:: بدار الرياضة، في ذات صيف، كان صاحبنا يتصبب عرقاً من وطأة الطقس، وسارحا بخياله الواسع، وكانت الجماهير تهتف ( فوق فوق سودانا فوق)، ولم يحتمل حراة الطقس، وصاح في الجماهير : ( ياخ كرهتونا البلد دي، فوق فوق لامن تكلتوها بالشمس)..وهذا تقريباً حال الناس مع رفع الأسعار المسمى - مجازاً - برفع الدعم عن السلع ..و لو كان هذا الدعم المفترى عليه كائناً سودانياً لجاور الشمس من (الرفع الكتير).. !! :: سنوياً يرفعوه عن السلع والوقود أو إحداها، وأحياناً ثلاث مرات في السنة.. هذا غير التهديد بالرفع طوال العام، حتى أصبح متوجساً وملهوفاً ومرتبكاً - زي ليلة العيد - ليسبق وزراء المالية ويشتري ما تيسر من السلع قبل رفع الدعم عنها..ولو أجرت أية جهة إحصائية عن عدد مرات رفع الدعم، لإكتشفت أن هذه السلع والوقود ربما كانت توزع مجاناً.. ولو كانت توزع مجاناً لبلغت سقوفات رفع الدعم عنها قبل سنوات...!! :: ويوم أمس، بالبرلمان، بدأت حلقة أخرى من مسلسل (رفع الدعم).. وعلى سبيل التمهيد لحلقة رفع الدعم القادمة، فأن ياسر يوسف، وزير الدولة بالإعلام، يرى أن دعم الدولة للسلع (يشوه الإقتصاد)، ويجب رفع هذا الدعم نهائياً، و(خلاص)..أي لم يسهب ياسر يوسف في الحديث بحيث يذكر الكوارث الأخرى التي (تشوه الإقتصاد)، وترهق الناس والبلد .. وعلى سبيل المثال، بأن يكون بوزارة الإعلام وزيرين، فهل يُعتبر هذا تشويهاً للإقتصاد والدولة أم ( تجميلاً)..؟؟ :: فالمواطن يدفع ثمن (الترهل الوزاري)، وما وجود ياسر يوسف وأحمد بلال بوزارة الإعلام إلا مجرد نموذج لهذا الترهل الذي يرهق المواطن لحد رفع الأسعار - عن سلعه و محروقاته - تحت مسمى رفع الدعم، ليوفر ميزانية الوزيرين و وزارتهما التي بلا سلطات على مؤسسات الدولة الإعلامية.. لوتخلصت الدولة من الوزارات (غير المجدية)، ثم من جيوش الوزراء (غير المنتجة)، لما رفعت وزارة المالية أسعار السلع والوقود تحت مسمى (رفع الدعم)..!! :: ومن العيب أن يدفع المواطن ثمن الأخطاء السياسية، ومنها قسمة تورتة السلطة بالمعايير القبلية ونهج ( دا أخونا، ولا أزكيه على الله)، بحيث يعيش السادة في (نعيم الميري)، ويعيش صاحب الدعم المرفوع عن قوته في ( جحيم الغلاء)..فالذي يشوه الإقتصاد لا يحصى ولا يعد، وليس الترهل لحد تكدس في مجلس الوزراء فقط، بل الأرقام التي تفجعنا بها تقارير المراجع العام سنوياً أيضاً تشوه الإقتصاد و(سمعة البلد)..لماذا لا ترفع الدولة الدعم عن الفساد بذات حماس رفع الدعم عن السلع؟..كان على وزير الدولة بالإعلام أن يسهب، لنعرف الإجابة..!! :: ومع ياسر يوسف، يقول الحاج آدم : ( الموظفين كاتلين الجدادة وخامين بيضها ولايستحقون الدعم) ..تصريح مُضحك، و يبدو أن حاج آدم لايزال يستمتع بفوائد ما بعد (الخدمة الرئاسية)، ولم يصبح مواطناً بحيث يعرف قيمة راتب الموظف.. من يكتفي براتب الدولة يستحق الزكاة وليس الدعم الحكومي فقط.. ولكن حاج آدم لايعرف حال الموظف والعامل في الخدمة العامة، أو يظن بأن كل العاملين ( بيغرفوا بالكوريك)، وهذا غير صحيح.. أوبالأصح - هذا النوع من الغرف - غير متاح لعامة الناس.. وعليه، قبل المطالبة برفع الدعم، فليسعى الحاج آدم إلى مساواة الجميع أمام (الغرف بالكوريك)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة