حكومة المؤتمر الوطنى التى أهملت الشعب وأخرت وعطلت تنمية الوطن إهتمت طوال سنوات حكمها ببناء قاعدة صلبة لها حزبيا وأمنيا وماديا ولوجستيا مما ساعد ذلك فى طول فترة الحكم وفشل خطط المعارضة فى التغير السلمى والعسكرى والسياسى . أصبح الشعب بين خيارين إما المواجهة بالمظاهرات التى سلبياتها أكثر من إجابياتها أو الصبر أكثر مما صبر والبحث عن لقمته إلى أن يكتب الله الفرج . لماذا فشل العصيان المدنى الأخير الذى دعت له بعض الفئات الشبابية ووجد تأييد كبير على المواقع اللكترونية ووسائل التواصل الحديثة ؟ من أسباب فشل العصيان هى : عدم التنظيم والمرجعية التى تخطط وتنظم وتشرف عليه . عدم وجود جهات حقوقية وعدلية لدفاع فى حالة التعرض للإعتقال والتعذيب . تبنى المعارضة السياسية والعسكرية العصيان وذلك بتأييدها ودعمها المعنوي وهى التى فقد الشعب فيها الأمل . زرع جهات الأمنية الحكومية لتخويف الشعب بالفصل والإعتقال . إستقلال موارد الدولة لدعم بعض الفئات لتفشيل العصيان. تخوف الشعب من الأحداث الدامية والبديل القادم . العصيان المدنى أذا تم الإعداد له بشكل كافى وتم تفويض جهة معينة تتكون من بعض المحامين والجيش والشرطة و المناضلين الشرفاء والأطباء وطلاب الجامعات ونقابات العمال لكان له أثره ونجاحه الكبير . لكن مظاهرات التخريب والإضراب عن الأكل لا تحل الحكومة ولا تغير الوضع بل تزيده سوءا. على الشعب تفعيل النقابات وتكوين بديل شبابى للمعارضة يكون فى حزب واحد أو حزبين كبيرين على نطاق السودان حتى تلزم الحكومة بتطبيق مخرجات الحوار الوطنى كما أتفق عليها والإعداد مبكرا للإنتخابات القادمة فى فترة لا تتجاوز أربعة أشهر. لماذا نلوم القوات العسكرية والأمنية ؟ هى ليست بأفضل حالا من الشعب وهى تعيش الواقع الحالى مثل الشعب لكن القاعدة الأمنية الحزبية والإنتماء الأمنى جعلها فى موقف محايد لا تسطيع فعل شىء لوحدها أو مع الشعب فى البداية . تغير الوضع الحالى يتم بطريقتين سلمية وقتالية والطريقة الأولى هى الأفضل لتجنب الخسائر البشرية والمادية وتخريب البنية التحتية وهى الطريقة العصرية لكنها تحتاج لرؤية موحدة وصف واحد وأهداف متفق عليها وتنظيم وحماية ويتوفر ذلك بإقناع الشعب تحت جهة لا تنتمى للمعارضة أوالحكومة حتى لا تفشل فى هدفها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة