماجناً فقد يكون ذلك الصوت خادش للحياء ولهذا سقط ليس سهواً وإنما قصداً وكان أبي نواس من أشعر شعراء زمانه ولا يمكن أن لا يكون له صوتا ضمن أفضل 100 صوت غنى في زمانه.. وأجد التبرير للإهتمام بالكلمة في بئتنا منذ العصر الجاهلي لوجود الشعر قبل الغناء ولمكانته بين العرب وعندما بدأ الغناء يكتسب مكانه بين الناس في زمان الدولة الأموية كان ذلك في قصور الخلفاء ولذلك كانوا يتبارون في غناء الأبيات الشعرية التي كانت لشعراء معاصرين ندماء للخليفة في مجالسه.. طمعاً في كرم الخليفة وهباته لهم. ولأن الغناء كان أشبه بالإنشاد أو الترنم بالكلمات وقد يكون بمصاحبة الدفوف أو آلة العود فقط فكان التركيز حينها على الكلمة وجمال الصوت للمؤدي. توارثت الأجيال ذلك النمط الغنائي منذ ذلك العهد والى عهد الحداثة الذي يؤرخ له ببداية الثمانينيات حيث ظهر شكل جديد في إنتاج الأغنية العربية (وهي الرافد للأغنية السودانية بعد سودنتها) والإستفادة من علوم الموسيقى والتقنية التي أصبحت متاحة.
ما أود أن نصل إليه هو أن الفكرة الموسيقية هي أساس العمل الموسيقي الغنائي وليس الكلمة وهذا لا يعني بأن تكون كلمة غير ذات محتوى أو مبتزلة.. نعم ثقافتنا ومجتمعنا له ضوابط ولكنه ليس بمنأى عن العالم المحيط فهناك تغير كبير يحدث. الشباب حملة راية التغيير في كل زمان بمكونات عصرهم وفكرهم. ولهذا الجيل الحق في قول كلمته وإن لم توافقنا..
لك الود أخي حمد وللحديث بقية .. تجدني ممتن لهذا الإثراء القيم عبدالعزيز خطاب
| |
|
|
|
|
|
|
|