الحركة الشعبية لا تنحو منحى وضع اللوم على رئيس الألية الإفريقية تامبو أمبيكي بل إن مسئولية فشل عملية السلام يقع على نظام المؤتمر الوطني العاجز والمفلس، والذي خرّب العملية السياسية برمتها، وتشبث بأجندته الرامية لإعادة إنتاج نظامه الخرب، حسناً فعل الرئيس أمبيكي حينما قاطع مؤتمر حوار الوثبة، ونحن نعلم إن زيارته الحالية للخرطوم تمت تحت إلحاح وإصرار النظام الذي تحاصره المشاكل من كل حدب وصوب، وموقفنا من الزيارة والتفاوض يتلخص في الآتي:
أولاً : النظام دمر عن قصد خريطة الطريق، وهي الوثيقة الوحيدة الموقع عليها من كآفة الأطراف، وأنهى حواره، ودفع بالتعديلات الدستورية لما يسمى بالبرلمان، وسيشكل حكومته الجديدة، والسؤال الذي يتطلب إجابة حاسمة من الرئيس أمبيكي هو، على أي أساس ستقوم أي عملية سياسية جديدة وقد تم نسف الوثيقة المشتركة (خارطة الطريق)؟، وعلى أي أساس ستتم الدعوة لأي تفاوض حول العملية السياسية بين الأطراف؟.
ثانياَ: الحركة الشعبية لن تدخل في أي عملية سياسية في ظل إستمرار قصف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية وعدم التحقيق في الإتهامات حول إستخدام الأسلحة الكيميائية، وإستمرار إعتقال زعماء المعارضة، والأولوية بالنسبة لنا في الحركة الشعبية هي وقف قصف الطيران ضد المدنيين وفتح الممرات الإنسانية ووقف العدائيات وتوفير الحريات كمقدمة لأي عملية سياسية جادة وشاملة تستهدف حل القضية السودانية والوصول الي ترتيبات إنتقالية جديدة.
ثالثا: رئيس النظام كاذب حينما ذكر أمام الرئيس أمبيكي بأن المعارضة لديها الفرصة الكاملة في حرية المشاركة السياسية، في نفس الوقت الذي يحتفظ فيه بقيادات حزب المؤتمر السوداني وقيادات من الحزب الشيوعي وحزب الأمة والحركة الشعبية والبعث والإصلاح الآن ونشطاء منظمات المجتمع المدني مثل مركز تراكس ودكتور مضوي إبراهيم مقرر لجنة الهوية في حوار الوثبة نفسه! وآخرين من زعماء المعارضة الذين يحتفظ بهم في سجون الخرطوم وشالا-الفاشر وبورتسودان، وقبل أن يغادر الرئيسين أمبيكي وعبدالسلام أبوبكر الخرطوم هدد رئيس جهاز أمن النظام محمد عطا الحزب الشيوعي السوداني وهو الذي لايخوله القانون أو الدستور تهديد الأحزاب فعن أي حوار وعن أي حرية للمشاركة السياسية يتحدثون!!.
رابعاً: البشير هدد الشعب السوداني كله في كسلا وطلب منهم منازلته مثلما في سبتمبر ٢٠١٣م حتى يشبع رغبته المتعطشة لدماء الآخرين.
خامسا: النظام الآن يحرك قواته ومليشياته في النيل الأزرق وجبال النوبة ونحن نعلم علم اليقين إن النظام ليس لديه ما يقدمه لنا غير الحرب، وسنلحق بحربه هزيمة ساحقة مثلما ألحقناها به في السنوات الماضية، وسننتصر لإرادة شعبنا المتحفزة للتغيير .
وأخيراً نود أن نقول بالصوت العالي والجهور نعم لمعالجة الأزمة الإنسانية كأولوية قصوى، ولا لسياسة شراء الوقت على حساب الأزمة الإنسانية ، والحركة الشعبية على إستعداد للقاء الرئيس أمبيكي والآلية الرفيعة وليس لقاء النظام، ولن تقبل بأي عملية سياسية قائمة على أساس حوار الوثبة أو نتائجه، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك إن سودان مابعد العصيان ليس هو سودان ما قبله، وإن الإستجابة لتطلعات شعبنا في التغيير وفي نظام جديد قائم على المواطنة بلا تمييز ويوفر السلام والطعام والحريات هو أمر لا مفر منه.
مبارك أردول المتحدث الرسمي بإسم ملف السلام الحركة الشعبية لتحرير السودان 22 ديسمبر 2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة