الشعب السوداني اي حاجة بتفرحوا وبعدين برجع لي مفاهيمو القديمة.. الاستقلال جة فرحو بعديهو قتلو المزارعين عبد الناصر جا السودان فرحو وعبود باع حلفا القديمة الديموقراطية جات فرحو وبعديها قعدوا يتشاكلو في الجمعية التأسيسية .نميري جا فرحو وغنو ليهو .الديمقراطية جات فرحو وغنو ليها اعلنو الشريعة فرحو وغنو ليها وحسي حكومة علمانية تجي برضو بفرحو وبغنو ليها
عاطفة الشعب تجعله أكثر التصاقا بالوهم ومن ثم تنبني القرارات على غير أساس ؛ جاءت الانقاذ بشعارات ملؤها الوهم لتتدغدغ العاطفة الجماهيرية وأعتقد أن البشير ومن وراءه كانوا هم أيضا مصدقين لهذه الشعارات الوهمية بسذاجة كبيرة؛ أمريكا روسيا قد دنا عذابها ، فهلل الشعب السوداني وكبر ؛ وقلة من المستنيرين كانوا يدركون سذاجة هذا الشعار ، وعندما تم ضرب مصنع الشفاء صرخ البشير بأنه سيرد بلا إله إلا الله حينها أصيب الكثير من الشعب بالاحباط ؛ ولا أعرف ماهو تصور الناس للرد الذي يمكن أن يرده السودان على دولة عظمى مثل أمريكا ، وهل يمكن ان تختلط السذاجة بالعاطفة إلى هذه الدرجة ، عبد الناصر خدع العرب وخدع السودانيين بخطاباته العروبية الوهمية والتي جعلت كتلة من المثقفين القيادية تفرط في مصالح السودان القومية وعمقه الأمني الاستراتيجي بل وحتى بأراضيه وادخلتنا في صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل ، بعض السودانيين درسوا في دول المحور الشيوعي فقادتهم عاطفتهم إلى الشيوعية بدون انعكاس الواقع السوداني على ذات الظروف التي نشأت فيها النظرية ، علي عبد اللطيف كان وحدويا اي انه انساق وراء عاطفة عروبية مصرية وانتهى به المطاف في مستشفى المجانين (السرايا الصفرا) في مصر ، اصحاب العاطفة الدينية انضووا تحت لواء الفكرة الإخوانية المصرية دون ان يكون السودان بشعبه المتدين بأسلوبه الخاص في حاجة إلى أن يخضع لفلسفة دينية أجنبية عن مناخه الديني ، اما السوداونيون الذين اضطرتهم ظروفهم إلى الاغتراب في الخليج وعلى وجه الخصوص في السعودية عادوا وهم يحملون أشواق المذهب الوهابي الضيق وانحدرت منها السلفية والسلفية الجهادية وكلها تيارات لا تشبه الشعب السوداني ، انسياقات عاطفية للاسلاميين الذين حكموا ما قبل المفاصلة أدت إلى جلب بن لادن وحماس وحزب الله وغيرها من مجموعات وتنظيمات إسلامية وادخلوا انفسهم والسودان في ورطة لا زالت آثارها المدمرة مستمرة ، السودان دولة واسعة ؛ جمع الاستعمار شتات شعوبها في حدود سياسية فمن بالغرب لا يعرف شيئا عمن في الشرق ، ولم تستطع العاصمة القومية أن تذيب الثقافات المتعددة لتصنع ثقافة عاصمية جامعة كما هو الحاصل في القاهرة ، بل استأسدت فيها ثقافة النيليين ، وبالتالي خلقت في داخلها شعور بعدم الانتماء لمجموعات أخرى ، وأخذ النظام الثقافي الرسمي يتبلور على ثقافة واحدة ، قبل أيام نزلت على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من الكلمات وقيل بأن من يعرف معنى عشرين منها يعتبر سودانيا أصيلا ؛ في الواقع هذه الكلمات اختصت بها منطقة واحدة في السودان فلم تشمل المصطلحات المتداولة في الشرق او الغرب أو الجنوب ومع ذلك وضعت هذه الكلمات كمعيار للسودانية ، وهذا ليس بمستغرب حينما تكون الحركة الثقافية الرسمية متبنية لثقافة واحدة فقط ليس بدوافع عنصرية ولكن بدوافع عاطفية تجعل مما ليس بطبيعي طبيعيا . ولكن هل يفهمها الآخر المختلف بحقيقتها هذه؟ بالتأكيد لا ، قضايا السودان كلها تدار بالعاطفة ، عندما انفصل الجنوبيون صدرت تعديلات دستورية عشوائية لسحب الجنسية من كل الجنوبيين بل من كان بإمكانه أن يحصل على الجنسية الجنوبية حكما ، كان هذا رد فعل عاطفي مجنون وغير متزن لوقائع وتصورات كثيرة وتعقيدات أسرية وسياسية كان يجب ان يتم مراعاتها اولا ، هذا يذكرني بالصحافة الرياضية فعندما ينهزم فريق كرة قدم خارجيا تسوء العلاقة بينه وبين الصحافة فإذا انتصر في مباراة داخلية انقلبت الصحافة إلى صفه ، وعندما ضربت الازمة الاقتصادية امريكا وأوروبا صرخ شيوعيو السودان بهزيمة الرأسمالية وأكد الإسلاميون أن النظرية الاقتصادية الإسلامية هي الحل ، عندما مات النميري تجمهرت الحشود الغفيرة وهي نفسها التي احتشدت ضده في انتفاضة أبريل وذات الامر تكرر بالنسبة للترابي فأخذ ضحاياه يشاركون في مأتمه بل ويدعون له الله بالرحمة . إن الأمثلة على عاطفية الشعب السوداني كثيرة ؛ ومتنوعة ، ولكني أحب أن أنوه إلى أن العاطفة تعني بالضرورة إلغاء العقل ، بل وتكون العاطفة الجماهيرية قوة ضغط ضد أي إصلاح وتطوير يمكن أن يقوم به القائد بما قد يخالف عاطفة الجماهير ، لازال هناك من ينادي بالعروبة عبر عاطفة تاريخية ولا زال هناك من ينادي بالأفريقانية كسلاح في مواجهة خصومه ، ولو ركنا إلى العقل قليلا فسنجد أن أكثر الدول فشلا هي العربية والأفريقية ، وان المواطنة هي الهوية القانونية والجامعة لكافة الخصوصيات الثقافية المتنوعة داخل الحدود السياسية. إن ما ادعوا إليه هو العقلانية في إدارة الدولة وسياساتها حتى يكون للسودان خطوط حمراء لا يجوز للجميع تجاوزها ، فنحن حتى الآن من الدول القليلة التي ليس لها خطوط حمراء ويشوت الجميع في اتجاهات مختلفة ومتقاطعة ومتعارضة ؛ بعثيين ، إسلاميين ، شيوعيين ، ليبراليين ، علمانيين ، حاملي سلاح..الخ، بحيث لم تعد هناك خطوط حمراء تمثل الحد الأدنى الذي لا يمكن انتهاكه من جميع القوى أو من الشعب ، لا يمكن لدولة أن تتحرك للإمام وهي فاقدة للبوصلة بهذا الشكل العارم، لا يمكن ..مستحيل. 2يناير2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة