جميع اهل دارفور في انتظار دورهم ليس الأجل المحتوم الذي يقدره الله لعباده بالطريقة التي يختارها لكل منا، بل في انتظار دورهم في المقصلة علي يد زبانية النظام فان منح الحكومة البشير سلطات الإعدام لكل جنوده يفعلون ما يشاؤون ويعيشون في الارض فسادا وأحيانا مصحوبة بالعجب في الوقت الذي يتحدث البشير عن الاسلام ويقتل الناس سجودا وركوعا داخل بيوت الله نعم لقد وصلنا وتجاوزنا المحطة التي تبيحها كل الأديان والشرائع فباتت الضرورة بفعل كل شي للدفاع النفس اذا كانت المساجد لا توفر الأمن فان الجهاد ليس فرضا العين بل الخيار الوحيد ليس فقط لسبب معين بل من اجل كل أسباب الجهاد مجتمعة أبتداءا من الدين ، الدفاع عن النفس ، دفاع عن العرض .الدفاع الوطن. واية ضرورة اخري فضلا عن كل الأسباب الانسانية وضروريات العيش الكريم . ان الحالة التي وصلت اليها الوضع في دارفور بات من السوء لا يسمح التفكير غير المقاومة الجادة او الاستشهاد دونه وليس هناك عزرا لكل شخص قادر علي حمل السلاح ذكرا كان او انثي شيخا كبيرا او حتي الذين في ربيع عمرهم . ولا قيمة لديوس يري ابنته. او امرأته تغتصب وتقتل بعده ويسكت من الأجل الحياة وغدا يقتل او يموت من اجل لا شيء ولا قيمة لرجل يري ابنه يقتل من دون سبب ويسكت من اجل ان يعيش وغدا يقتل وهو في متجره ويظل المجرم طليقا ليقتل ابنه الاخر او يغتصب أرملته من بعده نعم لا قيمة للحياة من دون الكرامة والحق يقال ولا كذب ان الكرامة والنخوة والرجولة وحتي الإيمان بالله قد رحل من دارفور ولم يبق الا أجسادا تتنفس وخائفة مرتجفة ومزعورة تتشكك حتي وعد الله بمقام الشهيد وتنسي ما تسطره التاريخ من خزي والعار تنتقل الي كل صفحاته جيلا عبر الجيل بقبول العيش في ديم الزبير في موديلها ألفين باسم ديم البشير . او جمهورية الجنجويد فان الخروج من ديم البشير لا يحتاج الي وصفة اخري غير الذي قلناه في المبتدأ فان ما فقدناه لا يسترد الا بدفع الثمن كاملا .ان من أراد الحياة لابد ان يواجه تحدياتها . وألا سيعيش جسدا لا فرق بينه وبين الحيوان الذي يوظف لخدمة مالكه حيّا كان او ميتا وبل اهل دارفور باتوا في وضع أحط من العبودية نعم ان الحركات المسلحة عملت ما تستطع فعلها وقدمت الغالي والنفيس ولكنها انهزمت بسبب الفرقة وسوء التدبير ولم تعد هناك املا يرتجي منها وبل لم تزيدنا الا مذلة وانكسارا وليس هناك جدوي من الاعتماد عليها طالما قادتنا الي هذه النتائج ولابد من الإقرار بفشل هذه الحركات بموت الشهيد خليل وليس هناك الجدوي من الرهان علي قيادة الثورة من قارة اخري او رجلا وضعه القدر علي قيادة الثورة حتما لا تتحقق اهدافهم الا مع نهاية إخر إنسان في دارفور والامل متبقي فيهم الخروج من مستنقع الفرقة والشتات وترك البحث عن فنون الحوار و الاجتهاد في البلاغة وصياغة البيانات فان الهزيمة واحدة وان اختلفت التعبير عنها ولكن الأمة لا تنهزم فالثورة ليست بالسلاح ولا المال بل العزيمة التي لا تنكسر التي تهزم اعتي الأسلحة دونك الثورة المهدية التي قامت لاسباب اقل من الدفاع عن النفس وهزمت تحالف اكبر إمبراطوريتين في العصر وقتئذ وبل اهل دارفور انفسهم كانوا ابطالها ولكن لابد من تحديد العدو بالدقة فالجنجويد ليس فقط الذين يحملون السلاح بل كل الذين يتعاونون مع حكومة البشير فان الذين يخرجون من المكاتب لتشيع الجثامين فهم شركاء مع الذين أطلقوا الرصاص بدرجة واحدة فالعمل لم يكن مبررا في الدفاع عن الباطل بتثبيت أركان الفجور والظلم وأوكار الاجرام فالذي يدافع عن نفسه ووطنه غير مطالب بالاخلاق وحتي بالانسانية وفي سبيل ذلك كل فعل يمكن تبريره في الدنيا والاخرة ،ناهيك من المعاملة بالمثل التي أباحها الاسلام . فان الخنوع والاستسلام بهذه الطريقة المهينة الي درجة السكوت علي اغتصاب نساء القرية كلها وطالبات مدارس بالجملة صغيرة منها وكبيرة وحرق القري بما فيها ونهب الممتلكات وقتل اطفالنا ورمي بجثثهم في الترعة او في الشوارع او دهسا بالسيارات او تقطيع أوصالهم في السجون بعد اغتصابهم ذكورا وإناثا وطرد كل المواطنين الي معسكرات الذل لاجئين او نارحين والتعمد في تدمير كل الجيل بالمخدرات والأوبئة ماذا بقت لنا لنحيا والي متي نريد ان نحيا وما معني الحياة وكان اخرها قرار الحكومة الاخيرة القاضي بتوطين أربعين الف شاب غير متزوج من السوريين في وادي صالح ووادي هور كمرحلة أولي علي يتم تقييم ردود الفعل الدولية اذا كانت متواضعة يتم تهجير سنويا ذات العدد الي ان يصلوا الي مليوني شخص علي ان يتعهدوا بالعمل في الجندية لحماية وجودهم بعد منحهم الجنسية السودانية ودلك بعد التراجع من الاتفاق مع حكومة مبارك في مصر القاضي بتوطين مليوني مواطن مصري في منطقة العطرون مقابل دعم المصري لحكومة عمر البشير وترك الحلايب علي ما هو عليها وعمل علي تمصيرها بطريقة لا تثير حفيظة الشعب السوداني وقدأعلنه عبدالرحيم حسين في اخر ايام حكومة مبارك بمنح المصريين مليوني فدان في الشمالية بموجب اتفاق الحريات الأربعة وكان يقصد بالإقليم الشمالي منطقة العطرون التي انتزعتها هذه الحكومة من اقليم دارفور والواضح ان الخرطوم لا تعطي اهتماما لأهل دارفور لسبب واحد لانها لا تحتمل وجود رد فعل من اهل دارفور وهم رؤوسهم منحية وقلبوهم مجروحة من الخوف ولا فرق بين نسائهم رجالهم آلا الملابس وقد مررت عليهم كل تمارين الاذلال بنجاح والان بدأت في انتزاع أراضيهم وإرثهم وتاريخهم في وضح النهار ماذا بقت لنا لنحيا ؟
العناوين والأساليب في منبر ( الآراء الحرة والمقالات ) اليوم ليست كما كانت شائعة قبل سنوات قليلة ،، فقد عقلت وتحضرت تلك الأقلام المتطرفة .. وبدأت تأخذ منطق العقل والذكاء في تناولها للقضايا .. فنشاهد اليوم نوعا من الأساليب العصرية المتحضرة في تناول الأحداث بطريقة عصرية حضارية واعية تجاري الزمن .. وقد اكتشفت تلك الأقلام المتطرفة أن تلك الأساليب القديمة الغوغائية التي كانت سائدة كانت سببا في إهدار الأوقات سدا .. وقـد أضــرت بالقضايا المصيرية كثيراَ .. وتلك الأساليب لا تفيد القضايا المطروحة بأي شكل من الأشكال .. بل هي أساليب كانت تنفر الناس وتفقد القضايا ذلك المطلوب من المناصرة والدعم والوقفة .. والناس في هذا العصر بعقولها وبنظراتها .. حيث العقول العصرية التي تقبل المنطق والحكمة وترفض العشوائية الملطخة بالنباح الفارغ !! .. ذلك النوع من النباح العشوائي الجارح الذي كان يملأ الصفحات دون جدوى .. ودون أن أي أثـر يفيد القضايا المطروحة !! .. وأخيرا استكانت وسكتت في منبر ( الآراء الحرة والمقالات ) تلك الأقلام التي كانت تثير نوازع الكراهية والفتن في نفوس القراء .. وما سكتت وتراجعت تلك الأقلام إلا لأنها اكتشفت أخيرَاَ أنها تخسر بأسلوبها تلك أكثر مما تربح .. ومع ذلك نجد آخرين في يأس شديد ما زالوا يركبون تلك الموجات البالية التي أكل علها الدهر وشرب . وهذه الحقائق هنا لمجرد الحقائق وليست لغاية في نفس يعقوب .. فلعنة الله على نظام قائم ظالم إذا لم يراعي العدالة في المواطنين والرعايا .. كما لعنة الله على أقلام جاهلة همها الأول والأخير هو زرع الفتن في قلوب المواطنين الأبرياء ثم خلق الشتات والتناحر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة