*نهنئ أنفسنا وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمختاف ألوان طيفهم الإنساني بحلول شهر رمضان المبارك‘ سائلين المولى عز وجل ان يعيده عليكم وعليهم وعلينا ونحن جميعاً ننعم بالسلام مع انفسنا ومع العالم من حولنا. * سأركز مقالي اليوم عن بعض الذكريات التي ارتبطت بذاكرتي ووجداني بشهر رمضان الذي يحتشد بالعبادات والطاعات‘ والصيام والقيام .. واستعرض معكم بعض هذه الذكريات الطيبة. *إسمحوا لي كي أعود بالذاكرة إلى ايام الصبا الباكر إبان نشأتي الأولى في مدينة الحديد والنار عطبره التي كانت عاصمة السكك الحديدية شريان السودانقبل أن تجور عليها الأنظمة الشولية التي قصدت إضعاف شوكة الحركة العمالية السودانية. *نسبة لمناخ السودان الحار في كل الفصول بدرجات مختلفة كنا نلجأ في بعض الاحيان إلى النهر لنمضي في احضانه ساعات من نهار رمضان‘ حتى قبل أن اتعلم اليساحة التي تعلمتها عبراسلوب المحاولة والتجريب في نهر عطبره ب "القيقر". *أذكر في تلك الأيام ولم تكن المكيفات قد انتشرت نضطر ل"رش" بعض الاغطية الخفيفة ونستخدمها في ترطيب أجسامنا من اثار حرارة الجو والإحساس بالعطش‘كما كنا ننتقل من ظل إلى ظل في الحوش الكبيرحتى يحين موعد اذان المغرب. *من المشاهد المميزة في السودان موائد الإفطار الرمضانية الجماعية التي يحرص فيها أهل الحي على الخروج بما تيسر من المأكولات والمشروبات الرمضانية - التي سأحدثكم عنها في مقال لاحق بمشيئة الله - وتوضع على البروش والمفارش التي ترتب بعد ذلك لأداء صلاة المغرب. *إنتقلت هذه المشاهد الطيبة إلى بعض القرى الواقعة في الطريق العام حيث يرابط بعض أهالي هذه القرى ليقطعوا الطريق ع أمام العربات العابرة إبان قرب موعد الإفطار ويلحوا على الصائمين للنزول والإفطار معهم *هناك كثير من الأسر تحرص على تنظيم زيارات دورية خلال شهر رمضان للأهل والاقربين بحيث تجتمع أسر العائلة من بيت إلى بيت لإحياء التكافل العائلي وتعزيز صلة الرحم وتمتين أواصر العلاقات الأسرية والعائلية في أجواء دينية ومجتمعية سامية. *هذه المشاهد المحفوظة في ذاكرة ووجدان الإنسان السوداني يفتقدها كل الذين اضطرتهم الظروف للإبتعاد عن الأهل والديار والعيش في طواحين المدن الكبيرة التي تكاد تنعدم فيها العلاقات الإنسانية الحميمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة