سبق أن أشرت فى مقال سابق إلى مقارنة بين أنماط سلوك القيادات العسكرية خلال الفترة الانتقالية لانتفاضة 1985 وثورة ديسمبر المجيدة 2019 ، من خلال قراءة فى مذكرات د. امين مكي مدني رحمه الله ، وقد لفتت إنتباهي مؤخرا إقالة العقيد ابراهيم الحوري من رئاسة تحرير صحيفة القوات المسلحة ، وقد ذلك إلى ذكرتي ماحدث من إقالة لأحد الضباط الكتاب بصحيفة القوات المسلحة خلال الانتقالية لانتفاضة 1985 والذي قام بالهجوم على القوى السياسية والتجمع الوطني ( ونعتهم بالعمالة و أنها طابور خامس ، عندما تحدثت تلك القوى عن أن السلام والحوار مع الحركة الشعبية هو الحل الامثل أستمرت الصحيفة في الهجوم من خلال مقال اسبوعي كالت فيه ما كالت من من اتهامات بالعمالة وأن الجيش لديه القدرة على الاستيلاء على زمام الأمور بصورة تسكت التجمع وصحفه واحزاب ) ، وقد دفع هذا الهجوم النائب العام في ذلك الوقت الاستاذ/عمر عبدالعاطي لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الضابط كاتب المقال وتم أعتقاله والتحقيق معه بل وطرده من الخدمة بواسطة القوات المسلحة حسب ماورد بالمذكرات ، بمقارنة هذا الكلام مع ما كتبه العقيد إبراهيم الحوري الذي قال (إن ساعة الصفر ميقات زماني قادمٌ لا محالة ؛ إذا كان منهج القوى السياسية مازال محفوفاً بسلوك الغبينة ودس المحافير، والتطاول على القوات المسلحة، ونسيان وتناسي هموم المواطن، وتأجيج الفتن لتأليب الرأي العام على ثوابت البلاد ومقدراتها أنّ ساعة الصفر تعبر عن قرارات لا تنقصها الجرأة أو الحكمة المعمول بها في منهج الجيش الذي مازال ينتظر أن تعود الأحزاب لرشدها وتعلن توحدها وتقدم ما هو ملموس وعملي في مستقبل حكم السودان ) . نلاحظ عنجهية الخطاب فى المقالين والتى توضح بجلاء الأوهام التى تسند اليها منهجية تفكير القيادات العسكرية عبر التاريخ ، التى ترى أنها تمن علينا كمدنيين اذا سمحت لنا بأن نحكم أنفسنا بأنفسنا ، ولكن في نفس الوقت قراءة إقالة العقيد إبراهيم الحوري مع إقالة ذلك الضابط سنة 1985 يوضح أن القيادات العسكرية تتدفع بمثل هؤلاء الضباط لاداء تلك الادوار المرسومة ثم تقوم باقالتهم بعد ذلك لتهيئة المسرح للعرض القادم
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 15 2022