أطلعت علي مقال بعنوان ــ نكاح الغلمان والتحرش الجنسي في السودان ـ بقلم الدكتور محمد جلال احمد هاشم وتوخي فيه الموضوعية والعلم مستندا" في ذلك الي ما كتبه الباحثون الثقآة وتمحيص قولهم من عنده بتجرد وصدق مما يستحق الشكر عليه ، وذلك لأماطة اللثام عن خطر هذه الآفة الخطيرة التي استشرت في المجتمع والمسكوت عنها أو تجاهلها ، ويقول الدكتور ، ويعرف التحرش بالأطفآل ومن أشهره التحرش البيدوفيلي في حال السودان الذكور منهم وقد فشت هذه الظاهرة في الثقافة العربية الأسلامية فرفدت لنا أدبا" كاملا" هو أدب التغزل في الغلمان كما أنتجت لنا مؤسسة في حد ذاتها قامت علي أسترقاق الأطفال بغرض الأستمتاع بهم جنسيا" ، وربما دخلت هذه الظاهرة في السودان مع دخول العرب المسلمين أليه أذ يلاحظ أنعدام هذه الظاهرة في الشعوب القديمة المجاورة لبلاد النوبة مثل الحبشة ( أثيوبيا ) حاليا والتي تنعدم فيها ظاهرة المثلية الذذكورية ويغلب الظن أن ظاهرة المثلية الذكورية وابتدارها بالتحرش الجنسي بالصبيان أن كانت موجودة قد كرست ثقافيا" واجتماعيا" مع العثمانيين والأتراك أن لم تكن أصلا" دخلت معهم منذ غزو السلطان سليم الثاني للجزء الشمالي من السودان 1565 م ، وفي منتصف القرن التاسع عشر أنتشر اللواط في الخرطوم ( عاصمة دولة الأستعمار التركي المصرى ) بدرجة أكبر وذلك جرآء تحلل الحكومة من أي ألتزام أخلاقي أزآء ما يحدث في المدينة حيثما يري بعض الباحثين فقد كانت الخرطوم حينها تجمع شتيتا" من أجناس أوربية ومصرية وتركية وسورية وأرمنية وشركس وخلافه بالأضافة الي المجموعات السودانية بمختلف الجهات الأربع ، ويصحف أحد الباحثين أن ما كان يربط بين أخلاقهم جميعا" التنكب عن طريق الفضيلة والأنطلاق الخالي من الضوابط الأجتماعية ( احمد احمد سيد اححمد : 2000: 293 ، محملا" المسؤولية في ذلك الي تجارة الرق والعناصر الأوربية ، فكان أن أنتشر البغآء واللواط ، وعن الأخير يقول : ( واللواط في الخرطوم أكثر أكثر رواجا" من البغاآء ، ففي السوق والميادين تشاهد الجماعة من المخنثين في ملابس النسآء والكحل في عيونهم والخضاب في أكفهم يقودهم رئيس منهم عاري اللحية وهم يصوبون نظراتهم السآفلة هنا وهناك بحثا" عن صيد ، ولم يكن المال في كثير من الأحيان الدافع الي أتخاذ هذه الصنآعة ، ففي سنة 1866 كان رئيس اللواطين شاب" قويا" في العشرين من عمره ، ( المرجع السابق ) 294 ، وهكذا ما أن أهل آخر زمن التركية حدثت حادثة نكرآء في مدينة لأبيض تحديدا" عدهاالبعض من الأسباب المباشرة التي أدت الي ألتفاف الناس حول الثورة المهدية وقائدها قبيل أعلان دعوته يروي ابراهيم فوزي ( 1319 ه 1901م ) : مج 2 : 713 ـ 4 أن المهدي في ذات يوم سمع ضوضاء الطبول والموسيقي بمنزل بجوار منزله ، ورأي من الناس الدهشة والأستغراب ، فسأل عن الأسباب فقيل له أن فلان التخاس يريدأن يتزوج بغلام أسوه ( قرفة ) ، فلم يصدق المهدي ذلك وأخيرا" دعا أثنين من أتباعه وذهبوا الي محل البدعة فوجدوا المدعوين والموائد ممدودة والموسيقي تصدح والدفوف تعزف وجيئ بشخص يلبس عمامة وطيلسانا" كالعلماء فأجري صيغة العقد ، ودخل النخاس بالغلام فأمسك المتمهدي سيفه وهم بضرب عنق النخاس وكل من قابله من أولئك الفسقة والضالين ، فمسكه صاحباه وحملاه الي منزله ، فأجتمع جماعة من المشايخ وذهبوا الي الحكومة يشكون اليها أمر هذه المنكرات فقوبلوا بالأهانة والأزدرآء وقال لهم مأمور الضبط ( الدنيا حرة وأخذت المهدية المثليين بالشدة وزجت بهم في السجن ( الساير ) ، وعندما الخليفة عبد الله الحكم توآفد الجميع لمبايعته وتقديم فروض الطاعة والولآء وفيهم شيوخ الحرف كشيخ النجارين واحدادين وخلافه وكان في الضمن شيخ المثليين وتقدم شيخ المشليين وغضب الخليفة ولكن أشار عليه أعوانه بأن يقبلهم وتقدم شيخهم وسأله الخليفة عن أسمه وتصادف أن أسمه كان عبدالله كأسم الخليفة ، واتقآء" لغضب الخليفة أجاب بلباقة : الأسم يسلم ، وشددالخليفة لمعرفة أسمه ، فرد بلباقة : ( الأسم سالم ) وسر الخليفة من لباقته وحسن حديشه وختم لقآءه بتعليق صار بدوره مشلا" بقوله : ( الملاوطية قولكم زين ألا فعلكم شين . ويستطرد الدكتور في المقال عن ظاهرة التحرش الجنسي اللواطي خلال القرن العشريت علي وجه أخص في المراكز الحضرية ، وارتبطت بالمدارس وطبقة الأفندية وأشتهر أكثر ما أشتهر به المدرسين ورؤسآء الأقسام بدواوين الحكومة وفي مجالآت حداثوية أخري مثل الرياضة والغنآء ثم من بين الساسة المتنفذين ، يخرج الصبيان الذين تعرضوا للأعتدآء الجنسي في المجتمع السوداني المحكوم بمعيارية الايدولوجيا الأسلاموعروبية يعانون من جملة من المشاكل المرتبطة بالفهم الخاطئ للرجولة أو ينشأون برجولة مجروحة وهكذا يخرجون للناس في قابل أيامهم بنفسية مصابة بعدم الثقة فيقضون بقية حياتهم متصالحين مع حقيقة أنهم خلقوا هكذا ولكن هذا لايعني رضآءهم فعليا" وحقيقيا" بهذا المصير ، فقد تتولد في دواخلهم أحقاد دفينة تجآه المجتمع ككل وبخاصة أزآء القطاعآت التي تزدريهم وبالطبع ليس أيسر من توظيف هذا العنف الكامن من قبل العديد من الجهات المستغلة يكمن التكنيك الأعلآئي في أن يقوم الشخص المأزوم ( أو أن يدفع ليقوم ) بالأنتمآء الي حركة فكرية سياسية ، أو أي تنظيم آخر من المفترض أنه يعمل في سبيل صالح المجتمع والأنسانية كيفما أتفق وذلك تكفيرا" أو تجاوزا" لجراحآت النفس الغائرة من ذلك الماضي ، وتأتي الحركات الأسلامية وبخاصة الدينية بعامة كأحد أقوي المرشحين لأستيعاب هذه الشخصيات المأزومة ، وكذلك كون الدين يكفر ويجب ما قبله ، علي عكس الحركات اليسارية الكلاسيكية ، أذ ترفض هؤلآء وتعتبر الماضي نقيصة لاتكملها منجزات مقتبل العمر ومألآته ، وفي الحقيقة ظلت تهمة ألتباس ماضي بعض منسوبي الأخوان المسلمين بالمثلية في مطالع شبابهم تطاردهم الي الكهولة بالحق أو بالباطل ، من ذلك ما أورده شوقي ملاسي ( 2004: 31 ) بخصوص أهداب التهمة التي لاحقت زعيم حركة الأخوان المسلمين بالمثلية شيخ حسن الترابي طيلة عمره منذ أيام الطلب بمدرسة حنتوب الثأنوية أوائل الخمسينات والرجل لا يعبأ بها في صمدانية نضالية تستوجب الأعجاب ، يقول ملاسي : ( مضي العام الدراسي الثالث هادئا" قبل أن تنفجر قنبلتان ، كانت الأولي أجتماعية وغير هامة لكنها شغلت المدرسة ومجتمعاتها زمانا" ، وقعت الحادثة في داخلية ( أبو عنجة ) التي كان يرأسها جعفر نميري ، وعرفت بقصة ( كشكوش ـ الترابي ) عندما أنتشر أعتدآء أو محاولة أعتدآء من الطالب كشكوش علي الطالب حسن الترابي ، وراجت قصص وسط الطلاب حول هذا الأمر ، ونتج عن ذلك الحادث طرد الطالب كشكوش من المدرسة ثم طلب المستر براون ( ناظر المدرسة ) من الطالب حسن الترابي أن يستعد لأمتحان الشهادة من الصف الثالث وبالفعل أمتحن الترابي ونجح في أحراز شهادة كيمبردج متفوقا" حتي علي زملائه الذين امتحنوا بعد أكمالهم للصف الرابع . بعد هذا يورد ملاسي القنبلة الثانية ذلك العام كانت تتعلق بقرار من وزير المعارف عبد الرحمن علي طه بطرد مائة طالب من مدرسة خور طقت الثانوية بالقرب من الأبيض . من أكثر ألأفادآت جسارة في هذا الشأن ما نسبته بعض الصحف الموالية للحركة الأسلامية علي لسآن أحد الولآة ( كرم الله عباس والي القضارف باتهام منسوبي الحزب الحاكم ( المؤتمر الوطني ) متهما" بعض أعضائه بممارسة اللواط وأمكانية فتح بيوت مخصصة لهذا ، مع التهديد بأغلاقها ، فقد جاء عن الوالي أنه ... مضي في جنونه ليقول بالصوت العالي أن هناك ممارسات غير أخلاقية حتي داخل حزب المؤتمر الوطني متهما" بعض أعضائه بممارسة أفعال قوم لوط وحدد أماكن بعينها لترك فتح ( ) أبوابها لهؤلاء المنحرفين مهددا" بأغلاقها خلال مدة زمنية لا تنقص ولا تزيد ( عبد الماجد عبد الحميد ،عمود صدي الخبر ( كرم الله عباس : سقوط القناع والعمامة ، جريدة الأنتباهة 8\5\ \2010 العدد رقم1597 . أما التكتيك الثاني الأنحطاطي ، فهو أن يتمكن الحقد من الشخص المأزوم الي درجة أن يصبح مستعدا" للأنتقام االذي لا يلحق بمن أذوه بالضرورة بل بالمجتمع بالضرورة بل بالمجتمع الذي غير مبال به ولا بما يعانيه ، وأكثر التنظيمات الملائمة لاستيعاب هؤلاء هي الأزهجة الأمنية في الأنظمة الدكتاتورية حيث يضطلعون بمهام التعذيب الوحشي الذي يشبع فيهم نهمهم المرضي للأنتقام ، هناك أدلة كثيرة تشير الي أن أجهزة الأمن خلال نظام مايو قد لجأت الي أستخدام بعض ضحايا التحرش الجنسى الأطفالي ممن أنتهي بهم الأمر علي المثلية في غرف تعذيبها ، كما هناك أفادات عديدة عن العنف المبالغ فيه الذي بدأ نظام الأنقاذ الأسلامي ، حيث يري بعض المراقبين أمكانية أن يكون لهذا العامل دور كبير في صرعة التعذيب الوحشي فيما عرف ببيوت الأشباح وحسب فهم ميشيل فوكو في مسألة الأنضباط والعقاب ، قد تكون هذه النقلة العقابية التي لم يألفها المجتمع قد جاءت كتطور لتراكمات الحقد والكراهية الذاتية والأخروية مدشنة بذلك عهد أنتهائها ، ولكن مع هذا لا تخلو المسألة من محاولة مقايسة الوضع في بعض الدول المجاورة العربية منها بوضع السودان . ولي بعض الملاحظات والأضافآت التي لا تخس من قيمة هذا المقال الجيد ، فمن الفئآت المجروحة النفس التي ذكرها فئة المدرسين وامنظمات الدينية وكان من الصواب أن لا يعمم والأفضل أن يقول بعض أو كثير أو قلة لا تشمل الكل ، وأريد أن أذكر بحادثتين واحدة منها حكم فيها القضآء بعشر سنوات سجنا" علي أمام المسجد بالدويم الذي أغتصب طالبة بعد تخديرها ، ثم صدرقرار من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بالعفو عنه ولما يكمل مدة العقوبة ، والثانية لمدرس أغتصب تلميذة في الصف السادس والقضية ما زالت أمام القضآء لاصدار الحكم ، وقد أفرزت جماعة الأخوان المسلمين بعض المثليين أشهرهم ومن قادتهم وولوه القضاء لفترة ،وطبقت شهرته النجسة الآفاق لشذوذه الجنسي وقتل في الجنوب في حملة الميل أربعين لأستعادة توريت واضم الي الفطايس وانهم ليسوا شهدآء كما وصفهم الترابي عندما أستعر الخصام بينه وبي عمر البشير ، ونفس الشخص الذي قتل وفي حياته أشتكاه نفر منهم لشيخهم الترابي من أعماله المخزية الفاحشة العلنية وأثرها علي جماعتهم فرد عليهم بأن من يقوم بتلك الأعمال قرينه وليس هو . ومن سيسة التمكين التي طبقوها للاستحواذ علي كل شيئ ولجوا الي الصحافة التي كانت محترمة وراقية وفيها صحفيين علي درجة عالية من الكفاية وسمو الخلق ، فأدخلوا فيها أثنين أشتهرا بالمثلية أحدهما فاعلا" والآخر مفعولا" به
صدقت بالملاحظة ( أن ظاهرة المثلية الذكورية وابتدارها بالتحرش الجنسي بالصبيان أن كانت موجودة قد كرست ثقافيا" واجتماعيا" مع العثمانيين والأتراك أن لم تكن أصلا" دخلت معهم منذ غزو السلطان سليم الثاني للجزء الشمالي من السودان 1565 م ، وفي منتصف القرن التاسع عشر أنتشر اللواط في الخرطوم ( عاصمة دولة الأستعمار التركي المصرى ) )
بالفعل اللواط من أفعال التركمان و التابعين لهم من مماليك و يهود و هذا ينطبق في كل بلاد الجزيرة العربية و أوروبا و أمريكا الشمالية و علي شاكلة هذه الممارسة انتشر الرقص الشرقي و ممارسة الجنس مع الاطفال و مؤسسات الدعارة و الرق فكلهم تركمانية المنشأ و حتي بعد زوالهم الظاهر لازالت آثار تدميرهم باقية في الأمم التي أفسدوها و لن تجد هذه الظواهر في الدول التي لم يتعرض تاريخهم لتلوث التركمان و المماليك و اليهود ممارسة اللواط في مركز الامبراطورية العثمانية مرخص قانونيا منذ عام 1858م و حتي الآن صدر قانون يسمح بعقد الزواج بين المثليين في الجانب التركي المسلم من قبرص في 7 فبراير 2014 و ظل الجانب المسيحي اليوناني من قبرص يقاوم ضغوط الاتحاد الاوروبي في اصدار قانون يسمح بعقد الزواج بين المثليين في الجانب المسيحي اليوناني من قبرص حتي استجاب شكليا فقط و صدر قانون في 9 ديسمبر 2015 و لكن لم يتم استخدامه الا عام 2016 و مسجل في قبرص المسيحية اليونانية ثمان زيجات مثلية فقط المسيحية و الاسلام و الاسرائيلية يرفضوا المثلية بينما الاسلام التركماني و اليهودية التركمانية و المسيحية التركمانية تشجعهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة