من الطرائف الرائجة، خطيب المسجد في الجمعة الأولى بعد شهر رمضان، يحذر المصلين من الذنوب والكبائر التي يعود إليها البعض بعد شهر رمضان المعظم، ومنها (أم الكبائر)..ثم يضرب ل" />
لكل نجاح معاول!! بقلم الطاهر ساتي لكل نجاح معاول!! بقلم الطاهر ساتي
لكل نجاح معاول!! بقلم الطاهر ساتي
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:43 AM الصفحة الرئيسية
> من الطرائف الرائجة، خطيب المسجد في الجمعة الأولى بعد شهر رمضان، يحذر المصلين من الذنوب والكبائر التي يعود إليها البعض بعد شهر رمضان المعظم، ومنها (أم الكبائر)..
ثم يضرب للمصلين مثلاً ببائعة الخمر التي تسكن في ناصية السوق الكبير في البناية التي تحت التشييد غرب المسجد، والتي كانت قد بدأت التصنيع والتوزيع منذ أول أيام عيد الفطر.. وبعد المغرب مباشرة، يقصد أحدهم المكان بخارطة الخطبة الدقيقة، وهناك يعاتب البائعة: (بالغتي يا خالة، ليك خمسة أيام مدورة وما نسمع بيك إلا الليلة من إمام جامعنا؟) > ولو لم يتحدث السماني الوسيلة رئيس لجنة النقل والطرق بالبرلمان - لصحف الأمس - عن مراجعتهم لعقودات سبع شركات بمطار الخرطوم، لما علمنا أن بمطار الخرطوم شركات أخرى غير شركة كومون .. فالشاهد - حسب تهريج الأشهر الفائتة، والموثق بالصحف ودفاتر البرلمان - أن محمد الحسن الأمين وأبو القاسم برطم كانا قد اختزلا كل قضايا شركات مطار الخرطوم في شركة كومون، ثم بذلا من الجهد البرلماني والإعلامي ما كان يكفي لطرد المتمردين من كاودا, لإخراج شركة كومون من المطار!! > سبع شركات بمطار الخرطوم، إحداها شركة كومون.. ولقد أحسن السماني الوسيلة عملاً بمراجعة عقودات كل الشركات - بما فيها عقودات شركة كومون- بحيث يطمئن البرلمان على سلامة الأداء بمطار الخرطوم، وهذه المراجعة الشاملة لكل العقودات الموقعة ما بين سلطات المطار وشركات القطاع الخاص, هي (فرق الفهم) ما بين بصيرة السماني الوسيلة النافذة والآخرين من ذوي قصار البصر الذين لم ينظروا في خضم هذه الشركات إلا شركة كومون فقط لاغير!! > هما - الأمين وبرطم - كانا قد عزما على إحراج شركة كومون وإخراجها من المطار بعد تلويث سمعتها.. ولكن نهج الوسيلة أحرجهما أمام الرأي العام ونواب البرلمان, حين حول شركة كومون جزءاً من الكل الذي يجب مراجعته، (وأكد الوسيلة أنه لم يحصر مهامه في قضية كومون فقط، بينما أجرى مراجعة لعقودات سبع شركات أخرى تعمل في المطار للتأكد من سلامتها, والمبالغ التي تتقاضاها من المواطن, ومدى تناسبها مع الأوضاع، بجانب ما يثيره المواطنون بشأن فقدان وتلف العفش)، نص الخبر.. فالوسيلة يتحدث عن مآسي الصالات العامة والشركات والجهات المسؤولة، ومنها ما أسماه ( تلف وفقدان العفش)!! > وتلك المآسي - تلف وضياع العفش - لم تكن مبلغ هم وعلم الأمين وبرطم طوال فترة صخبهما الإعلامي عن صالات (كبار الزوار) ، وكأن من جاء بهما إلى البرلمان هم كبار القوم الذين يعبرون عبر صالات كبار الزوار التي كانت تديرها شركة كومون، وليس العامة ذوي الحقائب المسروقة والتالفة في صالات ليست تابعة لشركة كومون .. ومساواة السماني الوسيلة ما بين صالات العامة والكبار في المراجعة, تعكس أيضاً (فرق المسؤولية) ما بين مسؤول يهتم بأمر الناس جميعاً, وآخرين مساحة مسؤوليتهم لا تتجاوز مساحة الصالة الفاخرة التي هم يعبرونها ذهاباً وإياباً!! > المهم.. أداء السماني - الذي شمل بمراجعته كل عقودات شركات المطار - يستحق الاحتفاء، وذلك لتجرده من (شخصنة الأمور)، أو أتحفنا البعض الذي اختزل كل قضايا البلاد في عقودات كومون منذ ذاك الصباح الذي أمره فيه أحد أفراد كومون بإخراج عربته من مدخل صالة كومون.. الأمين غضب لعربته، وكل غضب مُيسر ومسخر لما خُلق له.. ولكن لمن غضب برطم لحد التفرغ لهذه القضية؟ ولماذا لم يشمل غضبه ست شركات أخرى تعمل بجوار شركة كومون؟ فالأسئلة مشروعة إن كان الغضب لله ثم الوطن.. وقد بشرهما السماني بخروج كومون من المطار (كُلياً)!! > وهذا الخروج يستحق احتفالاً، بحيث يخاطب الأمين وبرطم الحشود بمناسبة نجاحهما في حل أكبر أزمات البلاد والعباد.. ليس إخراج القوات المصرية من حلايب، ولا إخراج قوات الهجين من دارفور، ولا إخراج المتمردين من بعض مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، بل إخراج كومون من المطار كان الهاجس الأكبر والطموح الأعظم والغاية الكبرى للأمين وبرطم.. وقد بشرهما السماني الوسيلة بتحرير المطار من قوات كومون، فليتنفسا الصعداء ولن يطالبهما الرأي العام عن أسماء ومصائر الشركات الست الأخرى ولا عن سلامة عقوداتها ولا عن ملاكها .. وفيها من الشركات ما لا يستطيع الأمين وبرطم نطق اسمها ولو مدحاً في الإعلام والبرلمان، ناهيك عن شتمها وذمها (زي كومون)!! > وعلى كل، أكملت كومون فترة عقدها مع سلطات المطار وغادرت بعد أن وضعت (بصمتها الزاهية)، بحيث حولت أوكاراً كانت مهجورة إلى رقعة من (الجمال والنظام).. فالثقافة العامة - وغير الصائبة - في بلادنا, هي الهجوم على الشركات أو مدحها بمقابل مدفوع الثمن (إعلاناً أو رشوة).. وتحت وطأة هذه الثقافة، تتجنب الأقلأم عكس إشراقات جديرة بالاحتفاء.. ولكن، عندما تصنع عقول سودانية نجاحاً، فعلينا أن نتبناها بالرعاية والحماية.. فالدول العظمى - في جوهر اقتصادها الناهض - ما هي إلا حزمة (شركات ناجحة).. ولكن لكل نجاح في بلادنا معاول للهدم.. وشكراً لشباب كومون الذين وضعوا بصمة النجاح بمطار الخرطوم رغم متاعب (معاول الهدم)!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة