Quote: من حق الشعب السوداني أن يعلم إلى أين ستقوده دعوات التغيير، وله كذلك أن يقف على الغاية من الدعوة للعصيان المدني؟ الكورال النضالي في مواقع التواصل الاجتماعي يستنكف على الآخر مجرد طرح هذه الأسئلة، يمارس ديكتاتورية
أسوأ من التي يفعلها النظام في مواجهة الأصوات التي تعارضه الرأي بأسلوب يجنح إلى الوقاحة في أحايين كثيرة. يعتبرون الخوض في الإجابة عليها الأسئلة المرتبطة بمصير السودان والغاية من العصيان ضرباً من التخذيل وحرص على إطالة أمد النظام الحاكم ولكن الحقيقة التي لا تقبل الجدال تقول إن الذين يدعون الناس للعصيان ليس لديهم بديل موضوعي يجيب على مخاوف الناس من حدوث انفجار
لا يحمد عقباه، حتى وإن كان هذا التوقيع وارد وبنسبة قليلة فإنه يظل في خاطر المواطن لأن القفز في المجهور فعل لا يليق بالأوطان. بالإمكان أن يغامر الشخص بأمله، طموحه، روحه، وحياته ولكن حياة الشعوب ينبغي ألا تكون لعبة تحركها الغبائن والأجندة والمرارات الشخصية.
نعم طالما أننا شركاء في هذا الوطن فيجدر بنا ألا نساق كما القطيع. قوى سياسية تشارك في العصيان وتتبرأ من تنظيمه، آخرون يحاولون إقناعنا بأن القيادة المسماة بشباب 27 نوفمبر هي التي تحرك الأحداث من على المسرح وتخفي نفسها من الشعب السوداني.
ربما هنالك من يرى أن غليله الشخصي لن يشفيه إلا ذهاب هذا النظام، لكن مثل هذا الإحساس ليس كافياً لإقناع الآخر بأن المراد من التغيير هو مجرد ذهاب الحكومة، إذن أخبرونا ثم ماذا بعد؟ كيف يضمن دعاة العصيان أن القادم لن يكون الحركات المسلحة وبقية أحزاب المعارضة، كيف ينظر دعاة التغيير إلى مستقبل السودان بعد رحيل الإنقاذ، من هو البديل القادم؟، لماذا يريدون لهذا الشعب أن يوقع
(شيكاً) على بياض يكون بموجبه وقوداً للتغيير دون أن يعلم على الأقل الجهة الجديرة بأن يزجي لها هذه الخدمة.
ثم إني قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي واستمعت الى خطابات عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان وطالعت رسائل عرمان وبيانات الأحزاب وبينها حزب الأمة ووقفت على كل الشعارات التي يختلط فيها حابل (العصيان المدني) بـ(نابل إسقاط النظام)، ومن حقي وحق الآخرين أن يقفوا على الهدف من وراء العصيان، هل الغرض تنبيه الحكومة حملها على التراجع عن الزيادات الأخيرة أم أن
الهدف هو إسقاط النظام عبر تعطيل وشل حركة الحياة العامة.
ما لم تكن هنالك إجابة على الأسئلة الواردة في هذا المقال فستظل الدعوة للعصيان أو إسقاط النظام ناقصة تعوزها كثير من المعلومات التي يمكن أن تقنع المواطن بجدوى المشاركة في عملية لم تحدد أهدافها على وجه الدقة.
قارعوا الناس بالحجة بعيداً عن الشتائم والتهديد والوعيد، هي كلمتنا نكتبها للتاريخ ولا نخشى أحداً أو سلطة، أصابعنا الخمسة نشهرها في وجه من يتولاها بالبغضاء ويشتمنا لمجرد أننا كتبناها. ستجدون ذات الأصابع ممدودة للذين يدركون قيمة الخلاف ويجنحون للحوار بالتي هي أحسن بعيداً عن الشتائم والوقاحة والإساءات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة