آخر الأخبار التي خرجت من دهاليز المشهد السياسي أن زيارة المبعوث الأفريقي ثابو أمبيكي نجحت في الاتفاق على عقد اجتماع في إديس أبابا لتحالف نداء السودان يضم المهدي وجبريل ومناوي والدقير وعرمان تمهيداً لجلسة مفاوضات مع الحكومة أو مع اللجنة العليا لمتابعة إنفاذ مخرجات الحوار وأن الأجندة تشمل وقف العدائيات والحرب ونقل الإغاثة وقضايا أخرى وربما يؤجل الاجتماع قليلاً لكنه سينعقد في نهاية الأمر ربما قبل نهاية هذا الشهر . هل فهمتم قرائي الكرام لماذا فشل أمبيكي منذ أن أطلّ على المشهد السياسي السوداني منذ سنوات طويلة في إبرام أي اتفاق يُنهي أياً من أزمات السودان السياسية؟ تعاملت مع الرجل من خلال عدة لقاءات جمعتنا به في السنوات الأخيرة آخرها قبل أيام في فندق كورنثيا ضمن الآلية العليا للحوار .. خرجت من الاجتماع الأخير بذات الشعور الذي انتابني في كل مرة أجلس فيها مع الرجل بل بأحباط أكبر وبخلاصة صادمة .. إنه يضيع وقته ووقتنا ووقت السودان ، إما بخبث متعمد ، وهذا ما استبعده ، وإما جراء فشل وضعف إداري يعاني منه ويجعله على الدوام يخلط بين الأولويات ويعجز عن إزالة الانسداد عند الحاجة إلى قرار حاسم بمقدوره أن يتخذه. نعم ، لقد شعرت بإحباط بل بخيبة أمل كبرى انحطت بالرجل في نظري وأشعرتني بضعفه وعجزه حين اعترف أن عدم توافر المال لتمويل تحركاته أعاق خطوة جبارة نحو الحل ومنع اجتماعاً كان ينبغي أن ينعقد بين طرفي الأزمة بعد تنازل كبير قدمته الحركة الشعبية في باريس قبل عدة أشهر .. لقد اهتزت صورة الرجل في نظري كما لم تهتز من قبل وشعرت بأن قضية الحرب والسلام في السودان عهد بها إلى رجل لا يستحقها . في غاية الأسف أن أقول ذلك ولكنها الحقيقة التي ينبغي ألا نتردد في الجهر بها فالوطن العزيز أكبر من أمبيكي ومن غيره. بربكم كيف أفهم أن يجلس أمبيكي مع تحالف نداء السودان بقيادة المهدي في الخرطوم قبل أيام ثم يتفق الجميع على لقاء يعقد في أديس أبابا يضم الحركة الشعبية (عقار أو عرمان) في وقت يغيب فيه الفاعل الرئيسي المتمثل في (الحلو)؟. مسرح العبث واصل عروضه ليقول ولد عرمان المسمى مبارك أردول في بيان هزلي إن الحركة الشعبية لن تدخل في مفاوضات حول قضايا سياسية قبل حل القضية الإنسانية وإيصال الغذاء لمناطق جبال النوبة والنيل الأزرق وأضاف ذلك الرويبضة الآخر أنهم على استعداد للتوصل لاتفاق إنساني يشمل وقف العدائيات! بالله عليكم هل هذا (الزول نصيح)؟! لا هو ولا زعيمه عرمان يملك مثقال ذرة مما يتحدث عنه ورغم ذلك يهرف بهذا القول (لأن الكلام ليس بالقروش) ولأنه يريد أن يسوق الطرفة المضحكة ويخدع بها المغفلين أن سيده عرمان لا يزال أمينا عاما للحركة الشعبية . أردول يهرف بهذه المهازل الآن بعد أن جرد زعيمه عرمان من أية سلطة بالرغم من أن عرمان كان قبل إنقلاب الحلو عليه يملك أن يقرر وكان يرفض المقترح الأمريكي حول نقل الإغاثة. نعود لأمبيكي لنقول في استغراب مدهش إنه أحجم عن التحرك طوال الفترة الماضية عندما كانت هناك إمكانية للتحرك وفجأة وبدون أدنى مقدمات وفي الوقت الخطأ بعد الإطاحة بعرمان وتغيير المشهد السياسي في جبال النوبة والنيل الأزرق يزور الخرطوم - بسبب توفر التمويل- ليجلس مع (الناس الخطأ) وفي الوقت الخطأ وهو يدري ، وربما لا يدري ، أن مهمته ستكون أفشل من كل جولاته السابقة. لو كان الأمر بيدي ، والله العظيم ، لقلت له قبل القيام بزيارته الأخيرة إلى السودان : (كتر خيرك) ونرجو أن تؤجل زيارتك إلى أن تنجلي الأزمة الممسكة بخناق الحركة الشعبية سيما وقد قال قائد الإنقلاب (الحلو) إن التفاوض لن يتم قبل انعقاد مؤتمر الحركة الشعبية بعد نحو شهرين لإقرار مانفيستو الحركة الشعبية ودستورها وهياكلها الجديدة. أقول ناصحاً الحكومة وإخواني في اللجنة العليا لمتابعة إنفاذ مخرجات الحوار وكذلك جماعة نداء السودان : بالله عليكم وفّروا وقتكم وجهدكم ومالكم إلى وقت آخر وكان الله في عون السودان وشعبه الصابر الذي أشعر بالأسف أن معظم قياداته السياسية ليست جديرة به.. فيا حسرتاه!. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة