مولانا عبد السّخِي كان (صفوفياً)، أتى التنظيم الحاكم، من قطاع الطلاب. وكون أنَ ثورة الإنقاذ الوطني قد استغنت عنه، بهذه البساطة، يبقى الكلام فيهو كلام! كان السّخِي مستنفِراً، وحاشداً، ومنافحاً، ومسانداً للثورة بالمسيرات الدافِرة، والمايكرفونات الهادِرة.. كانت له اليد الحاسِمة في قمع المعارضة الطلابية داخل الجامعات. كان مجاهداً، في يده رشاش، ومدفع، وخنجر، وكثيراً ما ملأ أبطيه بالهتاف: من أجل حلايب وغادي! لا نزكيه على أحد، فنقول إنه لم يكن من المُتسلقين الذين انضموا مؤخراً لهذه الكوكبة أو تلك. لا نشاطره الأحزان، في مُصابه التنظيمي، إن كان من يهواهم ليسوا بأهل عهد.. وليس لنا شماتة عليه، لأن من حُسن إسلام المرء، عدم الثقة في أهل القصور، فضلاً عن أن (طقطقة أصابع) أولي العُصبة، ليس من اختصاص الحوّامين في الهجير.. هذا السّخِي، أكل أخضرها ويابسها عندما كان هُناك.. وكم كان أبرك له، أن يستقيل بعد ذاك المتاع، لكنه «تقّلْ دَمّو» وبقي قابضاً فيها، حتى لَكَزته القِيادة ، متذرعة بفلتة لسان عابِرة، يقع فيها الكثير من العتاوِلة الذين لا يُسألون عمّا فعلوا.. فلْتة لسان يا أُخوان تواجهونها بهذا القطِع النّاشِف؟ إن كان السّخِي قد أُقصي من موقعه وهو يحمل كل هذه الرمزية الاسطورية- رئيس للقطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، ولاية الخرطوم- فما تلك إلا رسالة للأدني منه تنظيمياً.. كل مرؤوس للسخي عليه أن يتحسس حَالو و»يبِل» راسو، فقد فعلتها الإنقاذ، مع تراتبية كبرى من شاكلة، المتعافي، وقطبي، وغيرهم من أولي النُهى، ممن لم يعتادوا على مشي الكرعين! كون أن السّخِي - الحاشد المجاهد- قد خرج من مأمنه بهذه السهولة، بسبب تصريح عابر حول التشكيل الوزاري، فإن في ذلك رسالة صريحة لجميع ناس الحزب، ولأي زول يخالف ولاة الأمر.. و(هاك مِن دار جَعل) يا مولانا، وأوعك تنسى، أن عليك واجب الطاعة لولاة الأمر، جزاءً من جنس العمل. إن لم تكن النية مُبيّتة لـ (زقْل) التنظيميين، ذرافات ووِحدانا، فما معنى تجريد رجل «سَخِيَّ» ببعض افادات عن محاصصة لا ريب فيها؟ ما قاله السّخِي يقوله كل الناس، ويعني خلاص بِقت على الرّاجِل المسكين، وجميع عضوية الحزب لابسة جلّابية البيهقي؟ تغريدة السّخِي التي جعلته خارج السرب فضحت بشكل لا جدال فيه خلافات الحزب الحاكم داخل ولاية الخرطوم، وخلافات الحزب في الجزيرة، ومن قبل ذلك خلافاتهم في القولد، وفي كسلا، وعيييك... تلك الخلافات تغذيها التفلتات والرغبات، وأشياء كثيرة لا أول لها ولا آخر. كويمات التنظيم لا تخطئها العين، ومن سُنن الإنقاذ، أن من يُفترض مثوله أمام القضاء، هو من يضطلع بمحاكمة الآخرين! كلاهما حاشِد ومجاهد، لكن يظل محمد حاتم هو الأقوى على كافة الأجنحة، بما فيها جناح الدكتورة مها،، بينما تضعضعت منظومة السّخِي التي تتعرض لعسف شديد، والله المستعان. من قبل السّخِي أُعفِي نضال عبد العزيز من موقعه كنائب لرئيس قطاع الإعلام، وكذلك أُجبِر على الاستقالة يونس الحسن مسوؤل الاتصال التنظيمي.. هل تصدِّق يا مؤمن، أن يستقيل انقاذي من أرباب المقامات، دون أن يتعرض لـ « الحفِرْ» وعوامِل التعرية؟ قيادة الدولة على علم بذلك، وهي التي تُعزي المنازعات.. هي التي أوكلت مهمة الإشراف على الحزب لسعادة الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين، وعم عبد الرحيم يتعامل مع طوائف الحزب المتصارعة، بنظرية: (يا زُبيدة لا تَموعِي)! واضحك معاي، يضحك السّمك! akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة