*كان الرئيس الأسبق جعفر نميري عليه الرحمة يعين الوزراء عبر الراديو ويقيلهم بذات الطريقة ، وقد حدث ان أقال احد وزراؤه من التكنوقراط الذين عملوا معه زمناً طويلاً ، فغضب الوزير المقال وذهب للرئيس محتجاً لماذا تمت إقالته ؟ رد عليه النميري وهل شاورتك يوم عينتك؟! وكانت هذه أكبر آفات المثقف تجاه السلطة حين يرتضي المثقف الركون للديكتاتورية ويرتضي لنفسه القيام بالمهام منطلقاً من دوافع الطمع ووهم التميز المعشعش فى ذهن النخبة ، فلاهم عملوا على تغذية التطور الديمقراطي ولا إبتدعوا من الوسائل والمواقف مايجبر الدكتاتور على التنازل لصالح الخيار الديمقراطي.
*والشاهد اليوم أن إقالة الأستاذ/ محمد حامد البلة والي ولاية نهر النيل المنصرف ، أعادت لسطح الاحداث التعديلات الدستورية التى حولت الولاة من الإنتخاب الى التعيين ، فهل ذهاب البلة من على سدة الولاية كان عن فشل فى إدارة ولاية نهر النيل أم لعدم تجانس الوالي مع السلطة التشريعية والتنفيذية بالولاية؟ أم ان مارشح من تسريبات من ان المؤتمر الوطنى قد قام بعمل تقييم لأداء الولاة كان ضحيته البلة؟ لكن يبقى السؤال الرئيسي اليس من حق المواطن ان يعرف من خلال مؤسسة الرئاسة الاسباب التى جعلت البلة خارج المنظومة ؟وماهو مصيربقية الولاة وماهى مستويات ادائهم من خلال تقييم الحزب الحاكم؟ نضع هذه التساؤلات وفي بالنا فشل تجربة التعيين منذ ايام النميري ، فضلاَ عن الحاجة الماسة للتطور الديمقراطي فى بلادنا .وهنا لابد من ايماءة سريعة لمخرجات الحوارالوطني؟
*على اية حال هنالك ردة قد حدثت فيما اتاحه الدستور الانتقالي 2005من توكيده على انتخاب الوالي ، فقد افرزت الجهوية فى انتخاب الوالي ،لكن التعيين بشكله الذى حدث لم يمنع الجهوية بل فاقم الامر لمستوى ابعد من ذلك ، وفى كل الاحوال هنالك اقصاء كامل للمواطن من المشاركة فى اختيار ولاته ، فلو ان الامر مضى ناحية انتخاب الوالي عبر المجلس التشريعي ثم تاتى المصادقة على ذلك الانتخاب بموافقة رئيس الجمهورية كان سيحقق قدراً من المشاركة نفتقده الان ،فان الولاة لايمكن ان يعملوا تحت شبح الاقالة فى اي وقت ، ولامصلحة لاهل الولاية او لمؤسسة الرئاسة فى بقاء والي ضعيف .. على التحقيق اقالة ود البلة فتحت الباب من جديد نحو نقاش حقيقي لقضية تعيين الولاة فالوالى فى ولايته هو الرجل الاول فليكن مطمئنا وهو يحكم وليرحل مطمئناً ان فشل .. وسلام يااااااوطن..
سلام يا
عندما ترى الاسعار فى رمضان والغلاء الفاحش وإنعدام الرقابة والسلع التى تصطف على الارفف بلاديباجة لاتملك الا ان تقول : اللهم انى صائم .. وسلام يا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة