مليونية الرابع و العشرين من يناير ٢٠٢٣م المخصصة للمطالبة بالقصاص من قتلة الثوار و منع الافلات من العقاب ، و الشعار الاساسي " صحة و تعليم مجان و الشعب يعيش في امان و العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل". الاندفاع كما هو ، و الاعداد وازنة في المدن الثلاث ، و انخراط الجماهير الواقفة على الرصيف في المواكب والتحامها بطلائع الحراك في تزايد ، و هو أمر يزيد من قلق جنرالات الإنقاذ و شركائهم من التسوويين ، و حق لهم ان يقلقوا و يخافوا ، لان شراكة الدم الجديدة في خطر. و لكن هذا لم يمنع كتاب التسوويين من الاصرار على الكتابة التضليلية لتغبيش الوعي و تمرير التسوية. وهم مازالوا يصرون على ان إسقاط التمكين و هزيمة اللجنة الامنية للإنقاذ وقيادات الذراع الامني العسكري ، لا يمكن ان تتم الا عبر انقلاب عسكري او جيش يدخل العاصمة القومية من خارجها. و بالرغم من اننا سبق ان رددنا على هذه الإدعاءات كثيرا ، و اوضحنا ان تكوين كتلة حرجة لاسقاط النظام عبر العصيان المدني و الإضراب السياسي العام هو الطريق المجرب ، و هو لا يحتاج إلى انقلاب و لا جيش يفتح الخرطوم ، و ان التدرج مستحيل و تجربة الوثيقة الدستورية المعيبة واضحة وشاخصة، إلا أن هؤلاء المضللين ما زالوا يرددون هذا الخطاب المهزوم. فهم عمليا يقولون أن النخبة (يقصدون انفسهم في الحقيقة) طالما أنها فاشلة في هزيمة الذراع العسكرية الأمنية للانقاذ ، لا مجال امامها سوى ان تتصالح مع هذه الذراع المعادية للثورة وتصبح شريكة للإنقاذ بهدف تفكيك دولة تمكينها و الإنتقال لدولة ديمقراطية!!! و ليس هناك ما هو أكثر فضائحية من هذا المنطق السقيم. إذ لا يستقيم عقلا و لا منطقا ان يشاركك التمكين في تفكيك نفسه ، و يسمح لك بغباء بالتدرج في إزالته عبر شراكة له فيها اليد العليا ، ان دخلتها بإقرارك بعد الفشل في هزيمة الشريك. و السؤال لهؤلاء هو من قال ان العصيان المدني و الإضراب السياسي لن يسقط الذراع الامني العسكري للإنقاذ ؟ و من قال ان اللحظة الثورية لن تقود إلى انقسام في معسكر القوى المضادة للثورة ؟ و من قدم ضمانات الا يحدث انحياز حقيقي لا انقلاب قصر في لحظتها من بعض العسكريين للشارع الثائر ؟ و من قال أصلاً ان الشارع قد فشل في إسقاط سلطة التمكين ؟ هل لان هؤلاء المضللين قد حددوا له سقف زمني للنجاح و لم ينجح ؟ و هل النجاح في إسقاط النظم الديكتاتورية يقاس بسقف زمني محدد ام بشروط التراكم ؟ الحقيقة هي ان هؤلاء الكتاب يتعاملون مع الثورة بفهم من استاجر دراجة لفترة زمنية محددة ، و الثورة ليست دراجة مستاجرة بل فعل اجتماعي له قوانينه. يتلازم مع هذه الكتابات ، الخطاب التضليلي الآخر حول انجازات شراكة الدم الاولى ، لتسويق شراكة الدم الجديدة. لتحدثنا (قحت) حول انجازها للسلام و رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، و التقدم في مسالة اعفاء الديون الخارجية ، لتقنعنا بأن المشكلة ليست الشراكة بل تغول الشريك و قيامه بالانقلاب الثاني. و الحقيقة هي انه ليس هناك سلام ، فاتفاق جوبا هو محاصصة لم و لن تجلب سلاما و نتيجتها واضحة ، اما رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، فقد تم لأن الدول الاستعمارية راغبة في ادخاله دائرة عبودية الديون، و جاء نتيجة للابتزاز من اجل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي المحتل ، و هذا أيضاً سبب محاولة ادخال السودان ضمن دول الهيبك في تيعية اقتصادية مطلقة لصندوق النقد الدولي. و السؤال هو كيف تتم معالجة للاقتصاد في ظل سيطرة العسكر و جهاز الامن عليه، و خروج ٨٢٪ منه حسب حمدوك عن سيطرة الحكومة ؟؟ ما حدث في شراكة الدم الاولى ليس له اي انجازات ، لأنه قيض للتمكين الاستمرار عبر شراكة اسست لها الوثيقة الدستورية المعيبة، التي اعطت اللجنة الامنية للإنقاذ اليد العليا و مكنتها من السلطة ، وفي ظل استمرار التمكين و التبعية للدول الاستعمارية ووكلائها الاقليميين ، الانتقال من دولة التمكين الى دولة المواطنة هو سابع المستحيلات. ومفاد ماتقدم ، هو ان خطاب التسوويين ينطلق من مواقع الاقرار عمليا بالهزيمة ، لتسويق الاستسلام و الشراكة مع العصابة الحاكمة ، و هذا يستلزم الدفاع عن شراكة الدم السابقة التي احتوت الثورة تحت سقف الإصلاح لنظام الإنقاذ غير القابل للاصلاح و المنتهي الصلاحية بأمر الشعب. وفي مقابل هذا الخطاب التضليلي المهزوم ، يقول الشعب كلمته و يكررها بإستمرار " صحة وتعليم مجان و الشعب يعيش في امان والعسكر للثكنات و الجنجويد ينحل". وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! ٢٤/١/٢٠٢٣
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة