زيارة الرئيس المصري السيسى الي يوغندا مؤشر أكثر من خطير وتهميش أكثر من كبير للسودان والسودان يغط في نوم عميق ، بالطبع الرئيس السوداني الذي ضحك عليه السيسى يوم قلده قطعة قماش تافهة ليس ليبعده فقط عن تحسين علاقاته بإسرائيل بل ليؤجج نيران العدواة بين السودان وإسرائيل وبكل سهولة وقع سيادته في الفخ وإنبري البشير يمتدح دور الحروب العربية علي إسرائيل ويفتخر بمشاركته شخصياً في الحرب المصرية الإسرائيلية فكان ذلك هو ذات الإستعباط الذيً يلعبه المصريين طيلة حياتهم علي السودانيين ، الحاكم منهم والمواطن العادي في أي مكان وأي زمان والبشير في غمرة الزهو والإفتخار "بالرجالة" السودانية الوهمية نسي أو تناسي ان إسرائيل التي شارك في الإعتداء عليها تتمتع بأحسن العلاقات مع غالب الدول العربية اليوم، منها الخفي ومنها البين والعلاقة المصرية الإسرائيلية هي أولها وهي أحسن ما تكون ، والسودان لم نسمع بأن إسرائيل قد تجنت عليه إلا بقدر الدفاع عن النفس، فلا هو جاراً لها ولا له مصالح متضررة منها ولا له سبباً واضحاً للعداوة معها ، وإذا كان الأمر من منظور ديني فإن رسولنا الكريم جاور اليهود ولم يناصبهم العداء بدعوي الدين ، لقد كان دور البشير في القبول بتقلد وسام الحرب علي إسرائيل هو الفخ الكبير ولم يكن بذلك أكثر من لاعب لدور "الأرجوز" وجميع الدول تلعب لمصالحها والتي هي في الوقت الحالي تنصب في التركيز علي إستثمار مياه النيل وترك السودان مشلولاً ومعبراً تمر خلاله المياه لا غير، والطريق المرسوم لذلك لا يحتاج لعبقريات لتفهم فأولاً أوغندا ليست الجار الملاصق لمصر حتي يقررا ربط المتوسط بفكتوريا فبينهما كما هو معلوم دولتين إذاً ليس هذا هو القصد حتي لو كان جنوب السودان يتبع لحكومة موسفيني وشمال السودان تابع لحكومة السيسي والقرارات تملي عليهما للتنفيذ وليس للفصل فيها ، ثانياً لا توجد تجارة رائجة بين وسط أفريقيا والعالم تستدعي هي الربط وهذه الاهمية في هذا الوقت الذي تختنق فيه مصر إقتصادياً وسياسياً جراء مواقفها الفاشلة في القضايا العالقة بالساحة الدولية والتي لا تسمح بانشغال السيسي وحكومته يوماً واحدا بقضايا ثانوية كهذه الامر واضح وجلي فإن مصر تمهد لحرب علي السودان تلعب فيها إسرائيل الدور الرئيسى وميدانها دافور والغرض منها إستغلال مياه النيل لمصلحة مصر وإسرائيل ومطلوب من موسفيني بالتنسيق مع جنوب السودان التمهيد لضرب السودان من جنوب السودان وشغله بواسطة المعارضة السودانية حتي تنفصل دارفور ويليه النيل الازرق ويصبح ضعيفاً لا يقوى علي مجابهة اي دولة اخري للحفاظ علي مصالحه أو بناء مشاريع زراعية علي ارضه فينساب الماء جميعه الي مصر ويقتسمه مع إسرائيل فمصر اليوم منزعجة جداً من توجه السودان الزراعي ليس خوفاً علي قسمة مصر الجائرة من مياه النيل ولكن خوفاً من ان يستغل السودان أي ماء بل وهم يريدون مياه السودان الجوفية لتسحب الي داخل مصر وهذا الإنزعاج قاله وزير الري المصري صراحة علي الجرايد وإدعي أن السودان هو الخطر الداهم علي مصر هذا ماكتبت عنه من قبل ان مصر لا تخشي من سد النهضة وتعلم انه لا يؤثر عليهم ولكنهم كل يوم يريدون أن يظل السودان صحراء قاحلة وأن يستولوا علي جميع مياه النيل والآن يعدون العدة لتفكيك وإضعاف السودان كاب المطلوب من الرئيس البشير ودبلوماسية حكومته التحلي بالحكمة والمعرفة والرؤيا السياسية الثاقبة ليروا ما وراء هذا الضباب الذي يسدله الفراعنة بين السودان ومصالحه بدلاً من هذه التصرفات الصبيانية والعنتريات المفضوحة التي سوف تنتهي بالسودان الي العدم إن السودان أحوج مايكون بالأمس واليوم وغداً الي قائد يعرف مصالح الامة وحكومة تدرك كيف تبنى الشعوب ، وكيف ترعي عزة ومكانة المواطن في الشرق والغرب والشمال والجنوب لتكون العزة للسوداني داخل وطنه والمصلحة له في بلده والخير الموجود في الأرض والماء لكل أبناء الوطن ولعمري أنه أكثر من البترول والمعادن فقط يحتاج لبصيرة تري وقرارات تتخذ وفي عام واحد يمكن للسودان ان ينهض فوق الأمم نحن بحاجة لإسرائيل لتمدنا بالتخطيط السليم والخبرة الزراعية الحديثة والمال الكافي للقيام بمشاريع يقتسم إنتاجها بيننا فهم قوم مشهود لهم بالعلم والمعرفة ، نحن لا حاجة لنا بتكديس البلد بمصريين يمتهنون الفول والطاعمية والممارسات الفاسدة ثم ينهبون بلدنا ويتجسسون علينا وتتآمر دولتهم لتفتيت هذا البلد المعطاء وحكامنا كروش منتفخة وعقول فارغة وقلوب فاسدة شبعوا من الحرام ولو كان فيهم خيراً لأزدهر هذا البلد للجميع ولكثر الخير لينهلوا منه حلالاً أو حراماً كعادتهم اللهم يا ناصر المظلوم ويا عالم المكتوم إن المواطن السوداني ضعيف ورؤسائة عميت فيهم البصيرة وقلة فيهم الحيلة وأكلوا السحت وإمتهنوا الظلم فأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً أبد واستبدلهم بمن هم خيراً لصلاح هذه الامة وأكفينا شر الفراعنة الذين مارسوا الظلم منذ عهد سيدنا موسي فأجعل كيدهم في نحورهم وسلط عليهم عذابك المهين يا قوي ياعزيز يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة