الشعوب السودانية المضطهدة تتطلع دوما في عودة ذهنية لاخوتهم المهاجرين في الغرب للمساهمة بإمكانياتهم الإقتصادية والأكاديمية في عملية التغيير، ولانقاذهم من براثن الموت الذي يلاحقهم بشكل دائم.
يعيش مئات اللاجئين من 14 جنسية بينهم سودانيون في مخيم كريسان بالاقليم الغربي في غانا في ظروف إنسانية قاسية. ولم توضح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة والسلطات الغانية أسباب حرمان سكان المخيم من الغذاء والدواء في بلد يعاني من الفقر والجوع والمرض.
بفضل استشراء الفساد وغياب الرقابة والشفافية في المنظمات الإنسانية المسؤولة عن حماية اللاجئين، تستغل بعض الدول الإفريقية باسم السيادة الفرصة لاحتجاز اللاجئين كرهائن في مخيمات مغلقة وتحرمهم من الدعم السنوي الذي يوفره المانحين لهم، تحت بصر وسمع المنظمات الإنسانية التي تغض الطرف عن مثل هذه الانتهاكات الخطيرة.
ويعتبر هذا الصمت من قبل المنظمات الإنسانية المعنية بشؤون اللاجئين، جريمة أخلاقية وانتهاك صارخ لمبادئ العمل الإنساني والقانون الدولي.
تستمد مايسمى المنظمات الإنسانية وجودها من الكوارث الطبيعية والحروبات الأهلية التي تتسبب فيها دائما تقاطع مصالح الدول الغربية والتي تستغلها ذريعة للتدخل باسم حماية المدنيين ومراقبة حقوق الإنسان ولكن مازالت الأزمة الإنسانية مستمرة في إقليم دارفور بعد مرور أكثر من عقد على تدخل المجتمع الدولي.
ويبرز فشل هذه المنظمات في وضع حد للمعاناة التي يعيشها المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية والحروبات الأهلية في عديد من الدول الإفريقية الحقيقة الصادمة للمنظمات الإنسانية التي تنفق ملايين الدولارات في احتياجات غير ضرورية فيما لم يتلق المستفيدين ثلث تبرعات المناحين.
وتفتح الحروبات في إفريقيا والشرق الأوسط أبواب سوق السلاح والدواء التي تنتجها المصانع الغربية على مصراعيها ولذلك تستخدم بعض الدول الكبرى في مجلس الأمن حق النقض - الڤيتو - لاعتراض القرارات التي تتعارض مع مصالحها حتى لو كان على حساب حماية المدنيين وحقوق الإنسان.
ولم تتغير البنية الاستعمارية للعقلية الغربية التي فكرت في عبور آلاف الاميال لجلب العبيد قسرا من افريقيا ولكن استحدثت قواعد الاستعباد التي تخلق ظروف تجعل من الأفارقة يطلبون اللجوء وإعادة التوطين في الدول الغربية طواعية هربا من الحرب والفقر المدقع بسبب غياب العدالة في بلادهم.
ولم يتطور الغرب إلا بعد وقف الحروبات الأهلية وإنهاء الظلم الذي أسس لسلام واستقرار دائم وفتح آفاق الاذدهار التكنلوجي والتفوق العلمي في شتى مناحي الحياة وضروبها المختلفة فاصبح يسيطر الغرب على العالم ويتفوق على شعوبه علميا واقتصاديا وعسكريا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة