شئنا ام ابينا لا نزال تحت وطأة حُكم القبور، و الوصاية، و التوريث..
عبثاً الديقراطية عندنا ارقام الاولى، و الثانية، و الثالثة، بإعتبار السودان اول دولة تخرج من الإحتلال، و تُقام فيها ديمقراطية حسب المعايير من حيث نزاهة الإنتخابات، و خيار الاغلبية.
لم نسأل انفسنا لماذا لم تصمد الديمقراطيات في السودان؟
المعلوم ان الامريكان نهضوا باوربا، و اليابان، و اصبحت من امهات الديمقراطيات في العالم، و الحكم الرشيد.
لماذا لم تدعم امريكا الديمقراطيات في السودان؟
عندما قطع الالمان الطريق امام النازية، و إختاروا التقدم، و التحضر، وجدوا الدعم، حيث إنقطع دابر النازية، و اصبحت تاريخ مُظلم مُجرم بالقوانين.
في اليابان ذات الفكرة عندما اعلنت الإمبراطورية هزيمتها، وضع اليابانيين انفسهم في مقدمة القطار، و تركوا كل الإرث المُثقل بالتخلف، و الحروب، و الدماء خلفهم، بلا رجعة، فوجدوا الدعم، و السند.
تختلف الصورة في السودان حيث التاريخ لا يزال يسيطر علي المشهد بكل تفاصيله.
مسألة مقتل وكيل القنصل الامريكي في الخرطوم في العام 1885 لم يكن حدثاً تاريخياً عابراً يمكن تجاوزه بالنسبة لهم، لطالما لم نقادر تلك المحطة بعد.
برغم نسياننا لهذا التاريخ، و ربما لم يسمع به الكثيرين، و لكن يُعتبر مرجعاً مهماً في العلاقة مع السودان.
عند ما دخل المهدي الي الخرطم قُتل وكيل القنصل الامريكي لدى الخرطوم العثمانية، عاذر عبد الملاك.
ذات الحركة المهدية، اصبحت حزب سياسي قائم حتي تاريخ اليوم، و مثل الاغلبية في ما نعد من ديمقراطيات.
فرق بين تطفل التاريخ كما الحال السوداني، و الميراث اباً عن جد في قداسة سياسية ملهاة، و الإرث كمحتوى يمتلكه الجميع، و يفخروا به، و في الهند المثال، عندما نذكر غاندي.
فالحزب قائم علي ذات المنهج، و تتوارثه ذات العائلة المدعومة بالنزعة الطائفية، و القداسة، و هذا مبدأ يتعارض مع الديمقراطية نفسها حيث مهابة التقديس، و التوريث.
الثابت لم يتطور المجتمع السوداني بعد في هذا الجانب ليضع حداً بين التاريخ، ما له، و ما عليه، و النظر الي السياسة من منظور التنافس في خدمة المجتمع، و تطوره، بعيداً عن الولاء الطائفي، او الديني، او الإثني، او الثقافي.
الحقيقة إرادتنا التي كانت عصية علي مغادرة التاريخ هزمت كل اشكال الدعم، و السند لأجل نظام ديمقراطي حقيقي، لذلك فشلت كل محاولاتنا السابقة، و ستفشل اللاحقة إن لم نُدرك مكامن الخلل، و وضع الخطط للمعالجات التي تواكب عصرنا.
ايّ ديمقراطية بلا وعي هي ديكتاتورية، و شمولية اقبح، و العن.
هتلر نفسه جاء الي سدة الحكم بإنتخابات حرة، و نزيهة، حصد فيها نسبة 33% فكان اقرب المنافسين له لا يتجاوز نسبة الخمسة بالمائة.
غاب الوعي فقاد المانيا الي محرقة، و العالم الي ابشع حرب راح ضحيتها ما يقارب العشرين مليون إنسان.
يُمكننا تفكيك التساؤل لماذا امريكا تدعم، و تُفضل التطبيع، مع إنقلاب البرهان، و هي تقود في ذات الوقت عملية سياسية عبثاً ستُفضي الي نظام مدني ديمقراطي.
قناعة راسخة بأن الديمقراطية المُنتظرة لا تخرج من رداء و عباية الطائفية، احزابنا التي تُعتبر كبيرة حسب قدمها تُمثل إسلاماً سياسياً في التصنيف الغربي، و ذلك شئنا او ابينا.
احزاب تتوارث قيادتها اسر، و بيوتات دينية ستقود الناس كالقطعان، و تحشدهم حسب رؤية الزعيم، و بذلك تصبح شمولية يصعب التعامل معها.
اعتقد التغيير الحقيقي في السودان يتطلب الوعي، و التحرر من اعباء التاريخ الذي يحق لنا ان نمتلكه بكل تفاصيله السيئة، و الحسنة، و ان لا يفرض نفسه علينا، و يتطفل علي حياتنا، و مستقبل اجيالنا.
اخيراً..
لسان حال امريكا، و إسرائيل تطبيع، و سلام مع ديكتاتور موتور اضمن من التجربة مع شمولية في ثوب ديمقراطي تقود الناس كالقطعان!!!
كسرة..
لو راجيين ديمقراطية تنتجها احزاب يتوارث قيادتها الابناء عن الآباء، و الاجداد، نبقى مواهيم..
كسرة، و نص..
اعتقد جازماً لو ان الشعب السوداني انتج احزاب حقيقية، و قطع الطريق عن تخلف التاريخ، و حماقاته، ستجد الديمقراطية كل الدعم، و ستكون مستدامة لطالما يتسلح الشعب بالعلم، و المعرفة.
يعني ما تحلموا بديمقراطية بلا تقاعد الاحزاب الدينية، و الطائفية، او تطورها بشكل حقيقي، و يبدأ الإصلاح بممارسة الديمقراطية داخل صفوفها بكل شفافية بعيداً عن التأثير الديني، او الطائفي، او القبلي، او الثقافي.
كسرة، و تلاتة ارباع..
ندين التطبيع مع إسرائيل المحتلة لفلسطين، و نركع لمن يحتل ارضنا، و يبحث لنا عن حلول، و يغرق بلادنا بالمخدرات، و العملات المزورة!
إحتلال الارض واااااحد، بل من ذي القربى اقبح، و انكأ..
اخيرا..
قسماً بالله لو تم عرض امر التطبيع مع إسرائيل علي الشعب في إستفتاء نزيه، لأيدته الاغلبية الساحقة من الشعب السوداني.
بلا لف و دوران، اصبحت المسألة شعارات نخبوية تُستخدم للخم، و الإلهاء في زمان غير زمانها، و المكان.
ولو ان اتت جيوش غازية اجنبية تُريد تحريرنا من هذا المشهد العبثي لخرجنا لها بطلع البدر علينا..
خير لنا من ان نرزح تحت وطأة إحتلات الجهل، و التخلف حيث المرتزقة، و لوردات الحرب، و اللصوص، و قطاع الطرق، و هوام الارض.
لو لم نخرج جميعاً لإسقاط هذه المنظومة الفاسدة، سيتسابق الجميع لتمرير الاجندة، و تثبيت اركان للعملاء، و المرتزقة، حسب الضرورة، و المصلحة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة