:: على سبيل المثال، (كاندي ثارتان)، دواء لعلاج إرتفاع ضغط الدم ، كان يباع للمرضى قبل أسبوع بـ (290 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم بـ (135 جنيه)، أي بتخفيض بلغت نسبته (53 %)..و(أيثوم برازول)، لعلاج النزيف المعوي، كان يباع قبل أسبوع بـ (214 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم بـ(119 جنيه)، أي بتخفيض بلغت نسبته (44 %).. و(فولميترول بيدوزينويد)، بخاج لعلاج الأزمة، كان يباع قبل أسبوع بـ (741 جنيه)، وتواضع السعر بحيث يباع اليوم بـ(330 جنيه)، أي بتخفيض بلغت نسبته (55%)..و..!! :: القائمة طويلة، ونشرتها الصحيفة بالأمس، وتم تصنيفها بأنها (أكثر الأدوية إستهلاكاً)، وتترواح نسب التخفيض فيها ما بين (40 / 77%).. وتلك الأسماء هي العلمية للأدوية، وليست التجارية التي يكتبها بعض الأطباء في الروشتات تارة ب (حسن نية)، أي لسرعة مفعولها في مرضاهم كما يبررون، وتارة أخرى بغرض الترويج التجاري لبعض شركات الأدوية.. فالروشتات ذات الأسماء التجارية تساهم في ترسيخ (قبح الاحتكار) بحيث لا يكون للصيدلي خياراً آخر حتى ولو كان ( فاعلاً و رخيصاً)..ولوائح المجلس الطبي تمنع هذا السلوك، ولكنها لوائح - كما عرائس حلويات المولد - للعرض و ( الأكل )..!! :: المهم، بورصة أسعار الأدوية بالبلاد تشهد انخفاضاً ملموساً وبنسب عالية..و قبل أسبوع، عندما توقفت شركات الأدوية عن البيع للصيدليات، لم يكن اعتصاماً أو احتجاجاً، بل بغرض مراجعة أسعار أدويتها من قبل مجلس الصيدلة ولحين اعتماد الأسعار الجديدة، أي أسعار ما بعد إلغاء تلك (التسعيرة الكارثية)، و التي ختم بها الأمين العام السابق عهد الفوضى و العبث .. وقد تم إعتماد أسعار قائمة أكثر الأدوية إستهلاكاً، ولا يزال مجلس الأدوية يستدعي الشركات ويراجع الأسعار ويراقبها حتى في غير ساعات وأيام العمل ..!! :: ويبقى السؤال، لماذا تراجعت أسعار الأدوية عما كانت عليها؟.. لم ينخفض سعر الدولار، لا رسمياً ولا موازياً..ولم تدعم وزارة المالية شركات الأدوية أو كما كانت تفعل .. ولم تتنازل الشركات والصيدليات عن أرباحها لصالح المرضى .. ولم يتم إلغاء أي رسم، ولم تخصص المصانع تخفيضاً لمرضى السودان.. ولم تدخل أدوية جديدة إلى مخازن الشركات.. ومع ذلك، تراجعت أسعار الأدوية - بتلك النسب - وهي في مخازن الشركات و الصيدليات.. لماذا؟، وما الذي حدث؟..لم يحدث شيء، فقط عادت هيبة السلطة وقوة القانون لمجلس الأدوية..!! :: وقديماً حكى كتب التاريخ أن الجعد بن درهم كان قد زعم بأن الله لم يتخذ سيدنا إبراهيم خليلاً و لم يكلم سيدنا موسى تكليماً، عليهما الصلاة والسلام..حتى كاد أن يصبح هذا الزعم من ثوابث الإسلام، وكان الولاة يستسهلون مزاعم الجعد .. ولكن بلغ الأمر القائد خالد بن عبد الله القسري، وكان والياً على البصرة، وكان مٌهاباً.. فأمر جنده باحضار الجعد بن درهم وسجنه حتى يوم عيد الأضحى.. ثم خطب قائلاً للناس في يوم عيدهم : (أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فاني مضح بالجعد بن درهم)، ثم نزل من المنبر و ذبح الجعد بن درهم تحت المنبر مباشرة.. ولم يظهر بعد هذا الجعد ( جعد آخر)..!! :: وهذا هو نهج الدكتور زين العابدين عباس الفحل، الأمين العام لمجلس الأدوية.. هيبة السلطة الرقابية التي لاتظلم - ولا تجامل - كانت مفقودة في هذا المجلس، وقد عادت .. وشركات الأدوية - التي تتوافد إلى مجلس الأدوية بأسعارها العالية ثم تخرج بأسعارها المخفضة - تعرف نهج الأمين العام أكثر من معرفتها لعناوين مصانع أدويتها..وقادمات الأيام حبلى بنهج رقابي قد يختبر إرادة الدولة السياسية، أي إن كانت راغبة في مكافحة مافيا الأدوية وإصلاح القطاع أم ..(لا) ..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة