أعلن عن أن (إيواء المتمردين) سيكون من أهم البنود التي ستناقش خلال اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية بين دولتي السودان وجنوب السودان بحضور وزراء الدفاع والخارجية والداخلية ومديري الشرطة في الدولتين، ولكن هل يجوز أو يصح دمل الجرح على صديد بل هل تقبل النافلة قبل أن تؤدى الفريضة؟. أقول هذا بين يدي تجاهل الجانب السوداني أو تغافله عن القضية الأساسية التي بدونها ستكون هذه الجولة من المباحثات كسابقاتها تماماً .. مجرد طق حنك لا يسمن ولا يغني من جوع . لطالما خاطبت بروف غندور حول القضايا الأساسية التي يعلمها تمام العلم كونه كان ممسكاً بملف التفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) لفترة من الزمن بل أنّي أقر بأنه من القلائل الذين أشدت بأدائهم بعد أن دوخ (الرويبضة) عرمان وأنهكه وحاصره وجعله يفقد زمام المبادرة وأفشل كل محاولاته المستميتة للتسلل عبر مناقشة قضايا المنطقتين لفرض أجندة قومية يسعى من خلالها لتحقيق هدفه الاستراتيجي المتمثل في مشروع (السودان الجديد) الأمر الذي أكسب غندور رضا الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي وبالتالي الاتحاد الأفريقي وأحبط مسعى عرمان لفرض ذات السيناريو الخبيث الذي كان عرمان قد نجح من خلاله في الظفر باتفاق نافع عقار الذي سميناه وقتها بـ(نيفاشا تو) والذي تكرم أولاد نيفاشا بمنحه وبالمجان لقطاع الشمال بعد أن خدعوا د. نافع ، الجديد على ملف التفاوض ، وأوشكوا أن يوردوه والسودان موارد الهلاك. أقول لغندور إنكم تفاوضون الآن واحداً من أشد أولاد قرنق عداء للسودان هو دينق ألور ، الرجل الذي ألحق بالسودان أيام كان يسمى بالشمال قبل الانفصال كثيراً من الأذى ويكفي أن الحركة الشعبية أبعدت من وزارة الخارجية د.لام أكول أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم وصاحب المبادئ الذي بلغ من استقامته درجة ألا يتعاطى حتى الشاي والقهوة ناهيك عن الخمر والتدخين ..أبعدت لام أكول الذي قال إنه لن يحنث بقسمه كوزير لخارجية السودان الأمر الذي أدى إلى إبعاده والاتيان بالعدو اللدود دينق ألور ليمارس دوره القذر من داخل مبنى وزارة الخارجية في خدمة الحركة الشعبية وضد الحكومة السودانية وضد السودان أو قل الشمال. دينق ألور الذي كان يحمل اسم (أحمد ألار) قبل أن يرتد عن الإسلام ويأخذ اسمه الجديد في السنة الأخيرة بجامعة القاهرة الأم ، هو من قيادات دينكا نوك وأكثرهم حماساً لضم أبيي لجنوب السودان وهو كما ذكرنا من أولاد قرنق بقيادة عدو السودان باقان أموم الساعين لفرض مشروع السودان الجديد على السودان حتى بعد الانفصال ولذلك لا ينبغي لأي عاقل أن يتوهم ، مهما بلغت درجة تفاؤله ، أن ألور سيتخلى عن أجندته العدائية الشريرة والمبدئية تجاه السودان سواء حول أبي أو حول مشروع السودان الجديد. أردت بهذه المقدمة أن انبه إلى أن أهم ما ينبغي أن يناقش خلال الاجتماعات الجارية الآن قبل إيواء المتمردين أن تتخلى حكومة الجنوب أو حزبها الحاكم عن اسمها العدائي الاستعماري الذي يحمل هدفا استراتيجيا يتمثل في (تحرير السودان) . في المقابل .. هل ترضى حكومة الجنوب وحزبها الحاكم أن يسمي المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بحزب المؤتمر الوطني لتحرير جنوب السودان؟ . ثانياً على الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان أن تفك الارتباط بينها وبين (قطاع الشمال) التابع لها والذي يكشف اسمه عن أنه مجرد قطعة منها (قطاع) كونه لا يزال يسمى : الحركة الشعبية لتحرير السودان ، (قطاع الشمال). هل ترضى الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان أن ينشأ جيش مقاتل أو حزب في دولتها باسم : المؤتمر الوطني (قطاع الجنوب). يجب أن تناقش هذا القضايا الأساسية قبل أن يناقش أمر إيواء المتمردين أو الحركات السودانية المتمردة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة