|
Re: العصيان المدني في الميزان.. بقلم خليل محم� (Re: خليل محمد سليمان)
|
( ثقوا في أنكم نجحتم في التواصل وكسر حاجز الخوف ) .
لقد ضحكنا كثيرا من العبارة أعلاه .. لأن تلك العبارة لا تليق بمقام الشعب السوداني ،، ذلك الشعب البطل صاحب السيرة الطويلة في عالم الانتفاضات .. والكاتب هنا يوجه الاهانة والإساءة للشعب السوداني دون أن يقصد ذلك .. فهو وآخرون يظنون أن حاجز الخوف والتردد والجبن هو المانع الوحيد الذي يحد من تحرك الشارع السوداني .. وبالتالي هو ينطلق من ذلك المنطق المجحف الذي يجرد الشعب السوداني من حرية اتخاذ القرارات دون نصيحة ووصية الآخرين .. فهو يحاول أن يحرك شعبا قويا عرف بالانتفاضات والثورات .. وهنالك فكرة غير صائبة في أذهان البعض الذين يظنون أن الشعب السوداني مصيره الآن يتوقف فقط على التواصل عبر الواتساب وروابط الكمبيوتر .. وهؤلاء يجهلون كليا أن تلك الوسائل الحديثة هي غير متوفرة لكافة الشعب السوداني .. ولا تدخل ضمن اهتمامات الشعب في الوقت الحاضر إطلاقاَ .. فتلك الوسائل هي فقط لفئة قليلة جدا من الشباب السوداني .. ولا يتعامل بتلك الوسائل إلا أقل من نسبة نصف في المائة من الشعب السوداني .. أما الغالبية العظمى من الشعب السوداني فهي تتواصل مع بعضها مباشرة وجها لوجه في التجمعات وفي الطرقات وفي المركبات العامة والخاصة وفي المناسبات ,, ويوميا نجد الشعب السوداني يناقش ويتحاور ويتواصل ويتناول مجريات الأحداث السياسية بكل تفاصيلها ,, وهي تواكب الأحداث التي تجري في البلاد بكل دقة وتفاصيل .. ومعامل الشعب السوداني تتفحص المحاولات من كل الأطراف ثم تقيم الأهداف والنوايا .. وبالتالي تتجلى تلك الوقفة الخاصة للشعب السوداني .. وقفة ليست بالهتافات والتصفيق للنظام القائم كما كان في سابق العهود .. وليست بالسمع والطاعة لمعارضة مريضة ومشكوك في أساليبها وأهدافها .. ولذلك فإن الشعب السوداني يضحك من مثل تلك العبارة : ( ثقوا في أنكم نجحتم في التواصل وكسر حاجز الخوف ) .. فكأن الكاتب يتصور أن الشعب السوداني يفتقد عدة التواصل والتفاهم مع البعض .. وهو ذلك الشعب الخائف الوجل من التحرك .. وذلك الفهم يتمثل فقط في أذهان البعض من الناس .. بل كأن الكاتب بتلك العبارة يداعب طفلا جاهلاَ ما زال يحبو !! .
| |
|
|
|
|