سأل احدهم البرهان، و الثورة في عامها الاول..ليه ما عايز تبل الكيزان ؟
قال : “ الضمان شنو نبل الكيزان، و الجماعة ديل ما يبلونا”
اعتقد هنا تكمن الحقيقة التي نتعامى عنها، و ببلاهة نسعى بذات المنطق، و الادوات، و الطريقة لنستجدي تجاربنا التعيسة، و الفاشلة لنحصل علي نتائج مختلفة.
البرهان لا يمكن ان يثق في اي تحالف، او حزب، او جماعة سوي الكيزان، و هم من يخططون له.
ثورة ديسمبر علمتهم درساً قاسياً، حيث اكثرهم تشاؤماً لم يكن يتوقع السيناريو الذي اسقط صنمهم، و جعل الخوف يتخطفهم من بعد غرور.
الإستراتيجية الجديدة..
اعتقد بعد مراجعات علي عجل توصلوا .. الي ان تأيدهم للبرهان بشكل علني سيكلفهم آخر القلاع التي يُمكنهم العمل خلفها لإعادة ما يُمكن أعادته.
الكيزان لديهم تنظيم سياسي يعمل علي العامل النفسي بشكل مُمنهج.
الخطة، و التكتيك..
“عليك ان تقوم بافعال، و انشطة جانبية تلفت انظار العدو، و الأنتباه، بعيداً عن الهدف الذي تريده”
الكيزان تيقنوا تماماً ان الشعب السوداني سيعارضهم في اي موقف يتخذونه حتي و إن كان صواباً، و يصب في المصلحة العامة، و الكل يعرف لماذا هذا الكره تجاههم من كل المجتمع.
معارضة الكيزان للتسوية تكتيكية، و يتمنون ان تمر بسلام، و يعملون لذلك من خلف الكواليس، و في الظلام بشكل مُنظم.
حالة الجفاء المصطنعة بينهم، و البرهان ما هي إلا لذر الرماد في العيون، اما حميدتي فهذه قصة اخرى.
قرار البرهان بالامس و الخاص بتجميد النقابات إعتبره البعض قناعة البرهان بقطع الطريق امام الفلول، و الكيزان، الحقيقة الرجل يتماهى مع اشواقهم، حيث تطويع القوانين لصالحهم.
كل هذه النقابات من الناحية القانونية فاقدة للصلاحية قبل سقوط المخلوع، فكان من الاجدى ان تُدفن الي الابد بعد قيام ديسمبر.
لأننا إرتكبنا خطأً تاريخياً عندما ابقينا علي كل قوانين النظام البائد، حتي المراسيم التي جاءت بها لجنة المخلوع الامنية، حتي مراسيم الكاهن إبن عوف الذي حكم لسويعات، فتم إستخدامها لضرب الثورة، و تصفيتها، و إعادة التمكين بوجه اقبح، و العن.
القرارات القضائية التي اربكت المشهد في امر النقابات، بذات المنطق، فالسؤال هل ذات السلطة القضائية يمكنها ان تنظر في ان تعود بنا الي آخر حكومة ديمقراطية شرعية إنقلبت عليها الإنقاذ؟
مشهد عبثي، حيث يعيدنا لذات عصور الظلام حيث تعين النقابات من قبل السلطة، حيث تصبح ادوات للبطش، و التنكيل، بأوامر البندقية، و البوت.
تعود بنا الذاكرة الي سلام جوبا، و كيف كان رفضهم له من باب انهم يعلمون انه سيلبي اهدافهم، و ما ادراك ما فكي جبرين، و هذه قصة اخرى سنأخذها في القادمات، حيث كان المخطط ضرب لجنة إزالة التمكين، و قد كان لهم ما ارادوا، لأنهم يعلمون علم اليقين مباركتهم لهذا المسخ سيجعل منه محل شك، و ريبة من كل فئات الشعب السوداني، فالحقيقة هم صاغوا كل بنوده، و قادوا غرفه السرية بين قطر، و الامارات، و اديس ابابا.
كسرة..
هذا لا يعني ان نعمل بعكس ما يفعلون، بل يزيد قناعاتنا بأن هذه التسوية لها علاقة مباشرة، و إرتباط عضوي بالنظام البائد، حيث التأسيس علي ذات اخطاء الامس، برهان اليوم هو عبد الوهاب الامس، و الجنجويدي هو ذات الرجل الذي يعمل بالمال، بلا مبادئ، او اخلاق..
كسرة، و نص..
إن تجاوزنا ما قاله البرهان في لقاءه المغلق مع ضباطه من رتبة العميد، فما فوق في الإسبوع الفائت، من منكم لم يسمعها حين قالها في الهواء الطلق من المرخيات : “ حنسلمهم الحكومة، و كان حادو سلاحكم دا قاعد”
ايّ حكومة محترمة يقف علي رأسها البرهان بالسلاح ستعمل بإرادة الشعب، و الثورة، و التغيير؟
لدينا كعسكريين إجراءات محددة إن قام بها البرهان داخل مؤسسة الجيش سنثق في نواياه، بل ساعتها سنبصم له بالعشرة.
ذات الإجراءات علي حميدتي الذي اعلن تأييده الي الثورة، و التغيير، و كل الضباط الكيزان من مختلف الصفوف، و الدرجات كما تركهم المخلوع، يُسيطرون علي مفاصل هذه المليشيا اللعينة..
كسرة، و تلاتة ارباع..
برهان لم، و لن تخدعنا، و لن نصدقك، و إن تعلقت باستار الكعبة، الثورة في عامها الرابع، و زادت سطوة الكيزان، و سيطرتهم علي القوات المسلحة، و المؤسسة الامنية، بصورة اقبح مما تركهم عليها الماجن المخلوع.
اخيراً..
التغيير داخل المؤسسة العسكرية، و الامنية، و مليشيا الجنجويد، هو المقياس الوحيد الذي نُحدد به مصداقية البرهان، و حميدتي، و بقية اعضاء اللجنة الامنية، سننقل اخبار هذه المؤسسة، و ما نعرفه عنها لشعبنا دقيقة بدقيقة، و ساعة بساعة.
زمن السواقة بالخلا، و الدقداق قد ولى بلا رجعة..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة