:: كما يطالب البعض بفصل الدين عن الدولة، ويطالب البعض الآخر بفصل الحزب عن الدولة، يجب أن يكون هناك تياراً يطالب بفصل التجارة والتُجار عن مناصب الدولة أيضاً.. ولتأكيد مخاطر عدم الفصل ما بين التجار ومناصب الدولة، فعلى نائب رئيس الجمهورية و والي الخرطوم ووزير الصحة الإتحادية زيارة مستشفى الراقي بالخرطوم جنوب.. هذا المرفق يتبع للجامعة الوطنية، وجاهز بالعدة والكادر للتشغيل، وكان يجب أن يستقبل المرضى منذ نصف عام، ولم يستقبل حتى اليوم..!! :: ولن يستقبل مستشفى الراقي المرضى ما لم يتم الفصل بين المصالح الخاصة والمصلحة العامة..وما يحدث لمستشفى الراقي اليوم قد حدث لمشروع زراعة الأعضاء بالأمس، وكان مشروعاً تكافلياً.. لقد جهزوا المشروع بمستشفى إبن سيناء، وإستجلبوا الكوادر الأجنبية و السودانية.. وزاروا المشافي التي فيها تتوجع (أكباد الناس)، ولحين الرحيل إلى رحاب الله ( 3/ 4، شهرياً، معدل وفيات الأطفال بداء الكبد)..وإختاروا (12 مريضاً)، نصفهم أطفال..تم تجهيزهم طبياً ونفسياً، ثم تم تجهيز غرف العمليات، وأعلنوا موعد العمليات..وقبل الموعد بيوم، تم تعطيل المشروع إلى هذا اليوم ..!! :: فالبنيان لن يكتمل في بلاد مراكز قواها التجارية تستغل السُلطة وتتقن (فن الهدم).. فليزرهم نائب الرئيس و والي الخرطوم ووزير الصحة، ليعلموا بأن تكاليف مستشفى الراقي قد تجاوزت (30.000.000 دولار)، وبها أقسام للطوارئ، وللفحص والتشخيص بأحدث الأجهزة،وعنابر التنويم ذات الثلاثة مستويات، وغرف العناية المكثفة .. ورغم متاعب الحصار، نجحوا في تجهيز هذه الوحدات بالأجهزة والمعدات الأمريكية .. وأكثر من مائة كادر طبي تنتظر قرار التشغيل، وحولهم مرضى جنوب الخرطوم، ينتظرون أيضاً .. فليزرهم نائب الرئيس والوفد المرافق له، ثم يسألهم عن (أسباب التعطيل).. !! :: وما يحدث لمستشفى الراقي اليوم، قد حدث لمشروع مستشفى حوادث جبرة بالأمس ..هذا المشروع (5 طوابق)، على مساحة (3.500 م)، وتسع (160 سريرا)، ولأول مرة في تاريخ مشافي السودان قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك خاص لحالات التسمم .. ثم أربع غرف للعناية و (8 عنابر)..وهي الأحدث في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية.. (7 مليار جنيه) هي تكلفة المرحلة الأولى التي إنتهت في العام ( 2010)، وكان قد شرعوا في مرحلة استيراد الأجهزة، وكان قد تم تحديد موعد الإفتتاح والتشغيل بحيث يكون (نوفمبر 2011) ..ثم تم تعطيل المشروع بإمتياز ..!! :: والمحزن، كان تبرير وزير الدولة السابق بالصحة - في عام تعطيل مشروع حوادث جبرة - بالنص : (هناك أربع جامعات لديها مقترح تأسيس مشافى بمنطقة جبرة، ومنها الجامعة الوطنية والرازي والعالمية)..بهذا التبرير الساذج تم تعطيل أحدث مستشفى طوارئ في البلاد، وتم تحويل المباني المُشيدة بأموال الناس إلى بنايات مهجورة و أوكار للمتشردين إلى يومنا هذا .. والمضحك، مستشفى الراقي التابع للجامعة الوطنية - والذي يجب أن يحل محل مشروع حوادث جبرة حسب تبرير وزير الدولة السابق - يكاد أن يلتحق بركب المشاريع التي يتم تدميرها بإمتياز .. يوماً ما، ما لم يتم فصل التجارة عن الدولة، لن يكون في البلاد مرفق صحي يستقبل مرضى السودان غير مستشفى الزيتونة ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة