في يوم الاثنين 16 يناير 2016 ، تبدأ في باريس اجتماعات المجلس القيادي لتحالف قوى نداء السودان ، ويستمر الاجتماع حتى يوم الجمعة 20 يناير 2016 . يشرف على لوجستيات الاجتماع مركز الحوار الانساني في جنيف بتمويل من ادارة اوباما .
من المقرر ان يناقش الاجتماع الوثيقة الوطنية للمستقبل ، التي تحتوي على السياسات البديلة ، والتي اعدها السيد الإمام ، ليكون الجميع جاهزين الساعة السادسة صباح اليوم الذي يلي إسقاط النظام ، وحتى يلقموا حجراً تلك الاصوات المنكرة التي تتسآل في غباء عن ماهية ( البديل ) بعد الإطاحة بنظام البشير ؟
يبغبغ نظام البشير بان بعده سوف تأتي الفوضى ، ويتبع الفوضى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ( آيات مفصلات ) ، كما حدث في بلاد الربيع العربي . يحاول النظام ان يسوق متلازمة ( الشيطان الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه ) ، ويشير افقياً إلى سلخانات ليبيا واليمن وسوريا . ولكن وكما ذكرنا السيد الامام فاننا نملك الملكية الفكرية للتحولات الديمقراطية السلمية ، كما حدث في ثورة اكتوبر 1964 ، اول ثورة شعبية ناجحة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، وكما حدث في إنتفاضة ابريل 1985 .
نحن معلمون في الثورات الشعبية السلمية الناجحة ضد المحتل الوطني ( عبود ونميري ) وضد المحتل الاجنبي ( الاستعمار الثنائي ) ، وكذلك في الثورات العنفية ، كما في الثورة الشعبية المهدية ضد الاستعمار الخديوي .
من المفيد ان يتوكأ تحالف قوى نداء السودان على سند شعبي عريض ، حتى تنجح الانتفاضة القادمة ، بدلاً من الجهجهة التي حدثت في العصيان المدني يوم الاثنين 19 ديسمبر 2016 . وعليه نتمنى ان يدعو اجتماع 16 يناير مكونات المعارضة الاخرى ، للمشاركة في الاجتماع ، واعتماد هيكلة جديدة للتحالف ، برئيس جديد ، ينافح في الفضاء الوطني والاقليمي والدولي عن اهداف التحالف ، ويستقطب الدعم المالي والسياسي والشعبي والاقليمي والدولي للتحالف ، وإستراتيجياته .
في هذا السياق ، نعتبر مشاركة الدكتور غازي العتباني ، رئيس تحالف قوى المستقبل للتغيير ، في اجتماع 16 يناير واجب وطني … حتى كمراقب ، وليس كعضو اصيل ، كون تحالفه ليس عضواً في تحالف قوى نداء السودان . وحبذا لو تمت دعوة ممثلين لقوى شباب 27 نوفمبر و19 ديسمبر للمشاركة في اجتماع 16 يناير كمراقبين ، ولكي يعتمدوا ، كمرجعية حصرية ، الوثيقة الوطنية للمستقبل والسياسات البديلة ، التي سوف يعتمدها بدوره إجتماع 16 يناير .
في هذا السياق ، وصلت عملية الحوار الوطني إلى طريق مسدود . إعتبر الرئيس البشير ان الوثيقة الوطنية التي تم اعتمادها من النظام في قاعة الصداقة يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 هي نهاية المطاف وسدرة المنتهى .
في الجانب المقابل ، يعتبر تحالف قوى نداء السودان خارطة طريق مبيكي ، التي وقع عليها النظام في مارس 2016 ، وتبرأ منها في اكتوبر 2016 ، هي المرجعية الحصرية للحوار الوطني الجامع ، وكذلك المفاوضات حول دارفور والمنطقتين .
في يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 ، عقد مبيكي مشاورات في الخرطوم حول إستئناف المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة حول دارفور والمنطقتين . رفضت الحركة الشعبية الشمالية المشاركة في هكذا مفاوضات عبثية .
اما الحوار الوطني فصار في خبر كان ، ولحق بامات طه عثمان .
حوار وطني ؟ إطرشني !
ولكن السيد الامام ، وهو رجل دولة يعرف مصالح الوطن ، يستمر في الإستغفار لابالسة الانقاذ ( 71 ) مرة ، ويسعى لإحياء عملية الحوار الوطني ، رغم تهديدات الرئيس البشير بملاحقة الرافضين التوقيع على وثيقة قاعة الصداقة في الجخانين والجحور ، حتى يوقعوا عليها وهم صاغرين .
2- الصين والفريق طه عثمان ؟
تجاوزت مديونية السودان حاجز ال 50 مليار دولار ، أغلبها لاعضاء نادي باريس . يرفض نادي باريس مجرد الجلوس مع ابالسة الانقاذ للتفاوض حول إعفاء هذا الدين ، كما حدث للدول الفقيرة عظيمة المديونية ، وعددها 39 دولة ، على راسها السودان :
Heavily indebted poor countries (HIPC)
والسبب الحصري لرفض نادي باريس هو أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ، وعدم إمتثال نظام الخرطوم بتسليم الرئيس البشير للمحكمة لمحاكمته في تهم تشمل ابادات جماعية ، وجرائم ضد الانسانية ، وجرائم حرب .
رفض نظام الانقاذ شرط نادي باريس بتسليم الرئيس البشير لمحكمة لاهاي ، فتوقفت المفاوضات حول شطب الدين . وتبع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نادي باريس في مقاطعة السودان ، وحجب القروض والهبات عنه .
إستجار الرئيس البشير بالدول الخليجية ، خصوصاً بعد هبوب عاصفة الحزم في يوم الخميس 26 مارس 2015 ، فكانت النتيجة ( أكل خمط ، وإثل ، وشئ من سدر قليل ) ؟
لجأ الرئيس البشير للصين ، وقدم رهونات ، في شكل اراض زراعية في ولايتي الجزيرة والشمالية ، طلبتها الصين كضمانات لقروضها .
تجاوزت قروض الصين لسودان الانقاذ حاجز ال 9 مليار دولار ، بأكثر من 53 قرض ، اكبرها قرض بمبلغ 700 مليون دولار لبناء مطار جديد في الخرطوم ، وبفوائد سنوية حوالي 6% ، اي 540 مليون دولار في السنة .
ربما لا تعرف ، يا هذا ، ان الفريق طه عثمان ، هو المنسق العام والمفاوض على ، القروض الصينية ، مُمثلاً للسيادة السودانية ، التي يجسدها والده الرئيس البشير ، وبمساعدة وزير المالية ومحافظ بنك السودان .
اوقفت الصين اي قروض اضافية للسودان ، لعدة اسباب ، نختزل منها 5 اسباب ادناه :
اولاً :
لأن الفريق طه عثمان فشل في الالتزام بجدولة القرض الصيني ، ولم يدفع ما إلتزم به ، على مرتين متتاليتين . وكان ان فقدت الصين الثقة في الفريق طه عثمان ووعوده الفارغة .
ثانياً :
اكتشفت الصين ان اكثر من نصف مجموع قروضها ( اكثر من 6 مليار دولار ) ، لا يتم استعمالها في تنفيذ المشاريع المتفق عليها ، بل يتم صرفها في بنود لا تمت للقرض المعني بأي صلة … كالصرف على المؤسسة العسكرية – الامنية ، والمؤسسة السيادية ، وشراء قادة الاحزاب السودانية والحركات المسلحة .
ثالثاً :
كما اكتشفت الصين ان الجزء الاكبر من قروضها يتم تحويلها لحسابات خاصة بالرئيس البشير ، باسم الفريق طه عثمان في بريطانيا ، ودبي ، وتركيا ، ومليزيا .
لمزيد من التفاصيل ، راجع الرابط ادناه من تسريبات ويكيليكس :
مثالاً وليس حصراً ، اكتشفت الصين ان قرضاً بمبلغ مليار و540 مليون دولار تم التوقيع عليه في عام 2007 ، لأنشاء خط سكك حديد جديد يربط الخرطوم ببورتسودان ، ولم يتم تنفيذ ولا كيلومتر واحد من هذا الخط الحديدي المزعوم .
وتترى المُثلات .
خامساً :
مثالاً وليس حصراً ، اكتشفت الصين ان قرضاً بمبلغ 155 مليون دولار لإستيراد قطارات صينية لولاية الخرطوم ، قد تم التلاعب في فواتير استيراده ، لمصلحة الفريق طه عثمان ، وشركيه في عملية النصب رجلي الاعمال مأمون عبد المطلب و معتز البرير .
تم إكتشاف المخالفة بمحض الصدفة ، عندما قررت هيئة السكة حديد إستيراد قطارات من ذات المصنع وبنفس المواصفات ونفس عدد القاطرات ، واكتشفت ان قيمة الفاتورة الجديدة اقل بحوالي النصف من الفاتورة التي قدمها الفريق طه عثمان وشريكيه في الصفقة .
عمولة الفريق طه عثمان 100% وليس 10% كما في عهد الدكتور بهاء الدين ادريس .
وكان ان رفضت ولاية الخرطوم إستلام قاطرات الفريق طه عثمان ، التي لا تزال قابعة في بورتسودان ، في إنتظار التخليص الجمركي .
بعد هذه الامثلة ، وهي غيض من فيض ، هل تستغرب ، يا حبيب ، ان سودان الانقاذ قد صار ثالث افسد دولة في العالم ، ورابع افشل دولة في العالم .
هل تستغرب ، يا حبيب ، ان الصين المسالمة الوادعة قد قامت ب ( تجضيم ) الفريق طه عثمان .
وبدأت النقنقة في المؤسسة العسكرية – الأمنية ، وحزب المؤتمر اونطجية الحاكم ، ضد الفريق طه عثمان ؟ .
.قرض بمبلغ 700 مليون دولار لبناء مطار جديد في الخرطوم ، وبفوائد سنوية حوالي 6% ، اي 540 مليون دولار في السنة . الكلام دا حسابيا مالافق ياابوالزهور اصحى يامعلم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة