Quote: الجمعـة 09 ربيـع الثانـى 1428 هـ 27 ابريل 2007 العدد 10377 ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى اطبع هذا المقال
هل في داخلك قاتل؟
القاتل المحترف يرتكب جريمته بوعي كامل وينجح في إخفاء معالمها في حين أن مرتكبي المذابح الكبيرة يعتبرون أنفسهم ضحايا ويميلون للانتحار واشنطن: منير الماوري أثارت الجريمة التي ارتكبها طالب كوري جنوبي في جامعة فرجينيا التقنية يوم الاثنين قبل الماضي، اهتمام المجتمع الأميركي بل والمجتمع العالمي، وأعادت الجريمة إلى الأذهان مجددا الحديث عن دور الاضطرابات النفسية والعقلية في تصرفات مرتكبي الجرائم، وعلى وجه الخصوص القتلة منهم. لم تكن مذبحة فرجينيا هي الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة، ولكن العدد الكبير لضحاياها جعلها الجريمة الأكثر فضاعة داخل حرم جامعي في التاريخ الأميركي ككل، وارتكبها فرد واحد من المرجح أنه كان يعاني من اضطراب نفسي، ولم تكن له دوافع سياسية أو إرهابية. والشيء الجديد المختلف في هذه الجريمة هو أن مرتكبها ترك للمحللين النفسيين وخبراء الصحة العقلية مادة ثرية مسجلة بالصوت والصورة والكلمة المكتوبة سوف ينكبون على دراستها سنين طويلة لسبر أغوار شخصيته وشخصية كل فرد يتحول فجأة إلى قاتل من دون سابق إنذار، في غفلة من المجتمع. فقد ترك مرتكب مذبحة جامعة فرجينيا تشو سيونغ ـ هيوي وهو من كوريا الجنوبية، رسائل بعثها إلى محطة «إن.بي.سي» الأميركية قبل أقل من نصف ساعة من قتله 32 شخصا وإطلاقه الرصاصة الأخيرة على نفسه منتحرا. وتضمنت رسالته وتسجيلات الفيديو والصور الفوتوغرافية المصاحبة لها تفاصيل مرعبة، وشكاوى من المجتمع وتعبيرات عن نقمة دفينة على الأثرياء وأبنائهم، كما عثر في حقيبته على إيصال بشراء مسدسين لا أحد يعرف كيف حصل على ثمنهما، وهو فقير يعاني من العوز.
وعقب الحادث ساهمت أجهزة الإعلام الأميركية في كشف تفاصيل دقيقة عن القاتل، من بينها أنه كان «انطوائيا»، وأنه انتقل الى الولايات المتحدة عندما كان عمره 8 سنوات مع والديه اللذين يعيشان قريبا من العاصمة واشنطن، وظل محتفظا بجنسيته الكورية، ولم يحصل على الجنسية الاميركية. وأكد بيان الشرطة أن تشو كان يقيم في الولايات المتحدة بشكل شرعي، ولكنهم قالوا إنه ليس لديهم معلومات عن دوافعه لارتكاب هذا الفعل. المحللون النفسيون الذين تسابقت محطات التلفزة الأميركية على استضافتهم طوال الأيام التي تلت الحادث أعرب بعضهم عن اعتقاده، بأن القاتل الشاب مصاب باضطراب عقلي تظهر أعراضه على كثير من القتلة ومرتكبي الجرائم الخطيرة أو الأقل خطورة، وهو مرض الفصام أو «الشيزوفرينيا». ويتصف المصاب بالفصام بضعف الترابط الطبيعي المنطقي في التفكير، ومن ثم ظهور غرابة في سلوكه وتصرفاته وأحاسيسه. ويمكن للشخص المصاب بالفصام أن يتصرف ويتكلم ويتعامل مع الناس بطريقة تبدو طبيعية تماماً في بعض الأحيان، ولكنه قد يقوم ببعض التصرفات الغريبة، وكأنه شخص آخر في أحيان أخرى. ويفسر خبراء الصحة النفسية هذا السلوك بأنه يعود إلى تهيؤات وأوهام يتخيلها الفرد، معتقدا أن هناك من يحدثه أو يأمره بالقيام بأفعال غير منطقية. وقد يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره توحي له أحياناً، بأن هناك من يقصد إيذاءه، لذا يشعر أن نظرات الناس تهاجمه وتترصده بالشر، فتوهمه أن الناس يتجسسون عليه في كل مكان يذهب إليه، فيصيبه الهلع والخوف، وهذا ما يؤدي به إلى حالة التأهب المستمرة للدفاع عن نفسه، وقد يبدأ بالهجوم والعنف من دون سبب واضح على المحيطين به. وفي أحوال أخرى قد يشعر هذا المريض بأنه قد أوتي من وسائل القوة والمقدرة ما لم يؤت لبشر غيره، وأنه يستطيع تغيير العالم بقدراته. وهنا يكون الانقسام والانفصام ما بين الجزء الذي يعمل بطريقة طبيعية في المخ، والجزء الآخر الذي تنتابه التهيؤات. وكل هذه الاضطرابات الفكرية من عدم التسلسل بالأفكار وفقدان الترابط في الكلام، تجعل علاقة المريض بالناس والمجتمع مختلة، فيفشل في عمله وتسوء علاقته الأسرية وينعزل تدريجياً عن المجتمع والحياة، وهو ما كان يتصف به الطالب الكوري بالفعل. ولكن الخطورة تأتي من أن المريض يظل على يقين بأن ما يراه ويسمعه هو حقيقة واقعة وأن الآخرين هم المرضى، ويظل يرفض تماماً أن يعترف بأنه مريض ويحتاج إلى علاج. وقد تبدو هذه الاضطرابات خطيرة ويصعب علاجها، ولكن المريض سرعان ما يتحسن ويعود إلى حالته الطبيعية بعد أيام قليلة من العلاج خصوصاً مع الأساليب العلاجية الحديثة التي أعطت أملاً كبيراً في شفاء هؤلاء المرضى. ولكن المراجع الطبية في علم النفس تشير إلى أن مرض الفصام كأمراض السكر أو الضغط وغيرهما يحتاج إلى علاج دائم حتى يستقيم وضع المريض، وإذا توقف العلاج عادت الإصابة. وليس هناك تعارض بين مرض الفصام والذكاء، فالأذكياء قد يصابون أيضاً بالمرض، كما أن مريض الفصام يستطيع أن يحيا ويعيش مع العلاج حياة مستقرة، ويمكن له أن يتزوج وينجب. وما زال السبب الحقيقي لهذا المرض مجهولاً. وإن كان لم يتحدد بعد سبب واحد للمرض، إلا أن الآراء اتفقت على وجود عدة أسباب متداخلة مع بعضها البعض، حيث انها نتاج تفاعلات وراثية وبيئية وفسيولوجية وكيميائية. ويرى بعض الأطباء أن للعامل الوراثي دورا مهما في بداية مرض الفصام، ومن الضروري هنا التركيز على أن الذي يورث هو الاستعداد للمرض، وليس المرض نفسه. ويتم ذلك عن طريق الجينات الوراثية «المورثات». وتؤدي إصابة الوالدين بالفصام إلى الإصابة بين الأبناء بنسبة تصل إلى 41%. أما إذا أصيب أحد الوالدين، فإن هذه النسبة تنخفض إلى حوالي 16.4%. والمستقبل يبشر بأدوية حديثة لمرض الفصام، حيث تتطور المعرفة ويزداد الاهتمام لإيجاد أدوية حديثة عبر الأبحاث العديدة لمعرفة المزيد من مسببات هذا المرض. ورغم أنه ليس في حكم المؤكد، أن مرتكب مذبحة فرجينيا مصاب بالفصام إلا أن الأدلة التي تركها قبل ارتكابه الجريمة، جعلت الأطباء ينظرون إليه نظرة مختلفة عن نظرة رجال القانون والشرطة، وهي نظرتهم إلى إنسان مريض يحتاج إلى علاج، والمكان الطبيعي له هو المستشفى وليس السجن أو غرفة الإعدام. ويرى القانونيون أن العقوبة يجب أن تنفذ على مرتكب الجريمة كنوع من الرد بغض النظر عن المسببات الخارجة عن إرادته غير أن بعض مرتكبي الجرائم نجوا بأنفسهم من عقوبات الإعدام أو السجن المؤبد، بسبب حالته العقلية، ومن بين هؤلاء الأميركي جون هينكلي الذي أطلق النار أمام أحد فنادق واشنطن على الرئيس الأسبق رونالد ريغان، فأصابه في ذراعه، كما أصاب سكرتيره الصحافية جيمس برادي بعاهة دائمة جراء طلقة استقرت في رأسه. ومن اللافت للنظر أن مرتكب جريمة محاولة اغتيال ريغان يقيم حاليا في مستشفى سانت إليزابث في واشنطن، حيث يعامل كمريض يستحق الرعاية أكثر منه سجينا يتحتم التحفظ عليه. ويعود السبب في إحالة جون هينكلي إلى المستشفى، بدلا عن السجن الطبيعي الذي يحال إليه المجرمون إلى وضعه العقلي وقت ارتكابه الجريمة والدافع الغريب الذي اقتنع المحققون أنه راجع إلى اضطراب نفسي وهو محاولة القاتل إلى لفت انتباه الممثلة جودي فوستر التي كان هينكلي يهيم في عشقها، وهي ترفض مجرد الرد على اتصالاته. لقد أوضح التحقيق أن جون هينكلي شاهد فيلم «سائق التاكسي» أكثر من 15 مرة، وتعلم من الفيلم استخدام المسدس، والتخطيط لارتكاب الجريمة، وحصل على جدول تحركات الرئيس ريغان من الصفحة الرابعة في واشنطن بوست، وكانت أول عبارة يقولها للشرطة السرية فور اعتقاله في مسرح الجريمة هي: هل سيتم تأجيل توزيع جوائز الأوسكار في تلك الليلة بسبب ما حدث؟ ومن المفارقات أن التأجيل قد تم بالفعل، ولدى استجواب الرجل اتضح أنه مضطرب نفسيا بالفعل ويستحق الشفقة. ولم يسلم العالم العربي أيضا من الجرائم البشعة التي يرتكبها مرضى كان حريا بالمجتمع أن يلتفت لخطورة مرضهم قبل أن يرتكبوا جرائم بعضها مقزز ومثير لأقوى حالات الأسى ومن الأمثلة على ذلك ما أوردته الصحف الكويتية عن جريمة ذبح مأساوية ارتكبها أب ضد ابنته. ووفقا لما تداولته تلك الصحف، فإن الكويت شهدت العام الماضي واحدة من ابشع الجرائم عندما اقدم مواطن على نحر ابنته، 13 عاما، بسكين بعدما قيد يديها وهي تتوسل اليه «يبا.. تعورني.. يبا تعورني»! واعترف القاتل ويدعى «عدنان. ع» بارتكابه الجريمة لأن ابنته خالفت توجيهاته! واعترف ايضا بأنه طلب من ابنته التشهد قبل ان ينحرها، ففعلت. وقد نحرها اولا من رقبتها فنزفت دما وهي تصرخ «يبا لحق علي»، لكنه تركها واستل السكين غير الحادة مجددا ثم اكمل نحرها! وسط ذهول اشقائها الأربعة الذين دعاهم «الوالد» الى مشاهدة الجريمة. وحسب اعترافات القاتل، فإنه قيد ابنته اولا ثم عصب عينيها وانها ظنت في البداية انه يداعبها، لكنها توسلت اليه، عندما بدأ نحرها، بألا يقتلها. وقالت صحف الكويت في تلك الفترة ان القاتل موظف في وزارة الاوقاف، وهو من جماعة «التكفير والهجرة»، وسبق ان سجن في السعودية عاما ونصف العام بسبب اعتناقه افكارا تكفيرية. وما تقدم ليس مشهدا سينمائيا، بل جريمة حقيقة ارتكبها الأب الذي استقبلته طفلته بفرح، فما كان منه إلا أن أفرغ شكوكه في ابنته بتلك الطريقة المأساوية. ويرى المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه لا يجب إنزال عقوبة الإعدام على المجرم غير المحترف، مهما كان عدد ضحاياه أو بشاعة ما ارتكبوه، لأن من يطلق عليه مجرم اصطلاحا ما هو إلا ضحية لأمراض نفسية عجز المجتمع عن تلافي خطورتها، قبل أن يرتكب الضحية المفترض جريمته الخارجة عن إرادته. غير أن أجهزة الضبط ورجال الشرطة، يرون أن العقوبات ضرورية في المجتمعات الموبوءة بالجريمة، حيث أنها تردع الآخرين عن ارتكاب جرائم مماثلة، ويركز البعض هنا على عقوبة الإعدام كرادع.
وقد توصَّل روجر وود، مدير مركز علوم الجريمة في جامعة أوكسفورد البريطانية، إلى نتيجة مغايرة في بحث بعنوان «عقوبة الإعدام من منظور عالمي» الصادر عام 1966، غير في حينه الكثير من المسلَّمات، حيث رأى أن البحث العلمي أخفق في أثبات أن عقوبة الإعدام وسيلة للردع ضد الجريمة أنجع من السجن المؤبَّد، واستبعد أن يتم التوصُّل إلى مثل هذا البرهان في المستقبل. أما القاتل الذي يجمع الأطباء ورجال القانون على استحقاقه للعقوبة، فهو القاتل المحترف الذي قد يكون له دوافع مرضية، ولكنه يرتكب جرائمه وهو في كامل قواه العقلية مع سابق الإصرار والترصد، ولن يؤدي الإحجام عن عقابه سوى إلى تشجيع غيره في ارتكاب المزيد من الجرائم. والفرق بين القتل الاحترافي والقتل الجماعي الطارئ، هو أن القاتل المحترف يرتكب جرائم متعددة، وينجح في إخفاء ارتكابه الجريمة لأسابيع أو أشهر، وربما سنوات، ويتمتع المجرم بذكاء وذهنية متقدة في حين أن مرتكب المذابح الجماعية أو من يطلق النار عشوائيا، فإنه يسعى في النهاية إلى الانتحار ويحرص أن يحتفظ لرأسه بالطلقة الأخيرة، كما فعل الشاب الكوري، كما أنه في الغالب لا يوجد له سجل في القتل مثلما هو الوضع لدى القاتل المحترف، ولكن يبقى السبب الغالب لارتكاب الجريمة لديهما معا هو الانفصام في الشخصية. ومن الجرائم التي هزت العالم العربي في عام 2006 ويعتقد الأطباء أن سببها هو الإصابة بالانفصام في الشخصية تلك المذبحة التي ارتكبها مريض نفسي من أهالي عزبة شمس الدين ببني مزار في مصر، واشتهرت باسم مذبحة بني مزار حيث راح ضحيتها عشرة أشخاص وتوصلت التحريات إلى أن مرتكبها محمد أحمد محمد عبد اللطيف 27 سنة، هو مريض بانفصام في الشخصية، وقد أدلى المتهم باعترافات مثيرة تؤكد هذه الفرضية من دون أن يبرر جريمته الشنعاء قائلا: إنه تسلل ليلا مستغلا صقيع الليل، واستغراق الجميع في النوم بعد أن دخل إلى منازل ضحاياه من خلال تسلق سلم خشبي من خلف البيوت، ثم انهال عليهم بساطور وهم نيام، وقد اشتبهت الشرطة فيه من خلال جلبابه الملوث بالدماء، الذي حاولت أسرته إخفاءه وفقا لما نشرته الصحف المصرية في ذلك الوقت. وبعد إعادة مناقشته واستجوابه عدة مرات، اعترف بارتكابه الجريمة تفصيليا، وقد اصطحبت النيابة القاتل لتمثيل كيفية تنفيذه الحادث. وأظهرت تصرفاته أنه شخص غير سوي وإلا لما ارتكب جريمته بمثل تلك الوحشية. وينصح الأطباء وعلماء النفس أقارب المريض أن يلتفتوا للأعراض التي قد تصيبه حتى يمكن تلافيها قبل أن يرتكب جريمة في حال تفاقم المرض، ومن الأعراض التي يشير إليها الأطباء إلى الفصام على وجه التحديد بأن المصاب به يشعر بأن بعض الأفكار قد حشرت في ذهنه من قبل قوة خارجية، بشرية أو غيرها، أو أن بعض أفكاره قد سحبت وأخذت من رأسه من قبل هذه الجهة الخارجية. وقد يشعر بأن الآخرين يستطيعون أن يعرفوا ماذا يدور في ذهنه. وقد يصل إلى حد يسمع فيه أفكاره، وكأنها تصدر من آخرين قبل أن يفكر هو فيها أو تخطر في باله. بالإضافة إلى أنه قد يسمع بعض الأصوات تحوي مضموناً ناقداً للمريض مهدداً له. وفي بعض الحالات يصاحب ذلك تهيؤات سمعية وبصرية، حيث يرى المريض أشكالاً وهمية خيالية لا وجود لها. وتكون عند المريض أفكار خاطئة يتمسك بها رغم الجدل والنقاش فلا يتخلى عنها. ويسبب الفصام صعوبات كثيرة للذين يعيشون مع المريض من أهل وأصدقاء، ويجب عليهم التعامل مع المريض بروية وصبر. ومن المهم جدا الانتباه إلى أن الشخص الواحد قد يصاب بأكثر من حالة نفسية، وليس من مرض واحد فقط، وفي الغالب ما يرافق مرض الانفصام نوع من الرهاب والخوف من المجتمع المحيط بالمريض، كما تنتابه حالة شديدة من الذعر أو الخوف بحيث لا يستطيع السيطرة عليه، ولا يستطيع الآخرون التخفيف من حدته عن طريق تطمين المصاب بأن الأمر غير مخيف بالشكل الذي يبدو عليه أو يتصوره. وتكون ردة الفعل عادة من هذه الرهبة الشديدة تجاه أمر ما، غير متكافئة أو منسجمة مع ما يحدثه هذا الأمر من الخوف أو الرهبة. وتراه يتجنب هذا الأمر المخيف مهما كان الثمن، بشكل يؤثر في حياته اليومية، ولكن إذا ما شعر المريض أن المجتمع يتآمر إليه فإن حالته تكون قد وصلت إلى مرحلة الخطر وربما يفكر في الانتقام من المجتمع كما فعل الطالب الكوري الذي اعتبر نفسه سلفا ضحية وليس مجرما، وهو بهذا الاعتقاد قد لا يستحق الشفقة على ما ارتكبت يداه من إزهاق للأرواح ولكنه يستحق من المجتمع أن يدرس الأسباب التي أدت إلى هذه الجريمة، وما زال أمام علماء النفس طريقا طويلا لمعرفة شخصية القاتل وسبر أغوار دوافعه الدفينة التي كثيرا ما تظهر على شكل مبررات واهية.الجمعـة 09 ربيـع الثانـى 1428 هـ 27 ابريل 2007 العدد 10377 ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى اطبع هذا المقال
هل في داخلك قاتل؟
القاتل المحترف يرتكب جريمته بوعي كامل وينجح في إخفاء معالمها في حين أن مرتكبي المذابح الكبيرة يعتبرون أنفسهم ضحايا ويميلون للانتحار واشنطن: منير الماوري أثارت الجريمة التي ارتكبها طالب كوري جنوبي في جامعة فرجينيا التقنية يوم الاثنين قبل الماضي، اهتمام المجتمع الأميركي بل والمجتمع العالمي، وأعادت الجريمة إلى الأذهان مجددا الحديث عن دور الاضطرابات النفسية والعقلية في تصرفات مرتكبي الجرائم، وعلى وجه الخصوص القتلة منهم. لم تكن مذبحة فرجينيا هي الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة، ولكن العدد الكبير لضحاياها جعلها الجريمة الأكثر فضاعة داخل حرم جامعي في التاريخ الأميركي ككل، وارتكبها فرد واحد من المرجح أنه كان يعاني من اضطراب نفسي، ولم تكن له دوافع سياسية أو إرهابية. والشيء الجديد المختلف في هذه الجريمة هو أن مرتكبها ترك للمحللين النفسيين وخبراء الصحة العقلية مادة ثرية مسجلة بالصوت والصورة والكلمة المكتوبة سوف ينكبون على دراستها سنين طويلة لسبر أغوار شخصيته وشخصية كل فرد يتحول فجأة إلى قاتل من دون سابق إنذار، في غفلة من المجتمع. فقد ترك مرتكب مذبحة جامعة فرجينيا تشو سيونغ ـ هيوي وهو من كوريا الجنوبية، رسائل بعثها إلى محطة «إن.بي.سي» الأميركية قبل أقل من نصف ساعة من قتله 32 شخصا وإطلاقه الرصاصة الأخيرة على نفسه منتحرا. وتضمنت رسالته وتسجيلات الفيديو والصور الفوتوغرافية المصاحبة لها تفاصيل مرعبة، وشكاوى من المجتمع وتعبيرات عن نقمة دفينة على الأثرياء وأبنائهم، كما عثر في حقيبته على إيصال بشراء مسدسين لا أحد يعرف كيف حصل على ثمنهما، وهو فقير يعاني من العوز.
وعقب الحادث ساهمت أجهزة الإعلام الأميركية في كشف تفاصيل دقيقة عن القاتل، من بينها أنه كان «انطوائيا»، وأنه انتقل الى الولايات المتحدة عندما كان عمره 8 سنوات مع والديه اللذين يعيشان قريبا من العاصمة واشنطن، وظل محتفظا بجنسيته الكورية، ولم يحصل على الجنسية الاميركية. وأكد بيان الشرطة أن تشو كان يقيم في الولايات المتحدة بشكل شرعي، ولكنهم قالوا إنه ليس لديهم معلومات عن دوافعه لارتكاب هذا الفعل. المحللون النفسيون الذين تسابقت محطات التلفزة الأميركية على استضافتهم طوال الأيام التي تلت الحادث أعرب بعضهم عن اعتقاده، بأن القاتل الشاب مصاب باضطراب عقلي تظهر أعراضه على كثير من القتلة ومرتكبي الجرائم الخطيرة أو الأقل خطورة، وهو مرض الفصام أو «الشيزوفرينيا». ويتصف المصاب بالفصام بضعف الترابط الطبيعي المنطقي في التفكير، ومن ثم ظهور غرابة في سلوكه وتصرفاته وأحاسيسه. ويمكن للشخص المصاب بالفصام أن يتصرف ويتكلم ويتعامل مع الناس بطريقة تبدو طبيعية تماماً في بعض الأحيان، ولكنه قد يقوم ببعض التصرفات الغريبة، وكأنه شخص آخر في أحيان أخرى. ويفسر خبراء الصحة النفسية هذا السلوك بأنه يعود إلى تهيؤات وأوهام يتخيلها الفرد، معتقدا أن هناك من يحدثه أو يأمره بالقيام بأفعال غير منطقية. وقد يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره توحي له أحياناً، بأن هناك من يقصد إيذاءه، لذا يشعر أن نظرات الناس تهاجمه وتترصده بالشر، فتوهمه أن الناس يتجسسون عليه في كل مكان يذهب إليه، فيصيبه الهلع والخوف، وهذا ما يؤدي به إلى حالة التأهب المستمرة للدفاع عن نفسه، وقد يبدأ بالهجوم والعنف من دون سبب واضح على المحيطين به. وفي أحوال أخرى قد يشعر هذا المريض بأنه قد أوتي من وسائل القوة والمقدرة ما لم يؤت لبشر غيره، وأنه يستطيع تغيير العالم بقدراته. وهنا يكون الانقسام والانفصام ما بين الجزء الذي يعمل بطريقة طبيعية في المخ، والجزء الآخر الذي تنتابه التهيؤات. وكل هذه الاضطرابات الفكرية من عدم التسلسل بالأفكار وفقدان الترابط في الكلام، تجعل علاقة المريض بالناس والمجتمع مختلة، فيفشل في عمله وتسوء علاقته الأسرية وينعزل تدريجياً عن المجتمع والحياة، وهو ما كان يتصف به الطالب الكوري بالفعل. ولكن الخطورة تأتي من أن المريض يظل على يقين بأن ما يراه ويسمعه هو حقيقة واقعة وأن الآخرين هم المرضى، ويظل يرفض تماماً أن يعترف بأنه مريض ويحتاج إلى علاج. وقد تبدو هذه الاضطرابات خطيرة ويصعب علاجها، ولكن المريض سرعان ما يتحسن ويعود إلى حالته الطبيعية بعد أيام قليلة من العلاج خصوصاً مع الأساليب العلاجية الحديثة التي أعطت أملاً كبيراً في شفاء هؤلاء المرضى. ولكن المراجع الطبية في علم النفس تشير إلى أن مرض الفصام كأمراض السكر أو الضغط وغيرهما يحتاج إلى علاج دائم حتى يستقيم وضع المريض، وإذا توقف العلاج عادت الإصابة. وليس هناك تعارض بين مرض الفصام والذكاء، فالأذكياء قد يصابون أيضاً بالمرض، كما أن مريض الفصام يستطيع أن يحيا ويعيش مع العلاج حياة مستقرة، ويمكن له أن يتزوج وينجب. وما زال السبب الحقيقي لهذا المرض مجهولاً. وإن كان لم يتحدد بعد سبب واحد للمرض، إلا أن الآراء اتفقت على وجود عدة أسباب متداخلة مع بعضها البعض، حيث انها نتاج تفاعلات وراثية وبيئية وفسيولوجية وكيميائية. ويرى بعض الأطباء أن للعامل الوراثي دورا مهما في بداية مرض الفصام، ومن الضروري هنا التركيز على أن الذي يورث هو الاستعداد للمرض، وليس المرض نفسه. ويتم ذلك عن طريق الجينات الوراثية «المورثات». وتؤدي إصابة الوالدين بالفصام إلى الإصابة بين الأبناء بنسبة تصل إلى 41%. أما إذا أصيب أحد الوالدين، فإن هذه النسبة تنخفض إلى حوالي 16.4%. والمستقبل يبشر بأدوية حديثة لمرض الفصام، حيث تتطور المعرفة ويزداد الاهتمام لإيجاد أدوية حديثة عبر الأبحاث العديدة لمعرفة المزيد من مسببات هذا المرض. ورغم أنه ليس في حكم المؤكد، أن مرتكب مذبحة فرجينيا مصاب بالفصام إلا أن الأدلة التي تركها قبل ارتكابه الجريمة، جعلت الأطباء ينظرون إليه نظرة مختلفة عن نظرة رجال القانون والشرطة، وهي نظرتهم إلى إنسان مريض يحتاج إلى علاج، والمكان الطبيعي له هو المستشفى وليس السجن أو غرفة الإعدام. ويرى القانونيون أن العقوبة يجب أن تنفذ على مرتكب الجريمة كنوع من الرد بغض النظر عن المسببات الخارجة عن إرادته غير أن بعض مرتكبي الجرائم نجوا بأنفسهم من عقوبات الإعدام أو السجن المؤبد، بسبب حالته العقلية، ومن بين هؤلاء الأميركي جون هينكلي الذي أطلق النار أمام أحد فنادق واشنطن على الرئيس الأسبق رونالد ريغان، فأصابه في ذراعه، كما أصاب سكرتيره الصحافية جيمس برادي بعاهة دائمة جراء طلقة استقرت في رأسه. ومن اللافت للنظر أن مرتكب جريمة محاولة اغتيال ريغان يقيم حاليا في مستشفى سانت إليزابث في واشنطن، حيث يعامل كمريض يستحق الرعاية أكثر منه سجينا يتحتم التحفظ عليه. ويعود السبب في إحالة جون هينكلي إلى المستشفى، بدلا عن السجن الطبيعي الذي يحال إليه المجرمون إلى وضعه العقلي وقت ارتكابه الجريمة والدافع الغريب الذي اقتنع المحققون أنه راجع إلى اضطراب نفسي وهو محاولة القاتل إلى لفت انتباه الممثلة جودي فوستر التي كان هينكلي يهيم في عشقها، وهي ترفض مجرد الرد على اتصالاته. لقد أوضح التحقيق أن جون هينكلي شاهد فيلم «سائق التاكسي» أكثر من 15 مرة، وتعلم من الفيلم استخدام المسدس، والتخطيط لارتكاب الجريمة، وحصل على جدول تحركات الرئيس ريغان من الصفحة الرابعة في واشنطن بوست، وكانت أول عبارة يقولها للشرطة السرية فور اعتقاله في مسرح الجريمة هي: هل سيتم تأجيل توزيع جوائز الأوسكار في تلك الليلة بسبب ما حدث؟ ومن المفارقات أن التأجيل قد تم بالفعل، ولدى استجواب الرجل اتضح أنه مضطرب نفسيا بالفعل ويستحق الشفقة. ولم يسلم العالم العربي أيضا من الجرائم البشعة التي يرتكبها مرضى كان حريا بالمجتمع أن يلتفت لخطورة مرضهم قبل أن يرتكبوا جرائم بعضها مقزز ومثير لأقوى حالات الأسى ومن الأمثلة على ذلك ما أوردته الصحف الكويتية عن جريمة ذبح مأساوية ارتكبها أب ضد ابنته. ووفقا لما تداولته تلك الصحف، فإن الكويت شهدت العام الماضي واحدة من ابشع الجرائم عندما اقدم مواطن على نحر ابنته، 13 عاما، بسكين بعدما قيد يديها وهي تتوسل اليه «يبا.. تعورني.. يبا تعورني»! واعترف القاتل ويدعى «عدنان. ع» بارتكابه الجريمة لأن ابنته خالفت توجيهاته! واعترف ايضا بأنه طلب من ابنته التشهد قبل ان ينحرها، ففعلت. وقد نحرها اولا من رقبتها فنزفت دما وهي تصرخ «يبا لحق علي»، لكنه تركها واستل السكين غير الحادة مجددا ثم اكمل نحرها! وسط ذهول اشقائها الأربعة الذين دعاهم «الوالد» الى مشاهدة الجريمة. وحسب اعترافات القاتل، فإنه قيد ابنته اولا ثم عصب عينيها وانها ظنت في البداية انه يداعبها، لكنها توسلت اليه، عندما بدأ نحرها، بألا يقتلها. وقالت صحف الكويت في تلك الفترة ان القاتل موظف في وزارة الاوقاف، وهو من جماعة «التكفير والهجرة»، وسبق ان سجن في السعودية عاما ونصف العام بسبب اعتناقه افكارا تكفيرية. وما تقدم ليس مشهدا سينمائيا، بل جريمة حقيقة ارتكبها الأب الذي استقبلته طفلته بفرح، فما كان منه إلا أن أفرغ شكوكه في ابنته بتلك الطريقة المأساوية. ويرى المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه لا يجب إنزال عقوبة الإعدام على المجرم غير المحترف، مهما كان عدد ضحاياه أو بشاعة ما ارتكبوه، لأن من يطلق عليه مجرم اصطلاحا ما هو إلا ضحية لأمراض نفسية عجز المجتمع عن تلافي خطورتها، قبل أن يرتكب الضحية المفترض جريمته الخارجة عن إرادته. غير أن أجهزة الضبط ورجال الشرطة، يرون أن العقوبات ضرورية في المجتمعات الموبوءة بالجريمة، حيث أنها تردع الآخرين عن ارتكاب جرائم مماثلة، ويركز البعض هنا على عقوبة الإعدام كرادع.
وقد توصَّل روجر وود، مدير مركز علوم الجريمة في جامعة أوكسفورد البريطانية، إلى نتيجة مغايرة في بحث بعنوان «عقوبة الإعدام من منظور عالمي» الصادر عام 1966، غير في حينه الكثير من المسلَّمات، حيث رأى أن البحث العلمي أخفق في أثبات أن عقوبة الإعدام وسيلة للردع ضد الجريمة أنجع من السجن المؤبَّد، واستبعد أن يتم التوصُّل إلى مثل هذا البرهان في المستقبل. أما القاتل الذي يجمع الأطباء ورجال القانون على استحقاقه للعقوبة، فهو القاتل المحترف الذي قد يكون له دوافع مرضية، ولكنه يرتكب جرائمه وهو في كامل قواه العقلية مع سابق الإصرار والترصد، ولن يؤدي الإحجام عن عقابه سوى إلى تشجيع غيره في ارتكاب المزيد من الجرائم. والفرق بين القتل الاحترافي والقتل الجماعي الطارئ، هو أن القاتل المحترف يرتكب جرائم متعددة، وينجح في إخفاء ارتكابه الجريمة لأسابيع أو أشهر، وربما سنوات، ويتمتع المجرم بذكاء وذهنية متقدة في حين أن مرتكب المذابح الجماعية أو من يطلق النار عشوائيا، فإنه يسعى في النهاية إلى الانتحار ويحرص أن يحتفظ لرأسه بالطلقة الأخيرة، كما فعل الشاب الكوري، كما أنه في الغالب لا يوجد له سجل في القتل مثلما هو الوضع لدى القاتل المحترف، ولكن يبقى السبب الغالب لارتكاب الجريمة لديهما معا هو الانفصام في الشخصية. ومن الجرائم التي هزت العالم العربي في عام 2006 ويعتقد الأطباء أن سببها هو الإصابة بالانفصام في الشخصية تلك المذبحة التي ارتكبها مريض نفسي من أهالي عزبة شمس الدين ببني مزار في مصر، واشتهرت باسم مذبحة بني مزار حيث راح ضحيتها عشرة أشخاص وتوصلت التحريات إلى أن مرتكبها محمد أحمد محمد عبد اللطيف 27 سنة، هو مريض بانفصام في الشخصية، وقد أدلى المتهم باعترافات مثيرة تؤكد هذه الفرضية من دون أن يبرر جريمته الشنعاء قائلا: إنه تسلل ليلا مستغلا صقيع الليل، واستغراق الجميع في النوم بعد أن دخل إلى منازل ضحاياه من خلال تسلق سلم خشبي من خلف البيوت، ثم انهال عليهم بساطور وهم نيام، وقد اشتبهت الشرطة فيه من خلال جلبابه الملوث بالدماء، الذي حاولت أسرته إخفاءه وفقا لما نشرته الصحف المصرية في ذلك الوقت. وبعد إعادة مناقشته واستجوابه عدة مرات، اعترف بارتكابه الجريمة تفصيليا، وقد اصطحبت النيابة القاتل لتمثيل كيفية تنفيذه الحادث. وأظهرت تصرفاته أنه شخص غير سوي وإلا لما ارتكب جريمته بمثل تلك الوحشية. وينصح الأطباء وعلماء النفس أقارب المريض أن يلتفتوا للأعراض التي قد تصيبه حتى يمكن تلافيها قبل أن يرتكب جريمة في حال تفاقم المرض، ومن الأعراض التي يشير إليها الأطباء إلى الفصام على وجه التحديد بأن المصاب به يشعر بأن بعض الأفكار قد حشرت في ذهنه من قبل قوة خارجية، بشرية أو غيرها، أو أن بعض أفكاره قد سحبت وأخذت من رأسه من قبل هذه الجهة الخارجية. وقد يشعر بأن الآخرين يستطيعون أن يعرفوا ماذا يدور في ذهنه. وقد يصل إلى حد يسمع فيه أفكاره، وكأنها تصدر من آخرين قبل أن يفكر هو فيها أو تخطر في باله. بالإضافة إلى أنه قد يسمع بعض الأصوات تحوي مضموناً ناقداً للمريض مهدداً له. وفي بعض الحالات يصاحب ذلك تهيؤات سمعية وبصرية، حيث يرى المريض أشكالاً وهمية خيالية لا وجود لها. وتكون عند المريض أفكار خاطئة يتمسك بها رغم الجدل والنقاش فلا يتخلى عنها. ويسبب الفصام صعوبات كثيرة للذين يعيشون مع المريض من أهل وأصدقاء، ويجب عليهم التعامل مع المريض بروية وصبر. ومن المهم جدا الانتباه إلى أن الشخص الواحد قد يصاب بأكثر من حالة نفسية، وليس من مرض واحد فقط، وفي الغالب ما يرافق مرض الانفصام نوع من الرهاب والخوف من المجتمع المحيط بالمريض، كما تنتابه حالة شديدة من الذعر أو الخوف بحيث لا يستطيع السيطرة عليه، ولا يستطيع الآخرون التخفيف من حدته عن طريق تطمين المصاب بأن الأمر غير مخيف بالشكل الذي يبدو عليه أو يتصوره. وتكون ردة الفعل عادة من هذه الرهبة الشديدة تجاه أمر ما، غير متكافئة أو منسجمة مع ما يحدثه هذا الأمر من الخوف أو الرهبة. وتراه يتجنب هذا الأمر المخيف مهما كان الثمن، بشكل يؤثر في حياته اليومية، ولكن إذا ما شعر المريض أن المجتمع يتآمر إليه فإن حالته تكون قد وصلت إلى مرحلة الخطر وربما يفكر في الانتقام من المجتمع كما فعل الطالب الكوري الذي اعتبر نفسه سلفا ضحية وليس مجرما، وهو بهذا الاعتقاد قد لا يستحق الشفقة على ما ارتكبت يداه من إزهاق للأرواح ولكنه يستحق من المجتمع أن يدرس الأسباب التي أدت إلى هذه الجريمة، وما زال أمام علماء النفس طريقا طويلا لمعرفة شخصية القاتل وسبر أغوار دوافعه الدفينة التي كثيرا ما تظهر على شكل مبررات واهية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة