في ظل العلاقات الفريدة بين القطرين الشقيقين السودان والمملكة العربية السعودية ..بدأت تلوح في الافق غيوم حبلى بأمطار غزيرة توشك ان تهطل لتروي المساحات الكبيره من الاراضي السودانية حتى تنبت اشجار مورقة تضج بالثمار ذات الاثر الاقتصادي للدولتين من بينها مشروع التنقيب البحري للاكتشافات المعدنية والتي تقدر عائداتها بأكثر من (16)مليار دولار .. واستعانت الدولتين في هذا المجال بشركات دولية لها المقدرة الفائقة على التنقيب في جوف البحار وبأحدث التقنيات التي تصل الى اعماق (6)الاف متر في قاع البحر ..وبالتالي فأن الانتاج الفعلي لهذا المشروع وطبقا للتصريحات الصحفية لبعض المسؤولين سيكون بعد ثلاث سنوات بالتقريب ..وبالتأكيد مع حلول عام (2020)م ..وبجانب التعاون المشترك في هذا المشروع الحيوي فأن الحكومة السودانية كانت قد منحت للسلطات السعودية عقدا طويلا لاستثمار (مليون)فدان من الاراضي ولمدة (99)عاما ..مما يؤكد ان هذه العلاقات تمضي بخطى حثيثة نحو العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية ورغم ان هذا المشروع البحري للتنقيب والذي اطلق عليه اسم اطلانتطس (2)برز في عام 1974 الا انه وبعزيمة الدولتين وارادتهما القوية استيقظ من غفوته بعد 40 عاما من الزمن ..واخذت شركة (منافع)حق الامتياز بالتنقيب بعد ان تأكدت من خلال دراسات مستفيضة عن وجود كميات كبيرة من المعادن في جوف البحر الاحمر ..وسيتم ايضا اكتشاف المزيد منها مع مرور الزمن ..وهناك (5)من الشركات السعودية تقوم بالاستثمار في مجال التعدين بشتى انحاء السودان لم يتوقف التعاون بين البلدين في محيط التعدين البحري بل امتدت هذه الافاق من التعاون في مجالات اخرى كثيرة جلها تقع في ميادين الزراعة ..والري ..والكهرباء ..والثروة الحيوانية .. حيث منح السودان للمملكة العربية السعودية فرصة الاستثمار الزراعي طويل الاجل كما ذكرنا ولمدة 99 عاما ..وقد انشئ خصيصا لهذا الغرض (سد)ذلك لأن هذا المشروع يعد من اهم المشاريع الرائدة لتوفير الامن الغذائي للبلدين الحقيقة ان التعاون المشترك بين بلادنا والسعودية في مجال الاستثمار هو من اجمل الاطر الذي يجمع بين قطرين تجمع بينهما الكثير من الهموم والتقارب في العادات والتقاليد ..وبين شعبين يعزفان على انغام واحدة ..ويطربان على مجموعة من الامنيات الخالدة ..الا ان هذا التعاون لم يدع بلادنا تقف صامتة او تنام على الرصيف انتظارا لهذا الينبوع الذاخر من المعادن النفيسة التي يذخر بها جوف البحر الاحمر ..فقد بات حلم (الثراء)ايضا يكمن في باطن الارض السودانية .. وتموج بها جل المناطق ..ومع ان (الذهب )له قيمته القصوى في العائدات المادية ويعد في صدارة الصادرات حيث يبلغ الاحتياطي المؤكد منه (550)طنا ..الا ان الركض ما زال مستمرا خلف ثلاثين معدنا من المعادن الاخرى والتي تحبل بها ثرى بلادنا مثل ..المنجينيز ..والكروم ..والكرنكل .. والكاوليين ..والجبس ..والجير وغيرها ..اما (سد) عطبرة وستيت فهو من الاحلام التي كانت تراود اذهان الشعب السوداني منذ امد بعيد حتى اصبح اليوم يقف شامخا في ارض الواقع حيث ان هذا السد يقوم حاليا بتوفير مياه الشرب للقاطنين في منطقتي كسلا والقضارف ومياه الري لمشروع حلفا الجديدة الزراعي وانتاج الطاقة الكهربائية ..وقد دخل حيز التخزين التجريبي لهذا(السد)في عام 2013بتكلفة اجمالية قدرها (1990)مليون دولار وساهم في التمويل بجانب السودان كل من دولتي الجزائر والصين وكذلك الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ..والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ..والصندوق السعودي للتنمية ..والبنك الاسلامي للتنمية ..وهو عبارة عن سدين ترابيين من الكهرباء وبحيرة تخزين مشتركة احداهما يقع على نهر عطبرة والاخر على نهر ستيت الغرض من هذا السرد الواقعي لهذه المشاريع الاقتصادية التي تحتضنها بلادنا في صدرها بكل جذل وفرح هو ان الشعب السوداني وان طال به امد الفقر والعوز فقد بدأ يرنو بمقلتيه موجة من غيوم الفرح القادمة من الفضاء الواسع لتروي مساحات كبيرة من ارضنا السمراء وتحيلها الى حقول من المزارع المخضرة .. وشتول يانعة .. وغابات باسقة من النخيل .. واشجار مورقة تغرد على اغصانها العصافير الملونة الجميلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة