خلال سنوات الحرب التي عاشتها دارفور وعلى مدى ١٣ عاماً ظللنا سراً وعلانية نوضح للعامة والخاصة ضرورة اعادة تعريف القضية التي يجب النضال من اجلها في دارفور والتي حسب معرفتنا ورؤيتنا هي قضية عادلة تتمثل في غياب التنمية والحكم الرشيد وعدم الالتفات للظروف التي الطبيعية التي عانت منها دارفور وشمال كردفان من جفاف وتصحر أدى للاحتكاك بين الرعاة والمزارعين وسببت مشاكل لم تجد حلاً من الدولة كما لم تجد تفهماً من أبناء الإقليم أنفسهم مما أدى لأن يتبنى كل طرف قضايا قبيلته ومنطقة وأدى ذلك لظهور الحرب القبلية وعجزت الدولة في فرض حلول فتبنّت الدخول كطرف في الحرب لقمع المطالَب العادلة. تنطلق حركة مهملي الصحراء للتعبير عن القضايا الاساسية المتمثّلة في التنمية الحقيقية للناس على الارض دون تمييز ومعالجة الخلل في الدولة وخلق سلام عادل يؤدي لوقف الحرب في السودان عامة ودارفور خاصة. اننا اذ نعلن عن موقفنا هذا نؤكد استعدادنا للإلتقاء مع كافة الإخوة أبناء دارفور والسودان للعب دورنا الطبيعي والتاريخي في خلق السلام والنضال معهم بكافة الوسائل لتحقيق الأهداف المشتركة والتي تهم الانسان السوداني على الارض وتخلق مستقبل مشترك للتعايش السلمي والحياة الكريمة. نؤكد على ان تبني مواقف مشتركة بين الجميع هو الطريق الأمثل لمعالجة الإفرازات المريرة التي خلفتها الحرب وانتزاع حقوق اهلنا جميعاً يتطلب موقف موحّد والاستفادة من تجربة الحرب الماضية وإخراج القبائل والمواطن من حالة الاحتقان القبلي الى مستقبل يتحقق فيه سلام وتنمية. تؤكد حركة مهملي الصحراء انها تنطلق من فهم عام مستند على إرثنا الطويل في التعايش وفهمنا العميق لقضايا ظلت تشكل عقبة في طريق الالتقاء مع اهلنا في المنطقة ونؤكد ايضاً ان الاعلام السالب الذي يوجّه لقبائل او أفراد لا يمثل حقيقة الأوضاع داخل مجتمعاتنا وهنا نحن نعني ان قطاع البدو الرحّل في الصحراء الشمالية او في البوادي عامة ليس كلّه مستفيد من الحرب او ضالع فيها او يتبنى اجندتها ولكن هنالك مشاكل حقيقية تواجه هذا القطاع في توصيل رسالته وشرح مواقفه امام الرأي العام وليس من مصلحة أبناء الإقليم كافة الاستمرار في هذه التوجه بل هنالك ضرورة الآن للخروج بكل مجتمعاتنا من حالة الخرب وفي هذا تلعب حركة مهملي الصحراء دورها الكامل. تؤكد حركة مهملي الصحراء بأن الفرص التي اتيحت لخلق سلام منذ أبوجا وحتى الدوحة فشلت لأن الدولة ليس لديها رغبة حقيقية في تحقيق سلام كما ان هنالك من يسمون أنفسهم قيادات دارفور العاملين مع الحكومة في الخرطوم ليس لديهم رغبة في إنجاح السلام لأنهم مستفيدين بشكل واضح من استمرار الحرب والانقسام القبلي وتكريس زعامتهم . نحن ندعوا الجميع لإدراك الحقائق ومعرفة ان جميع الأطراف خاسرة وأننا على استعداد للعب دورنا المحوري في خلق السلام الحقيقي والنضال بكل قوتنا مع الجميع وفق مفاهيم مشتركة واهداف حقيقية يمكن تحقيقها لصالح اهلنا وإعادة جميع المتأثرين بالحرب من نازحين ولاجئين وبدو رحل الى مناطقهم التي نزحوا وفق ما تنص عليها الاعراف المحليّة لأهل دارفور وحل كافة المعوقات التي تعوق وحدة اهل دارفور ونحن ادرى بتلك المعوقات وفي هذا يدنا ممدودة للجميع . ختاما نرى ان مستقبل السلام في السودان مرتبط بحل حقيقي لقضايا المواطن والعودة لتراث طويل للتعايش بين مكونات المجتمع وعدم استخدام القبائل ضد بعضها البعض في حروب لا طايل منها وان اهل السودان عامة ودارفور خاصة ليس لهم مصلحة في الحرب بينهم وأننا وبمعرفتنا العميقة بقضايا الحكم الأهلي وما ورثناه عن اجدادنا الذين خلقوا التعايش بين المجتمعات المحلية على مدى سبعة قرون نؤكد ان الأزمة الراهنة حلها في الوحدة بين مكونات المجتمع والنضال المشترك وهذا ما ندعوا له ونعمل من اجله.
العمدة مصطفى الدود مهدي رئيس حركة مهملي الصحراء شمال دارفور ١٠ أكتوبر ٢٠١٦ E.mail: [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة