البروفيسور ديفيد فاسكيز غوزمان (المسكيك) يكتب عن كتاب: التنمية الحرية- محمود محمد طه وأمارتيا كوما

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2022, 07:20 PM

عبدالله الفكي البشير
<aعبدالله الفكي البشير
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البروفيسور ديفيد فاسكيز غوزمان (المسكيك) يكتب عن كتاب: التنمية الحرية- محمود محمد طه وأمارتيا كوما

    06:20 PM November, 15 2022

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الفكي البشير-كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    البروفيسور ديفيد فاسكيز غوزمان (المسكيك) يكتب عن كتاب: التنمية الحرية- محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقارنة)

    مراجعة كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية الحرية- محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقارنة)، 2022، للدكتور عبد الله الفكي البشير
    Review of the Book: Post Economic Development Themes: Development as Freedom, Mahmoud Mohamed Taha and Amartya Kumar Sen (A Comparative Approach), 2022, by Dr. Abdalla Elfakki Elbashir


    بقلم البروفيسور ديفيد فاسكيز غوزمان David Vázquez-Guzmán
    أستاذ وباحث اقتصادي
    قسم العلوم الاجتماعية والاقتصادية
    جامعة مدينة خواريز المستقلة، المكسيك
    Autonomous University of Juarez City, Mexico

    ترجمة بدر موسى


    كتاب الدكتور البشير هو قراءة منعشة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية

    كتاب البشير دعوة لدراسة جذور التنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي، ويدعو القارئ إلى التفكير في الجذور المشتركة في كل من الثقافة الغربية والفكر الإسلامي

    يثيرنا ويحفزنا كتاب البشير فكريًا لدراسة الروابط الفلسفية بين اللاهوت الغربي (الكاثوليكي على سبيل المثال) والدين الإسلامي كما هو واضح في أعمال الفيلسوف ابن رشد

    يدرس البشير كتابات أمارتيا سن بعمق ويربط بعضًا من تفكيره مع تفكير السيد طه، لذلك يترك أجندة مفتوحة لما يسميه بفكرة “Intellectual Convergence”، "التقارب الفكري"

    بالنسبة للمتخصص في اقتصاد التنمية، فإن الكتاب التفسيري للدكتور عبد الله الفكي البشير حول مقارنة وجهات نظر السيد محمود محمد طه والبروفيسور أمارتيا كومار سن، هو قراءة منعشة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية.
    هذا الكتاب هو تقدير محترم لمساهمات كل من: السيد محمود محمد طه والحائز على جائزة نوبل أمارتيا كومار سن في مجال الحرية الفردية والتنمية الاجتماعية. قصة السيد محمود محمد طه محزنة، لأن الأمر قد انتهى به إلى التضحية بحياته من أجل مُثله العليا في التطور التدريجي، وهذا تذكير بأن التخلف عادة ما يكون مصحوبًا بتعصب خالص. تم إعدام السيد محمود محمد طه من قبل خاطفيه في السودان في 18 يناير عام 1985، لمجرد أنه كان ينوي تكييف التفكير الديني لمجتمعه مع التحديات الجديدة التي كانت تمر بها بلاده. فقد تمكن السيد طه من رؤية البؤس وعدم المساواة وقلة الفرص في بلاده أوانئذ، فأراد أن يفعل شيئًا حيال ذلك. كانت رؤيته للحرية الفردية والوصول إلى الخدمات والفرص شيئًا حاول توصيله أثناء تعرضه للهجوم والاضطهاد والسجن أحيانًا. هنا، يرتبط المنظور الواضح للحرية الفردية الذي كان لدى السيد محمود محمد طه ببراعة من قبل الدكتور البشير بمُثُل الحريات والقدرات المعروفة كثيرًا في دراسات التنمية التي أجراها البروفيسور أمارتيا كومار سن.
    بالنسبة لأولئك الذين يتابعون عمل البروفيسور سن في مجال التنمية الاقتصادية، فإن عمل الأستاذ البشير حول مساهمات طه هو رابط منعش يجعلنا نفكر في كيف يمكن أن يكون للأيديولوجيات الأساسية في أدبيات الرفاهية جذوراً مشتركة. البروفيسور سن ومساهماته الأساسية في مجال الاقتصاد، حيث غيّر طبيعة منهجية التنمية من كونها عادة إلى جانب العلم، ولكن لتكون جزءًا من الدراسة السائدة في الاقتصاد، هي حقيقة ثابتة مفادها أن كل ما نعرفه ونقدره يرتبط بالتنمية الاقتصادية. إن منظور البروفيسور سن الفردي الواضح في كتابه: Development as Freedom (1999) ، "التنمية حرية"، من بين كتابات أخرى، هو حجر الزاوية في التنمية الإنسانية، لأننا تعلمنا أن الوصول إلى السلع والخدمات فقط ليس كافيًا لإكمال التقدم البشري، ولكن أيضًا، وربما الأهم من ذلك، الطريقة التي نبني بها المجتمعات ، بحرية وبمشاركة في بيئة متعددة الأبعاد، فهي مهمة أيضًا. هنا يدرس البشير كتابات سن بعمق ويربط بعضًا من تفكيره مع تفكير السيد طه، لذلك يترك أجندة مفتوحة لما يسميه فكرة "التقارب الفكري" “Intellectual Convergence”، وهو مفهوم يقول إنه بالإمكان أن تكون هناك الروابط المشتركة بين فروع رأس المال البشري.
    كتاب الدكتور البشير دعوة لدراسة جذور التنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي ، ويدعو القارئ إلى التفكير في الجذور المشتركة في كل من الثقافة الغربية والفكر الإسلامي. على سبيل المثال، أتذكر أن أحد أبطال هذا المجال، محبوب الحق، وهو مسلم مخلص توفي للأسف في عام 1998 وكان صديقًا محبوبًا للبروفيسور سن، وقد تم التقليل من شأنه. إن النهج متعدد الأبعاد لقياس التنمية الذي كان السيد حق متحمسًا له، كما هو واضح في صياغة تقارير التنمية البشرية للأمم المتحدة، وقد كان السيد حق مساهمًا أساسيًا فيها، وقد يكون هناك أيضًا نموذجاً إسلامياً لمفهوم الحرية. من ناحية أخرى، يثيرنا ويحفزنا كتاب البشير فكريًا لدراسة الروابط الفلسفية بين اللاهوت الغربي (الكاثوليكي على سبيل المثال) والدين الإسلامي، كما هو واضح في أعمال الفيلسوف ابن رشد Averroes.
    عموماً، إن كتاب الدكتور البشير هو تمرين فكري محفز. وهو دعوة مقارنة تجعلنا نفكر بطريقة متسامحة، مفادها أننا، وبعد كل شيء، ربما لا نكون مختلفين إلى هذا الحد، وأن التنمية الإنسانية مهمة متعددة الأوجه وتستحق كل جهد ، سواء كانت بحجم الأرض أو بحجم سمكتين و خمسة أرغفة من الخبز ، وبالتالي فإن كل مساهمة ربما تزيد من مستوى تطور كل شخص في هذا العالم المتخلف.

    من المترجم: وصف الكتاب وهيكله:
    لقد صدر الكتاب في الطبعة العربية الأولى في بداية هذا العام، ثم جاءت الطبعة الثانية عن دار بدوي للنشر، كونستانس- ألمانيا في يونيو 2022، وصدرت الترجمة إلى اللغة الإنجليزية عن مركز أسبلتا للاستنارة والنشر، أيوا، الولايات المتحدة، في أغسطس 2022.
    يقدم الكتاب مقاربة بين المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، صاحب الفهم الجديد للإسلام، الذي حُكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم في العاصمة السودانية، الخرطوم في 18 يناير 1985، وعالم الاقتصاد والفيلسوف الهندي أمارتيا كومار سن Amartya Kumar Sen، الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1998، وأستاذ الاقتصاد والفلسفة، حالياً، بجامعة هارفارد، الولايات المتحدة. تمحورت المقاربة حول رؤية كل منهما للتنمية. جاءت رؤية سن في كتابه: DEVELOPMENT AS FREEDOM (1999)، وقد نُشرت نسخته العربية بعنوان: التنمية حرية: مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والتخلف (2004). وهو يرى بأن الحرية هي غاية التنمية وهدفها الأسمى ووسيلتها الأساسية، وأن التنمية ما هي إلا عملية توسيع في الحريات الحقيقية التي يتمتع بها الناس، وأن الإنسان هو محورها وغايتها. والتنمية، عنده، لا تتحقق بزيادة الدخل فحسب، وإنما عبر تعزيز قدرات الناس. فالقدرات تُمكن من فرص الاختيار وصنع الحياة، والحرمان منها هو مقياس للفقر أكثر اكتمالاً من مقياس الدخل. احتفى العالم احتفاءً واسعاً بالكتاب، إذ وصفه البعض بأنه أول كتاب في تاريخ الفكر الإنساني يجمع في طرحه بين التنمية والحرية. ورأى البعض الآخر أن سن نجح في تحرير التنمية من الاتجاهات المسيطرة والمفاهيم السائدة، فقد أختزل السياسيون والاقتصاديون التنمية في عبارة التنمية الاقتصادية، ووصفوها بتعابير الدخل والناتج المحلي الاجمالي GDP. أيضاً، تبنى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أفكار سن ووصفه برائد الاقتصاد الأخلاقي، كونه خرج بمفهوم التنمية من الفاعلية الاقتصادية، إلى مفهوم التنمية بوصفها حرية، وأن الإنسان محورها. وظل الإطار المفاهيمي لتقارير الأمم المتحدة ومشاريعها عن التنمية، يستند إلى فكر سن وأعماله.
    يكشف الكتاب عن أن ما قدمه سن يتفق كثيراً مع ما طرحه طه منذ خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، في العديد من كتبه وأحاديثه. فالإنسان الحر، عند طه هو هدف التنمية وغايتها. والتنمية الاقتصادية، عنده، بدون اعطاء العناية بالفرد وحريته مكان الصدارة، منخذلة، ومنهزمة، وفاشلة منذ البداية، لأن الناس هم الثروة الحقيقية. وهو يقول: "لنجاح التنمية... لابد من الحرية"، وهذا ما عبَّر عنه سن، قائلاً: "الحرية مركزية لعملية التنمية". ويكاد قول سن: "إن المسئولية تقتضي الحرية"، يوافق قول طه: "إن الحرية مسئولية". كذلك يرى سن بأن: "الحرية الفردية في جوهرها منتج اجتماعي"، وهذا عين ما قاله طه: "المجتمع وسيلة موسلة لحرية الفرد". أيضاً ما جاء في غلاف الترجمة العربية لكتاب سن: "مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والتخلف"، وهو محور موضوع كتابه، يتشابه، لما يقرب لحد التطابق، مع قول طه: "للفرد على الحكومة حق تحريره من الخوف، ومن الفقر، ومن الجهل، ومن المرض". ويأتي التشابه كذلك في رؤية كل منهما عن التعليم ودوره في زيادة الإنتاجية، فهو عند سن تمليك للقدرة، بينما يُعَرِّف طه التعليم، قائلاً: "بإيجاز نُعَرِّف التعليم بأنه اكتساب الحي للقدرة". أيضاً عبَّر كل منهما عن قضية اليوم، يقول سن "الحرية مهمة بشكل حاسم الآن"، ولا يختلف هذا القول مع قول طه: "الحرية هي طِلْبَة واحتياج إنسان اليوم". وهكذا، فالكتاب في مقاربته يقدم المزيد من نماذج الاتفاق والتشابه والتقاطعات بينهما.

    هيكل الكتاب
    تهيكل الكتاب في ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة، إلى جانب فهرس الأعلام وثبت المصادر والمراجع. قدم الفصل الأول تعريفاً بأمارتيا سن والصدى العالمي لكتابه: التنمية حرية، وسلط الفصل الثاني الضوء على محمود محمد طه والفهم الجديد للإسلام والترجمة لأعماله. وتناول الفصل الثالث "منظور الحرية"، فوقف عند الحرية باعتبارها غاية التنمية ووسيلتها الأساسية، وأن الحرمان من القدرات مقياس للفقر أكثر اكتمالاً من مقاس الدخل، والحرية الفردية منتج اجتماعي، وافتقاد الحرية والأمن الاقتصادي. ودرس الفصل الرابع أهمية الديمقراطية باعتبارها العنصر الجوهري في عملية التنمية، وتناول الترابط المتبادل والمتداخل بين الحريات السياسية (الديمقراطية) والاحتياجات الاقتصادية، والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية وسيلة لإنجاب الأحرار من العبيد والفوضويين، والديمقراطية والنمو الاقتصادي، وكما وقف عند السؤال القائل: هل ينجح الحكم الاستبدادي في النهوض بالنمو الاقتصادي؟
    وخصص الفصل الخامس للأسواق والدولة والفرصة الاجتماعية، فتناول الأسواق والحرية والعمل واستمرار واقع العبودية، والتحرير من الخوف هو الطريق لاستئصال العبودية، واقتصادات الطريق إلى العبودية، والملكية للجماعة لا للدولة، ومن عدم مساواة الدخل إلى عدم المساواة في توزيع الحريات والقدرات، والحرية موؤدة في النظامين الرأسمالي والشيوعي، وحاول الفصل الإجابة عن السؤال القائل: هل يمكننا فهم فشل الاشتراكية في شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي في ضوء المشكلات الاقتصادية وحدها؟ وناقش الفصل السادس "فعالية المرأة والتغيير الاجتماعي"، من خلال عدة محاور منها: من الدعوة لرفاه المرأة إلى تجسيد فعالية المرأة وتأكيد دورها، وتقييد فعالية المرأة يلحق الضرر البليغ بحياة جميع الناس (الرجال والنساء والأطفال)، واستقلال المرأة الاقتصادي، ورؤية كل من طه وسن تجاه عمل المرأة وإنتاجها في البيت. ووقف الفصل عند مفهوم البيت عند محمود محمد طه، ورؤيته تجاه أثر التفكير الرأسمالي والتجارب الاشتراكية في تهميش إنتاج المرأة، ودعوته لإعادة النظر في تعريف وتقييم إنتاج المرأة في البيت ليكون بمثابة تخصص، ومطالبته بأن تدخل عمل المرأة في المنزل ضمن تقييم الدولة الاقتصادي.
    ودرس الفصل السابع "الاختيار الاجتماعي والسلوك الفردي"، فركز على استخدام العقل من أجل النهوض بالمجتمعات، والتغيرات المقصودة والنتائج غير المقصودة، والقيم الاجتماعية والمصلحة العامة، ودور القيم في الرأسمالية، وأخطر التحديات التي تواجه الرأسمالية، البيئة والقوانين المنظمة والقيم، ومشاركة الجماهير بفعالية في عملية التغيير. وركز الفصل الثامن على "الحرية الفردية التزام اجتماعي"، فوقف عند المحاور الآتية: التكافل بين الحرية والمسئولية، والواجب والمسئولية تجاه تغيير العالم وتطويره، والعدالة والحرية والمسئولية، والمسئولية الاجتماعية، رأس المال البشري والقدرة البشرية كتعبير عن الحرية.
    وخلص الكتاب في خاتمته إلى أن هذه المقاربة بين طه وسن، قد عبَّرت عن نوع من أنواع اللقاء بين العقول الكبيرة، حيث كشفت عن اتفاق كبير، وتشابه في الأفكار والآراء التنموية بينهما. الأمر الذي يجعلنا نقف، ونحن نعيد اكتشاف مشروع طه الفكري، أمام رؤية فكرية تجاه التنمية تتسم بالعلمية والأصالة والجدة والثراء والثورية، إلى جانب المواءمة Relevance للواقع، فضلاً عن كونها تقع ضمن مشروع فكري كوكبي حيوي وواعد. تَبين بأن المشروع يخاطب قضايا الواقع، ويقدم التشخيص والحلول، ويسعى إلى تحقيق التنمية وإحداث التغيير الجذري من خلال تحرير الإنسان من الخوف والجهل والفقر والمرض، وإقامة السلام على الأرض وفي القلوب والنفوس البشرية. ولعل العقول الكبيرة، المشغولة بالإنسان وكرامته، والساعية في سبيل إقامة السلام، وأنسنة الحياة وتعميرها، تلتقي في أطروحاتها أو في بعضها، حتى ولو اختلفت المنطلقات والمناهج والمرجعيات الثقافية والفكرية. فاللقاء بين العقول الكبيرة هو الوضع الطبيعي، طالما ظلت الإنسانية هي هويتها ومرجعيتها وغايتها، ويكون من غير الطبيعي ألا تلتقي. ولكن ليس شرطاً أن يكون الاتفاق التام. فلقد التقى طه وسن في رؤيتهما تجاه التنمية، مع اختلاف المناهج والمرجعية الثقافية والفكرية، وفي ظل اتفاق على الغاية، وهي الإنسان وكرامته. ومثل هذا اللقاء، في تقديري، يجب أن يكون موضعاً للشراكة في الاحتفاء والاهتمام. كون اللقاء بين العقول الكبيرة في ساحة الإنسانية، يُرفع من مستوى الحوار، ويُخصّب الحياة، ويثري التراث الإنساني، من خلال اتاحته لفرص التعارف بين العقول، والتلاقح بين الثقافات، والتصاهل بين الأفكار والأطروحات، إلى جانب أنه يُهيئ للناس أن يجتمعوا على الأصول الإنسانية، فضلاً عن تنمية الوعي بوحدة المصير المشترك.
    ويضيف مؤلف الكتاب، قائلاً: هنا لابد من الإشارة إلى الدعوة النبيلة التي قدمها سن للتداول الصريح حول كتابه. ففي مقدمة كتابته أكد على أهمية دور المناقشات العامة، كونها أداة التغيير الاجتماعي والتقدم الاقتصادي، وأوضح، قائلاً: واتساقاً مع هذه النظرة، فإنني "أقدم كتابي هذا أساساً للتداول الصريح في الرأي وللدراسة النقدية الفاحصة". وعن شعوره إذا ما أثارت دراسته هذه أي اهتمام، وأفضت إلى المزيد من النقاش العام، أعرب، قائلاً: "فإنني هنا يكون لي كل الحق بأن أشعر بأنني كوفئت بخير الجزاء". ولهذا فإن هذه المقاربة تجيء استجابة لدعوة سن هذه، على الرغم من اختلاف المنطلقات والمناهج والمرجعيات بين سن، الذي يتقفى أثر العلم المادي التجريبي، وطه الذي يقدم الفهم الجديد للإسلام.
    يقول مؤلف الكتاب أن سن انطلق في رؤيته تجاه التنمية من تخصصه العلمي وخبرته التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، في مجال الاقتصاد والتنمية والفلسفة، والعمل في المؤسسات الدولية، مستخدماً المناهج العلمية الحديثة، كما وصف نفسه في كتابه، قائلاً: "As a nonreligious person" (أي لا ديني) ، بينما انطلق طه في رؤيته من مرجعية الفهم الجديد للإسلام، وهي القرآن في مستوى آيات الأصول (الآيات المكية)، وقد وسمه بـ الرسالة الثانية من الإسلام. ويقوم هذا الفهم، كما بيَّن طه، على ما بعد العقيدة، حيث يبدأ العلم، في حين يقوم الفهم السائد للإسلام، على مستوى العقيدة. يقول طه: "حين كانت معجزة الرسالة الأولى من الإسلام هي بلاغة القرآن، فإن معجزة الرسالة الثانية من الإسلام هي (علمية) القرآن". إن ما خرجنا به في هذا الكتاب يُبين أن طرح الرسالة الثانية من الإسلام تجاه التنمية، جاء سابقاً لآخر أطروحات الفكر التنموي في العالم بنحو ستة عقود من الزمان.
    وخلص المؤلف إلى أن طه كان أسبق من سن فقد طرح رؤيته في كتبه منذ خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، بينما جاءت رؤية سن في العام 1999. ففي الوقت الذي لا يعطي فيه سن اعتباراً للجانب الروحي، فإن طه يرى بأن البيئة التي يعيش فيها الإنسان هي بيئة روحية ذات مظهر مادي. وأن الاضطرابات التي يشهدها عالم اليوم، ترجع إلى سبب أساسي، وهو مدى التخلف بين تقدم العلم التجريبي، وتخلف الأخلاق البشرية. ويرى بإن العلم التجريبي الحديث رد مظاهر المادة المختلفة، التي تزخر بها العوالم جميعها، إلى أصل واحد، هذا الاكتشاف الجديد، كما يرى طه، يواجه الإنسان المعاصر بتحد حاسم، فالعلم المادي التجريبي، والعلم الروحي التجريبي، التوحيدي، اتحدا اليوم في الدلالة على وحدة الوجود. ولهذا فإن عليه أن يوائم بين حياته وبين بيئته هذه القديمة الجديدة، وبهذه المواءمة والتناسق يكون الرجوع إلى الله بعقولنا، بل وبكل كياننا، حتى نحقق العبودية لله. والعبودية لله، عند طه، هي غاية الحرية، وكلما زاد العبد في التخضع لله، كلما زادت حريته. فبالعلم التجريبي لا نستطيع الرجوع إلى الله، وإنما أسرع الطرق للرجوع لله يكون عن طريق الفكر، النابت في البيئة الروحية. والفكر، كما يرى طه، أسرع من الضوء، وبالطبع أسرع من الآلة التي ينجزها العلم التجريبي. ولهذا فإن قواعد الأخلاق البشرية إذا لم ترتفع إلى هذا المستوى فترد جميعها إلى أصل واحد، الأصل الروحي، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد، فإن التـواؤم بين البيئـة، وبيـن الحيـاة البشرية، سيظـل ناقصاً، وسيبـقى الاضطراب الذي يعيشه عالم اليوم مهدداً الحياة الإنسانية على هـذا الكوكب بالعجـز، والقصـور، في أول الأمر، ثم بالفناء والدثور، في آخر الأمر.







    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 14 2022
  • صحيفة : العسكريون يوافقون رئيس وزراء مدني يقود الجيش
  • الصوارمي خالد سعد يعلن عن تكوين قوات مسلحة جديدة


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق November, 15 2022
  • نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميلة منال عوض خوجلي فى رحمه الله
  • أحياء ذكري الشهيدة ست النفور غدا الاربعاء
  • لماذا يريد الفلول كتابة البسملة في الدستور؟
  • شاهد كأس العالم مجانا على القنوات المفتوحة
  • رحيل عضوة المنبر منال عوض خوجلي.
  • رحيل الأستاذة المناضلة منال عوض خوجلي عضو منبر سودانيز اون لاين وعضو محامو الطوارئ
  • يشق علينا نعي المناضلة الأستاذة منال عوض خوجلي ابنة الوطن البارة
  • في محبة شيخ الزريبة الشيخ عبد الرحيم البرعي
  • خالص تعازينا للأخوات العزيزات منى وماجدة في وفاة شقيقتهن منال حوجلي
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022م
  • VIP العضو على عبدالوهاب عثمان انت ضيف لمده 96 ساعه
  • انتقلت الا جوار ربها الاستاذه منال عوض خوجلي لها الرحمه والمغفره والعتق من النار
  • ***** وفاة الزميلة الأخت منال عوض خوجلي لها الرحمة *****
  • بيان السجادة القادرية والحزب الشيوعي
  • لا تأكل أم فتفتت هذه الايام لان كل الضأن يحمل فيروس حمي الضنك
  • ما و من وراء نسف هنا لندن؟؟!!
  • التحقيق مع “السافنا” حول جريمة مقتل تاجر بالولاية الشمالية
  • الكشف عن نصوص تعديلات العسكريين على الوثيقة الدستورية

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 15 2022
  • إضراب حتى الموت !!.. كتبه عادل هلال
  • في رثاء بروفيسور احمد محمد الحسن (٢ ) كتبه زهير السراج
  • تمخض الكيزان فولدوا الصوارمي.. كتبه خليل محمد سليمان
  • البرهان يستنجد باسرائيل لقمع ثورة السودان كتبه محمد فضل علي
  • غرائب الاخبار الدستور والجهر بالبسملة وجهالة الأحادية الشمولية!!! كتبه الامين مصطفي
  • ياسر عرفات (أبوعمار) زعيما وقائدا مناضلا خالدا كتبه محمد الموسوي
  • الارجوزات في السودان كتبه د.أمل الكردفاني























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de