يحزنني جداً أن أكون مُضطراً للرد على ما كتبه الأستاذ الطيب مصطفى في عموده الراتب بـ(الصيحة).. رغم أنّ الأستاذ صلاح عووضة وفي نفس الصحيفة كفاني مؤونة الرد.. بما كتبه أمس رداً على صاحب (الصيحة).. كُـــلّ القصة إنّ الطيب مصطفى لا يَستطيع أن يَكتب دون أن يصوب على (تختة) فيها مُجسّم (شخص) يطلق عليه نيرانه.. فغياب الفكرة والرؤية دائماً يزلق الكاتب لإدمان (الشخصنة).. كتبت هنا يوم الجمعة وقلت إنّ شخصاً ما في سياق تدبيره لعملٍ ما.. استرجع من ارشيف "حديث المدينة" مادة نشرت قبل ثلاث سنوات تقريباً وأعمل فيها بالبتر والإضافة لتناسب هواه.. ثمّ بثها في أثير (الواتساب) لتنتشر بسُرعة وتُحظى بدوران كثيف.. وقلت إنّ من فعل ذلك لم يرهق نفسه للتسلية.. فهو يُخطِّط لشيء في نفس يعقوب. وجد الطيب مصطفى في هذا العمود المُضاف إليه والمحذوف منه.. ما يرضي نهم (إثارة الكراهية) الذي يدمنه تجاه كُـــل من لا يرتضي رضاه.. فكتب أمس الأول ليس عن الفكرة، بل عن شخص صاحب الفكرة ولم يترك نعتاً مذموماً أو (صيحة) كراهية إلاّ وزيّنها بالألغام والمُتفجِّرات اللفظية.. ومثل هذه الكتابة سَهلة للغَاية.. أيسر ما يُمكن لأيِّ كاتب أو سياسي أن يفعله أن يوقظ الفتن وينثر أعواد الثقاب حول أحواض البارود.. بالله عليكم ألم يكفه الإنجاز الخالد الذي سَطّره له تاريخ السودان بفصل ثُلث مساحة بلدنا وخُمس سكانه حينما ذبح الوطن قُرباناً لخيول الكراهية والفتن التي أسرجت على صهيل كلمات من مثل (الروبيضة) و(العميل) وغيرها من لائحة الشتائم السهلة المُعَلّبة.. كأنّما السودان كله مُعلّقٌ في مصائر رجال هُـــم زائلون مَهما عمَّروا.. ويبقى الوطن ومصالح الشعب العريق.. عندما تغيب الأجندة الوطنية الصادقة النبيلة تعتلي الهتافات صيحات الهياج والكراهية.. ويتحوّل الوطن المأزوم أصلاً إلى بُــركان مشاعر مُتنافرة تنتظر عود ثقاب ليشعلها.. راجعوا أعمدة الطيب مصطفى منذ أطلت في سماء الصحافة السودانية.. بالكاد سَتعثروا على عمود لا يَتناول شَخصاً بعينه.. عَجزٌ مُخيفٌ عن استنباط فكرة أو ترويج مَنفعة.. دائماً في رحلة بحث نهم عن معركة في لا مُعترك.. توزيع لبطاقات الإيمان لمن يرضى.. وقوائم الكفر لمن تخالف مقاساته هواه.. المُثير للشفقة.. إنني راجعت في مُختلف المواقع الإسفيرية كل التعليقات على ما كتب.. فلم أجد واحداً فهم ما فهم هو.. كل الناس فهموا مَقصد العمود الذي بذل جهده ليجد فيه مُثيرات الكراهية.. هو وحده الذي فهم ما أراد فهمه.. ليس لعجز في الفهم – لا سمح الله - لكن لسيرة ذاتية مُحتشدة بحب إثارة الكراهية وتقسيم الناس حسب ألوان بطاقات يُوزِّعها بما يُناسب هواه. ولو كان الأمر بعيداً عن استثمار العاطفة الدينية ربما لما احتاج حتى للرد.. لكن بكل أسف الرايات المرفوعة عليها شعارات باسم الإسلام.. دين السلام الذي حض على الكلمة الحسنة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).. و(كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ). اللهم انج بلدنا من أسلحة الدمار الشامل هذه..!! http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=10003http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=10003
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة