مسكينة تراجي، التي خربشتها الكَدايِس، وهي في انتظار الشعبيين، كي (يبسطوا الحريّات)..! وبالمناسبة .. بمناسبة مشاحنات الرفيق الطاهر ساتي وأخوانه ضد القاهرة، هناك أُغنية مصرية بتاعة أطفال، تقول: (ذهبَ الليل، طلعَ الفجر، والعُصفور صَوْصوْ.. شاف القِطّة، قالّها بِسْبِسْ، قالتْ نَوْنَوْ)..! عندما قال راشد الغنوشي زعيم جبهة النهضة التونسية، في مؤتمر الإخوان التنشيطي أمس، إن الشيخ المرحوم هو المتحاوِر الأول والمُجدد، وما إلى ذلك، غشِيَّت وجه رجل المؤتمر الوطني القوي غاشية، جعلته يتجرّع الكوب الذي كان بين يديه.. بدت مظاهر الاستنكار على الزعيم إبراهيم محمود، بينما كان الغنوشي يزجي التحية للشيخ بأنه المفكر، وباني نهضة الحركات المتأسلِمة. لم يقدِّر الضيف، أن هذا الأسلوب لا يعجب الإخوان في نسختهم (الوطنية)، لذلك جاء استقبالهم لكلمته فاتراً، وتكبيرهم باهتاً، أو يكاد ينعدِم، بينما رددت القاعة صدى التكبير والتهليل لصالح خطبة قصيرة من مندوب سُلطة أوردوغان، وأخرى طويلة، من ممثل الرئيس التشادي. الأخ الغنوشي، الذي وصل متأخراً، ربما لم يتسنَ له قراءة (دوْشَة) الشعبيين والوطنيين، أمام السودانيين، بشأن التعديلات و(بسط الحريات)..! مؤتمر الأمس، من زاوية التحام الغنوشي كأخوانجي، مع الثائِرة تراجي مصطفى، يكشف لك على الفور أن (أشواق) الحركات لم تتغير. فالمؤتمر التنشيطي للإخوان، يحاول تخليق فكرة التنظيم المركزية، الرامية إلى تشكيل تحالف بين المناضلين والقومجيين، و(المؤمنين)، على غرار ما فعلوا في المؤتمر بتاع زمان: المؤتمر الشعبي، العربي والإسلامي. إن كانت السيدة تراجي تلوم الإخوان، فكم كان طيباً لو تذكَّرت أن حزب الإخوان يظهر في المناسبات بحشدٍ نسائي باذخ لا تخطئه العين، وبأكبر حشد من حملة الدكتوراة، وجميعهم (نكّاري جميل)، إذ ينسون الترابي الذي هيأ لهم مِنح التعليم في بلاد الاستكبار، وما كانوا له مقرنين. في بدء الجلسة، جلست تراجي بجوار السيدة تابيتا بطرس، كانت تقلِّب أوراقاً، وتصوِّر بهاتفها.. وكأنها تبحث عن شيء مُفتقد، قامت لتجلس (حِدا) المراغنة الذين تأكدت مُشاركتهم في التشكيلة الوزارية الجديدة. السيدة تراجي شتمت منظومتها السياسية السابقة ــ المعارضة، حركات دارفور، وقطاع الشمال ــ وكسَّرت ألواحاً وألواحاً من الثلج، جعلت المؤتمر الوطني، يقول لنفسه: (بالله دا أنا)!؟ الآن حان وقت الحقيقة وفاجأها النهار.. هي لا تستطيع تشكيل حزب في هذه العُجالة كي تلحق بقطار الاستوزار، كما أنها لم تعتبر بما حدث لفضل السيد شعيب، ولوكانت هدأت قليلاً، ولم تدلق ماءها، لربما استوزرت مع ياسر عرمان القادم بقوة في تشكيلة الإيقاد..! الإخوان لم يكشفوا لها اللعبة، فعوَّلت كثيراً على عنبرية صوتها داخل منابرهم الحوارية، وأخيراً تم حرقها لتدفع الثمن، إلا أن يستدركها التنشيطيون برحمتهم..! ولكن ما الفائِدة..؟ ما فائدة الانضمام لنادٍ كاثوليكي حزم أمره وقدّم ترشيحاته، وقُضي الأمر الذي به يستوزرون..؟ مسكينة تراجي.. جاءت من كندا، بلاد الصقيع، لتبيع الموية في حارة السقايين. مسكينة.. لو استعانت بصديق، لربما أدركت حقيقة أن الإخوان (يَاهُمْ زاتُمْ) الكيزان..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة