نصبح كل صباح علي هدم جديد وجرح جديد فإمعاناً في استفزاز أهل الشرق بالامس كانت ميناء بورتسودان تشريد لعمال الشحن والتفريغ بدواعي الخصخصة مئات من الأسر الضعيفة سوف تصبح في العراء تضاف لكوم الفقراء والجوعى في أطراف المدينة الذين يفتك بهم الجوع وأمراضه يضاف إليها زائر جديد هي الكوليرا التي طافت علي كل محليات الفقر من شلاتين إلي الخيارى كل هذا في ظل صمت حكومي يمارس الإبادة الجماعية بدم بارد مصيبة مدينة كسلا تعاقب علي حكمها في عهد الانقاذ كل عديمي الموهبة والهمة ولكنهم يشتركون في حقدهم الدفين علي المدينة واهلها وتراثها وتاريخها فالوالي السابق الذي هدم مركز المدينة وكل مباني الوزارات التي تعتبر مباني تراثية تاريخية تدعوا منظمة اليونسكو للمحافظة عليها لكن هذا الوالي السمسار باعها بالمتر للمستوطنيين الجدد والوالي الجديدالمعين بدأ عهده بمنح المتبقي من الاراضي والميادين العامة لمنسوبي المؤتمر الوطني واقربائه ياريت لو توقف الامر عند هذا الحد ولكن حملت إلينا الأخبار من الوريفه ان هذا الوالي السمسار شرع في دق جرس الدلالة لبيع مسرح تاجوج الذي تم تشيده في العام ١٩٧٠ بعون ذاتي وشعبي ويعد احد اهم معالم المدينة فهو لا يقل مكانة عن توتيل والقاش واهم مواعينها الثقافية ويعد اهم مركز للوعي والاستنارة ونحن أطفال كان مسرح تاجوج وأنشطته الثقافية مكون مهم لرصيدنا الثقافي والمعرفي شاهدت فيه كل مسرحيات الراحل الفاضل سعيد وكل حفلات عمالقة الفن السوداني وكذلك كانت تقدم فيه عروض ثقافية لكل المكونات الاجتماعية للمدينة التي سدت وسائل الاعلام في المركز في وجهها فكانت خشبة مسرح تاجوج هي التلفزيون الشعبي يشاهد فيه كل رقصات قبائل البجا فسيوفهم تلمع في كبرياء مع أنغام الكيته للفلاتا ورقصة الكمبلا للنوبة مع اغنيات الحقيبة بصوت المبدع محمد مطر ولا أنسى الليالي الشعرية يتبارى فيها ابوعاقله وكجراى والحلنقي وهلاوي ابوامنة حامد كل هذا المورث الثقافي يريد والي الغفلة إعدامه تحت أصوات جرس الدلالة لبيع ارض مسرح تاجوج الذي أعطى أمة تجسيدا لمقولة فولتير أعطني مسرحا اعطيك أمة حقد نظام الانقاذ علي الشرق عموما وعلي كسلا واهلها خصوصا معروف وواضح للعيان وذلك معاقبةً لاهلها لأنهم كانوا يشكلون الحاضن الاجتماعي لكل جيوش المعارضة في الجبهة الشرقية نقولها بالصوت العالي ونحذر نظام الانقاذ من الاستمرار في استفزاز أهل الشرق الم يكفيكم بيع اراضي مصنع البصل ومصنع تعليب الفواكه الذي توقفت مكيناتهم في عهدكم ؟اوقفوا هدم وبيع مسرح تاجوج ولا تستعدوا الناس اكثر من ذلك ادعوا كل أهل كسلا ان يقاوموا هدم المسرح وان يشكلوا حاجز بشري امام جرافات الوالي السمسار حماية لتراثهم وتاريخهم ومستقبلهم اسامة سعيد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة