رغم أن نصر حمدوك البارحة لم يكن كبيراً، حيث وضح تشتت مواقف المتظاهرين، لكنه أيضاً يشي بوجود بقية باقية من الشعب لديها الرغبة في التحول إلى حكم مدني. غير أننا يجب أن نكون واقعيين، فالمدنية لا يمكن أن تحدث مع وجود الجيش وجهاز الأمن. والأمر لا يتعلق بكوزنتهما، وإنما بإرثهما التاريخي الذي ليس جميلاً بالمرة. هذا بالإضافة إلى عرقلتهما لأي تحول دموقراطي بسبب الأحزاب التي استخدمت الجيش للانقلاب على غيرها منذ الاستقلال. إن تفكيك الجيش وليس إعادة هيكلته هو المهم -إن كنا نرغب في تحقق التحول الدموقراطي- وأعني بالتفكيك، هو تسريح كل جنوده وضباطه وفق القانون، ثم إعادة بنائه بحيث يمثل جميع الإثنيات والجهويات ووفق نظام اختيار منضبط. وكذلك جهاز الأمن الذي ظل محل صراع مستمر، وآخره صراع نافع قوش. تفكيك الجيش وحل جهاز الأمن هما ما سيحققان بداية صحيحة للتحول إلى المدنية، وبدون ذلك فمن المستحيل أن تقوم للمدنية قائمة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/21/2021