:: (2007)، قدمت وزارة الصحة الإتحادية خارطة صحية لوزارة المالية، وكان بها عدد من المشاريع ..منها مشروع مستشفى حوداث جديد بمنطقة جبرة، جنوب الخرطوم .. وأجازت المالية المشروع .. ويومها، لم تكن حوداث الخرطوم - الشلعوها - تسع كثافة آلام وإصابات سكان الخرطوم.. كانت تستقبل فقط ( 1500 حالة يوميا)، وسعة عنابرها لاتتجاوز( 40 سريرا).. وكذلك لم تكن تتوسط أحياء الخرطوم التي جاورت أحياء ولاية النيل الأبيض جنوبا..!! :: ولذلك، وافقت المالية على مشروع مستشفى حوادث جبرة، وتحمست لتخفف الأعباء على حوادث الخرطوم ( الشلعوها)، ولتريح سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة الي جبل أولياء..تجاوبت المالية مع فكرة المشروع ..وشكلت وزارة الصحة (لجنة فنية).. وإنبثقت من تلك اللجنة لجان طبية وأخرى هندسية وسافرت الي الإمارات وماليزيا و روسيا، ثم عادت وإجتمعت بالأسابيع والأشهر، حتى توصلوا الي خارطة مشروع..!! :: تتكون المباني من (5 طوابق)، على مساحة (3.500 م)، وتسع (160 سريرا)..وبها - لأول مرة في تاريخ مشافي السودان - قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك قسم خاص لحالات التسمم .. ثم أربع غرف للعناية و (8 عنابر)..أي هي الأكبر والأحدث في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية، لأنها جمعت تجارب مشافي حوادث تلك الدول التي زارتها تلك اللجان خصماً من أموال الناس والبلد .. !! :: وقدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة..وهذه قدمتها للسلطات العليا والموازية، بما فيها وزارة المالية..فصدقت لهم المالية - فورا - بالتمويل بنظام الصكوك..والحكومة لاتمول مشروعاً بهذا النظام ما لم يكن مٌهماً للغاية ..( 7 مليار جنيه) هي تكلفة المرحلة الأولى التي إنتهت في العام ( 2010)، وهي مرحلة المباني..(7 مليار جنيه )، عندما كان سعر الدولار (2.5 جنيه)..و بعد إكتمال مرحلة المباني، كانت المالية قد شرعت في التعاقد مع الشركات لتنفيذ المرحلة الأخيرة..!! :: وهي مرحلة استيراد وتركيب الأجهزة والمعدات الطبية بتكلفة قدرها (8 مليارات جنيه)، وكان سعر الدولار (2.5 جنيه)، وكان قد تم تحديد موعد الإفتتاح والتشغيل بحيث يكون (نوفمبر 2011) ..ولكن فجأة، قبل موعد الإفتتاح بأشهر، وبجرة قلم لم تتكي على أية دراسة، أصدر اللواء طبيب الصادق قسم الله وزير الصحة الأسبق قرارا الخميس الفائت بتحويل مستشفى حوادث جبرة إلى ما أسماه بمعهد الصحة العامة..!! :: هكذا بكل بساطة، تم تحويل مستشفى حوادث - قاب قوسين أو أدنى من التشغيل - إلى ما أسموه بمعهد صحة عامة .. وما أن صدر قرار التحويل هذا، رفعت وزارة المالية يدها عن المشروع ثم أوقفت شراء الأجهزة والمعدات الطبية ..وللأسف، منذ عام إكتمال المباني و إلى يومنا هذا، لا تزال مباني المشروع مهجورة ..خمس سنوات، عٌمر أموال الشعب المهدرة في أوكار المتشردين المسماة - مجازاً - بمباني حوادث جبرة ..!! :: و المحزن للغاية، كان تبرير وزارة الصحة - في عام تدميرها لهذا المشروع - بالنص : (هناك أربع جامعات لديها مقترح تأسيس مشافى بمنطقة جبرة)، وهي جامعات خاصة، ومنها الوطنية والرازي والعالمية.. هذا ما حدث.. لأجل مرافق جامعات خاصة، ولاتزال في رحم الغيب، دمرت وزارة الصحة مرفق الشعب .. وما أشبه الليلة بالبارحة..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة