عدا قلة شاذة نهجت درب التخذيل و التثبيط، هناك إجماع شامل كاسح يزداد مثل كرة الثلج يوما وراء الآخر من أجل تسديد ضربة ثانية للنظام المتهالك وشيك السقوط. لكن ما إن يدلف أحد المثبطين بمقال أو حتى تعليقا مخيبا تجد رجالا و نساء .. فتية و فتيات يتصدون لمقاله بكل شراسة و بدلا من أن يؤثر ذلك المقال سلبا نجده يشحذ هممنا أكثر و يعطنا إحساسا بالجماعية على نحو غير مسبوق فيكون قد أفادنا من حيث أراد إحباطنا و حقا رب ضارة نافعة.
و ثمة محاولات يائسة خجولة من كُتَّابٍ كنا نحسبهم في صفنا اتخذوا أسلوبا إنصرافيا عن اعتصام يوم 19 القادم بتناول موضوعات ليست ذات صلة من قريب و لا من بعيد عن موضوع الساحة الشاغل ظنا منهم أنهم بهذا النهج يلهون فكرنا و يفرقون جماعيتنا و لكن خاب ظنهم و أفل نهجهم إذ بات المتلقي السوداني من الفطنة مكانة تستحيل معها الضحك عليه أو صرف و تضعيف عزيمته المعقودة لذلك اليوم الفاصل.
أتوقع أن يخرج علينا أمثال عصام و الكاروري في الجمعتين القادمتين بخُطَب مثبطة هي في الأصل إملاءت السلطة و ما هم إلا بُوقُها و لكننا لن نكون آذآنا لأن الذي يحدث ببلادنا ظلم و يأبى الله الظلم أيّا كان .. فليقولوا ما شاء لهم القول و لكن نطحهم سيرتتد من صخرة العزيمة التي تسكننا و تعاهدنا عليها.
أيها الأحرار لا صوت يعلو صوت الشعب و لا كلمة تطرق الآذان غير الداعية إلى اعتصام التاسع عشر .. إن أكبر الصخور و أضخم الأشجار لا حول لها و لا قوة أمام تيار جارف يمده ألف ألف رافد .. و حسنا فعلت الراكوبة و صويحباتها بنشر مقالاتهم حتى نقف عليهم و كما أسلفت ليزيدوننا إصرارا على إصرارنا و عزيمة فوق عزيمتنا.
ألتقيت شابا سودانيا مرفوع الرأس واسع الصدر يمشي واسع الخطى .. سلّم عليّ و بعد أن رددت عليه قلت له عبارة واحدة لا غير (يوم 19) و أقسم بالله كأني فجرت فيه بركانا من الثورة و الإندفاعية .. برقت عيناه و تهللت أساريره و صار يرفع قبضته في الهواء تعبيرا عن جاهزيته لذلك اليوم .. حمدت الله أن الرسالة قد وصلت و عمت و تغلغلت في النفوس و عملت عملها في استنهاض الحس الوطني. قلت لذلك الشاب بما معناه (بالله عليك حرّض مَنْ تعرف) ردّ بعفوية سودانية أثلجت صدري و هو يقول (أفو عليكي يا الخالة .. تب ما بدور وصية).
كم مثله مشحون مملوء بطاقة حبيسة نريد لها توظيفا إيجابيا من أجل يوم 19؟ ثق بي مئات الآلاف و العدد في زيادة. دورك و دوري .. دوره و دورها .. دورنا جميعا أن ننشر و لو بتكرار توسيعا لقاعدة المشاركة و إنّا إن شاء الله لمنتصرون.
تحياتي حسن كان على خطب عصام و الكاروري وسائر مؤيدي المؤتمرالوطني ومنسوبيه و المتحالفين معه و المتحاورين معقولة ومفهومة و الناس بتعرف تختها في محلها المشكلة في اللخ البلخّوه المعارضين لي بعض و التخوين و التشكيك المالي النت و الفيس بووك وكل جماعة تطلع التانين امنجية أو على أحسن الفروض مخترقين شوف مثلا مقال منّان البقول العصاة المدنيين لم يلقوا بالا لمآسي مناطق الحروب في عصيانهم دا اقسى و أخطر تأثيرا من مليون خطبة لعصام و الكاروري!
تحياتي ودالبشري في غياب القيادة كل شي وارد من تخوين وتشكيك مما يسهل الامر علي الاجهزة الامنية المتابعة والرصد وربما الاختراق ولكن الحقيقة التي لاتقبل الشك ان المقاومة للانظمة شمولية متراكمة بدات مع شهداء رمضان وطلاب جامعة الخرطوم بشير وسليم والتاية ووصلت شهداء بورسودان ثم جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة في كل هذه الاحداث ظل الشارع يتفرج ليس قصورا لكنه لم يصل الي نقطة للاعودة والان وصل هذه المرحلة لذا المطلوب المساهمة في دفع الحراك وترك المرارات لما بعد مرحلة سقوط النظام لان المرارات التي خلفها النظام كثيرة وبدرجات متفاوتة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة