[email protected] + مقدمة . نواصل في هذه الحلقة الخامسة من هذه المقالة في ثمانية حلقات ، كشفنا لبعض الجوانب الخفية من شخصية مولانا الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني ... الشخصية المعقدة المتناقضة التي لا تدخل يدها الا في الفتة الباردة ، والتي تهوى العيش في نعيم الديكتاتوريات الدموية ، بعيداً عن معاناة مريديها ومنسوبيها وحواريها من طائفة الختمية ، وباقي الشعب السوداني المغلوب على امره . كما ذكرنا من قبل نستند في إستعراضنا لشخصية مولانا الميرغني على إفادات الإعلامي الإستقصائي المصري الاستاذ احمد المسلماني الذي كان يشغل منصب المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور . نلخص إستعراضنا في النقاط التالية : اولاً : + الإفراج المؤقت الثاني من قصور الروم ؟ ربما تذكر يا حبيب إنه ، في 2 نوفمبر 2008 ، عاد مولانا الميرغني الى الخرطوم من غيبة اخرى طويلة قضاها في قصور الروم بين القاهرة ولندن . في الخرطوم شارك مولانا ، لمدة ساعات ، في تشييع جنازة شقيقه احمد الميرغني ، ورجع بعدها مباشرة الى منفاه الإختياري المخملي 7 نجوم ، تاركاً الشعب السوداني يعاني لوحده من قمع وظلم الابالسة الكيزان . وكان قد وصف عودته تلك بأنها ...إفراج مؤقت ... وكأنه كان مسجوناً في قصور الروم في لندن والقاهرة ؟ ولماذا لم يفرج عن نفسه إفراجاً دائماً بالبقاء بجوار شعبه ، ياكل مما ياكلون ، ويشرب مما يشربون ، ويعاني مما يعانون ؟ من المتوقع هذه المرة أن تبقيه المخابرات المصرية في الخرطوم لمدة لا تتجاوز الشهر ، في افراج مؤقت ثان ، للقيام بمهام محددة منها : دعم المكون العسكري ضد الثورة ، وتأليب الشعب على رفض مسودة الدستور التي حررتها تسييرية نقابة المحامين الشرعيين . بإيعاز من المخابرات المصرية ، وبدون أن يطلع عليها او حتى يراها رأي العين ، وصم مولانا هذه المسودة بانها تفرق ولا تجمع ، وإدعى خطأ إنه قد تم إستيلادها في جنوب افريقيا ، رغم توكيد الاستاذة اسماء محمود محمد طه ، وهي من هي ، بانها عكفت مع قادة آخرين ، في عدة ورش مفتوحة للجميع ، على تحرير المسودة لايام وليال طوال . ولكن ماذا تقول مع الغرض ؟ وحتى لو تم تحرير هذه المسودة ، وهي بعد مسودة ، في جنوب افريقيا ، فما المانع من إتخاذها كمرجعية ، مادام إنها تلبي اشواق القوى الثورية التي يمثلها مجلس مركزي التحالف ، ووافق عليها المكون العسكري ... مع بعض الملاحظات في الحالتين ؟ ثانياً : + لماذا شهر نوفمبر 2022 لارسال المخابرات المصرية مولانا الميرغني للخرطوم بعد غيبة لاكثر من 10 سنوات ؟ صادف ، مجرد مصادفة غير مُخطط لها ، وصول السيد الميرغني الخرطوم خلال نوفمبر 2022 ... الذكرى ال 34 بالشهر والسنة لاتفاقية ( الميرغني - قرنق ) التي تم عقدها في اديس ابابا يوم الاثنين 14 نوفمبر 1988 ، والتي اجهضها انقلاب الابالسة الكيزان في 30 يونيو 1989 . إختارت المخابرات المصرية شهر نوفمبر 2022 لإرسال مولانا الميرغني للسودان لعدة اسباب ، نذكر منها سببين ً أساسيين ادناه : واحد : إستيقنت المخابرات المصرية بقرب التوصل إلى تسوية تقود إلى إتفاق بين المجلس المركزي لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير والجنرال البرهان . تعتبر المخابرات المصرية إن هكذا إتفاق سوف يعيد الديمقراطية للسودان . يقول لك الفرعون السيسي ، حسب إفادات الاعلامي المصري المسلماني : كلو شئ ولا الديمقراطية في السودان. يعتبر السيسي الديمقراطية عدوه الاول ، حتى اكثر خطورة على نظامه من الاخونجية ، الذين قضى عليهم قضاءً مُبرماً ، ويسجن من قادتهم حالياً اكثر من 40 الف اخونجي في 19 سجن جديد بناها خصيصاً لسجن الاخونجية ، والفتك بهم ... حتى مات من التعذيب وإنعدام العناية الطبية في السجن ، اول رئيس مُنتخب شعبياً في تاريخ مصر ، الرئيس المُغتال محمد مرسي ، الذي تم إغتياله في السجن في يوم الاثنين 17 يونيو 2019 . يحارب السيسي عودة الديمقراطية في السودان ، لانه يخشى ان يقول له قومه : أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة . تخطط المخابرات المصرية لتبقي مولانا الميرغني في الخرطوم لمدة محددة ، لا تتجاوز الشهر ، وحتى يتمكن من انجاز المهمة التي تم ارساله للخرطوم من اجلها ... تبويظ التسوية وبالتالي تبويظ الاتفاق بين المكون المدني والمكون العسكري . ولهذا السبب ، فقد حجزت المخابرات المصرية لمولانا في فندق كورنيثا ، بدلاً من قصره في اب جلابية في الخرطوم بحري ، لقصر الفترة التي سوف يقضيها في السودان ، والأهم ... حتى يتمكن القنصل المصري في الخرطوم احمد عدلي من زيارة مولانا الميرغني في جناحه الخاص ، وتلقينه ما يجب عليه قوله او فعله . إتنين : إستعرت الخلافات بين نجلي مولانا الميرغني ، فالابن الثاني من ستة ابناء ... محمد الحسن ، يدعم الثورة ويتحفظ على الإنقلاب ، بعكس الابن الرابع جعفر الصادق الذي يدعم الانقلاب ، ويحارب الثورة . في هذا السياق ، في يوم الجمعة 5 اغسطس 2022 ، في القاهرة ، صرح السيد جعفر الصادق ، بخصوص مثلث حلايب ، ونصاً : نحن نرفض رفضاً باتاً الإضرار بمصالح مصر . ولكنه لم يكمل تصريحه بعبارة ... حتى على حساب مصالح السودان . وهي حقيقة لا تقبل الجدال إن والده مولانا محمد عثمان الميرغني يضع مصلحة مصر فوق مصلحة السودان . الم ياتي اباهم السيد علي الميرغني مع جردة كتشنر في سبتمبر 1898 ، ويشارك في إستباحة امدرمان لمدة ثلاثة ايام بلياليها ؟ وتاني ؟ تخطط المخابرات المصرية لكي يتبرأ مولانا الميرغني من ابنه الثاني العاق محمد الحسن ، وينصب في حياته ابنه الرابع جعفر الصادق خليفة له ... كما سوف نستعرض في الحلقة القادمة ... خاتمة : اتركك يا حبيب في ونسة دقاقة مع السيدة ميشيل اوباما ، الرئيسة القادمة للولايات المتحدة الامريكية في الفيديو في الرابط ادناه :
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة