شاع المعنى المصطلحي السوداني لكلمة "ماسورة" أكثر من المعني اللغوي: أنبوب تتعدّد أقطارُه وتتنوّع استعمالاتُه. فعندما تقول هذا الشخص ماسورة تعني لا فائدة منه، وهذا الشئ ماسورة تعني مغشوش، أوغير أصلي، و"فلان ركبوه ماسورة" إذا تحايلوا عليه، وهكذا يتردد المعني المصطلحي الذي يستخدمه السودانيون، ولهذا المعنى مناسبة وقصة كاملة، لا نستطيع ايرادها في هذه المساحة، ولكن إذا حاولنا عد استخدام الكلمة في حديثنا اليومي نجد أن استخدامها بالمعني المصطلحي يزيد ثلاثة أضعاف استخدامها بالمعنى اللغوي. فقد اشتهر المعنى هذا في بادئ الأمر في الوسط الرياضي، ويقولون: لاعب ماسورة، أو مدرب ماسورة، وعم المعنى القرى والحضر، ولحق باسماء أشخاص، واسماء محطات مواصلات، واسماء أسواق، وأشهرها سوق المواسير بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور الذي راح ضحيته المئات من التجار والمواطنين، بفقدانهم أموالهم كاملة، مقابل غنى آخرين، ولم تزل قضاياه في المحاكم منذ العام 2011م، كما نشأ سوق مواسير للعقارات بالخرطوم حيث نصبت شركة عقارات على المواطنين والموظفين وضباط في الجيش، واختفت. ما حضني الكتابة هو التقرير الجيد الذي أعده مصطفى عبد الجبار عن سوق المواسير بالشعبي أم درمان، بالملف الاقتصادي بأخبار اليوم الثلاثاء 18/4/2017م، وهو أحدث سوق مواسير، وعلى القارئ ألّا يظن أننا نتحدث عن المعنى اللغوي، فهو سوق لبيع "الموبايلات الاسكراب"، بالمعنى المتعارف عليه عالمياً هو سوق النفايات الالكترونية، ومتعلقات الموبايلات، والأجهزة الزكية. واعتقد أن الصحفي مصطفي محقق استقصائي جيد إذ مضى في ذات الاتجاه الذي تبناه، فهو منقب بحق، ويكتب برؤية ومباشر في التناول، وعميق في رسمه للمشهد. عمق التقرير أنه عرض البعد الاقتصادي للسوق، والمتمثل في إن المعايش جبارة تضعك في موقف صعب، ويظهر ذلك في قصة ذاك الشاب الذي جاء الخرطوم للعلاج ولم يجد ما يجرى به عملية جراحية فدخل السوق، والبعد الاجتماعي ممثل في دخول المعلمين سوق المواسير "المعلم المأسورة"، والبيئي في أن هذه السلع المتداولة هي خطر على الأرض والإنسان، ومن مسببات السرطانات، والبعد الأخلاقي والقانوني في أن بالسوق من يخدع ويتحايل على زبائنهم. فالتقرير عرض حال للبلد ومنارة تنبيه. ونواصل 1)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة