........ 1 بِتُ في حِلٍّ من الغدِ أهرعُ إلى جدُولِ الماضِي أرفعُ شمسَهُ، أُرممُ ماءَهُ، أُلوِّنُ سُرّتَهُ... وأدعُ الأتيّ يتُوغلُ في الثّلجِ.
2 ستمُوتُ قريباً يا وطنِي يتخطّفُكَ الشّوقُ إلى مأوىً في الأرواحِ ولا تلقاهُ..!!
3 الصّرخةُ مثل حبلٍ طويلٍ، طويل... يلتفُّ، يلتفُّ على الرُّوحِ في أُتُونِ التّوتُّرِ... يلتفُّ، يلتفُّ، فيخنِقُ ظِلّكَ..!!
4 تحطِيمُ الوثنِ ــــــــــــــــــــ ثم إنكَ لمستَ اللُّجةَ بأظافِرِ العَزمِ رأيتَ أنكَ عُدتَ والصُّولجانِ بيمينِكَ غارِقاً في الاِكتِفاءِ غارِفاً من النُّدرةِ نقراتِ السُّكُونَ على أصابِعِكَ.. ثم إنكَ بدأتَ في التّكالُبِ عليكَ متى مسَّ عصيرُ لُجتِكَ طيفِ ضُوءٍ هرعتَ لهراواتِكَ وطفِقتَ في تبريحِ العتمةِ بخشبِ رُوحِكَ كي يمتصُّكَ اللّيلُ.. لا تودُّ أن تعبُرَ من كينُونةِ الظِّلالِ لبطنِ البِطريقِ لِبقرِ حُدوسِكَ الغائِبةَ في تحطِيمِ الصّنمِ فعلامَ إذن خَربشتَ اللُّجّةَ بِكتفِكَ لن تكتفيّ مِنكَ الأسطُحُ وستوسِعُكَ بِكَ فيها فانتخِبْ هُرُوبَكَ من وراءِ المُكُوثِ وأهرعْ لتمويهِ الجُثّةِ بالصّدِّ..!!
5 البناتُ وهن يُطرِزنَ روحَ الأمنيّاتِ الوفِيرةِ بالغيابِ.. يَجُبّنّ بأوقاتيّ دهراً فدهرا ولا يَجِبنّ على اشتياقاتي المطِيرة..!! ــــــــــــ حالةُ اشتياقٍ لبنتٍ واحِدةٍ فحسب وقد اسميتها مقدماً (..... بله الفاضل) فمتى ستأتين يا ابنتي، متى؟
6 من أخفى النّهرَ في جيبِهِ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وتسلّلَ الماءُ من أصابِعِ النّهارِ كالطّيفِ المُسافِرِ يحمِلَهُ ربيعُ الرُّوحِ ليرُوحَ في شفقِ الغِياب. هذا وبالنّهرِ ارتِدادُ الصُّوتِ وما ذابَ من غِناءِ الفُوتِ ومُوسِيقى.. مُوسِيقى ترُدُّ إلى المجازِ: اللّحنَ والكلِماتَ والنّشوى وتصفِيقَ السّحاب. كُلُّ الوُجُوهِ ترجُفُ وسعَها هذا وقد ضحِكَ الحنِينُ على تجاعِيدٍ خبّأتُها خلفَ صبرٍ مُستحِيل. اللّيلُ تغرِيدٌ على أغصانِ طيرٍ لم يُماسِسْ في اِتِزانٍ: شمسَ يومٍ آيلٍ للانتفاضِ على تفاصيلٍ لويل. كيف للدُّنيا.. وقد مجّ الصّغارُ: ظِلَّ براءةٍ أودى بنضرتِهِ جحيمٌ شبّ في الأحلامِ... كيف.. وهذه الدُّنيا بسطوتِها ليست جِناح.. كيف للدُّنيا نمدُّ اللّيلَ حيل. هذا وقد رقصَ الغُرابُ على الخرابِ وراحَ ينبُشُّ الآهاتَ يُرسلُها إلى كفٍّ يُرقِّعُهُ: سُوءُ كيل.
7 هوهوةُ الشوارِعِ ـــــــــــــــــــــــــ يا لِلّهوِ... هكذا دُفعةً واحِدةً تجدُّ نفسُكَ في سُدةِ الشُّوارِعِ! أنتَ لم تُخطِّطْ جيداً إلا لشّارِعٍ واحِدٍ.. لعلهُ السُّؤددَ وتوابِلَهُ –على ذاتِ الطّريقِ- لعلهُ... لكنما، تداعتِ الشُّوارِعُ جميعُها.. بتجهُمِها، وأنصالِها، وحرائقِها... ببذلِها، وأخذِها ووووو و أنتَ الآن قُبالةَ شارِعٍ أطرافِهِ كما فخذينِ، يرتفِعان بغتةً، وينخفِضانِ ينخفِضانِ ينخفِضانِ... ولا يَلوحُ خلاصٌ البتّة –أو هكذا خُيّلَ إليكَ..- تمضِي... والاِحتِمالاتُ تنخرطُ في الوثبِ على جُمجُمتِكَ المُتآكِلةِ.. كُلّ خُطوةٍ والتِفاتةٍ، تمضِي... كما ناموسةٍ تطنُّ ولا يفتِّكُ بتوتُّرِها خلا غرزَ مِثقبِها والنّهل الشّبقِيّ.. ثمة ما يُراكِمُ شذىً بمُخيّلةٍ، وثمة أنفاقٌ تفتحُ للرُّوحِ أثداءَها الممصُوصةَ بالرُّطُوبةِ والنّباح... هيه ها أنت تخرُجُ كما طلقةٍ ناشتْ جُمجُمةَ طِفلٍ ساهٍ في طرائدِ الخيالِ، كضحكتِهِ المُلوّنةِ بتُخُومٍ ملائكيةٍ، ودمعتِهِ المسفوحةِ بإيعازٍ من أبالِسةِ الوُجُودِ... ثم أنكَ أفنيتَ عبقاً في الانصِرافِ نَهلتْهُ دونما أثرٍ لاِغتِباطِ ثناياهُ المحفُوفةِ بالرّغائبِ في أشباهِكَ.. الغرِيبُ أن شارِعاً آخرَ يقطِفُ دبيبَكَ، وفيما أنتَ تجُوسُ وِهادَ الاِنسِجامِ.. يقطِفُكَ شارِعٌ ثانٍ وثالثٍ... 1/3/2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة