أتساءل عن موعد رفع سرادق العزاء المنصوبة في الخرطوم منذ ما يقارب الإسبوع؟؟ وأتساءل عن موعد عودة الشباب الذين خرجوا في جموع صباح اليوم؟؟ وأتساءل عن إختفاء قائد الدعم السريع عن المشهد برغم سخونة الأحداث؟؟ في مقابل ظهور لافت ل (مني أركو مناوي) وتسيده المنصة في مخاطبة مباشرة لتلك الجموع. وكذلك ظهور جبريل ابراهيم وتبنيه لخطاب مؤيد للجموع المجتمعة منذ مايقارب الإسبوع. الحلف الجديد القديم يتكون من (حميدتي –مناوي- جبريل والبرهان) ومن سخرية المشهد أن الجهة الأضعف هي التي يمثلها البرهان – فالقوات المسلحة تراجعت أسهمها كثيرآ في الفترة السابقة وتواصل رحلتها في التراجع قياسآ لما شهدته الفترة التي سبقت هذه الأحداث من سيولة أمنية وغياب تام للهيبة التي كانت تمثلها هذه المؤسسة العريقة- في مقابل صعود للدعم السريع وقواته وشهدنا تخريج العديد من منتسبي هذه القوة العسكرية – والتي تمددت للدرجة التي وصلت فيها لإحتواء القوات المسلحة داخل إطارها الأمني الذي فرضته بدهاء ومكر ونسبة لضعف البرهان ومواصلته لتقديم فروض الطاعة لقائد الدعم السريع. ولقائد الدعم السريع تصور مختلف تمامآ فيما يبدو – فقد بين زهده في إعتلاء السلطة لذلك لم يسعى لمنصب والي دارفور – لكن الناظر إلى الأمر بعمق يتبين أن للرجل أطماع تتجاوز حدود الإقليم المضطرب منذ بداية الألفية- فالرجل عينه على (القصر المشؤوم) – فكل الظروف مهيأة له لإعتلاء السلطة – عمل الرجل على تمدد قواته وفي ذات الوقت على إضعاف القوات المسلحة وأصبح منتسبيه يخونون ويلومون القوات المسلحة في أداء دورها الإستخباراتي – وما حادثة المتفجرات التي تم إكتشافها ببعيدة – حين ألمح الناطق بإسم الدعم السريع بتقصير القوات المسلحة في أداء دورها المنوط بها – وكانت بداية التمدد حين عقدت شراكة إستراتيجية مع قناة النيل الأزرق وذلك حتى يتم تسويق الدعم السريع كمكون قومي يهدف إلى بسط الأمن في مختلف مدن السودان ولا يحمل نوايا سلطوية- وهكذا بدأ التسويق وبدأت قناة النيل الأزرق تستضيف منتسبيه وتقوم بتغطية فعالياته المختلفة حتى وصل للمرحلة التي أصبح وجوده في الساحة الإجتماعية يتفوق على وجوده في الساحة السياسية فكفل له هذا الغطاء الإجتماعي التمدد والسيطرة - في جانبه العسكري عمل على تعرية القوات المسلحة من الضباط الرافضين لذلك النبت الشيطاني في المنظومة الأمنية فبدأ بفصل وإنهاء خدمة كل من رفع عصا العصيان في وجه أطماعه فاصبحت القوات المسلحة تعاني الضعف بينما الدعم السريع يقوى بالإمدادت ويتمدد بتبرعاته التي شملت حتى أنبياء الأمة (المعلمين) في واحده من أكثر الرسائل إهانه لفئة حملت على كاهلها تربية وتعليم وتثقيف الأمة على إمتداد العصور وظلت تعطي تحت أقسى الظروف دوم منآ أو أذى. المسرح السياسي مهيأ كل الإحتمالات والتي من بينها الصدام – فهل القوات المسلحة جاهزة ومستعدة للقيام بدورها المنتظر والمرجو؟؟ لا أعتقد!! ففيما يبدو أن الدعم السريع قد وضع خططه منذ فترة – وأعتقد انه دارس تمامآ للتحركات المرتقبة للقوات المسلحة ويدرك تمامآ قدرته على وقف اي تحرك يناوئ لسير الترتيبات التي يرسمها- فهل سنرى إنقلاب داخي في القوات المسلحة من مجموعة رافضة لهذا الضعف الذي يمثله البرهان؟؟ السؤال هنا – هل هناك من فيه باق من رمق العزة والكبرياء في صفوف القوات المسلحة؟؟ أم أنها أصبحت خالية من تلك الفئة الوطنية والتي لازالت على عهدها وقسمها الذي أدته وهي تنتظر تزيين أكتافها بتلك النجوم المتلاصفة؟؟ ربما عودة من تم فصلهم من القوات المسلحة سيعيد بعضآ من التوزان للقوات المسلحة المنهكة من القتال منذ الإستقلال- الوضع في القوات المسلحة يحتاج إلى معالجة حقيقية ترفع من شأنها وتعود بها إلى منصة المبادرة- دمج القوات العسكرية يجب أن يكون شرطآ من الشروط التي ينادي بها المكون المدني المتصارع- قحت عليها ان تقرا المشهد بعمق اكثر- فقوة الدعم السريع ونفوذها يضعف القوات المسلحة القومية – وقوة القوات العسكرية الاخرى يضعف القوات المسلحة القومية- ضعف القوات المسلحة يعني غياب الحراسة على فترة الإنتقال ومن بعده صندوق الإنتخاب. أعيدوا هيكلة القوات المسلحة وحجموا دور الدعم السريع المتنامي- والأهم على "قحت" ان ترتقي لمستوى المرحلة وحساسية الموقف وتنأى بخلافاتها الصبيانية عن قراراتها التي تحدد مصير البلاد. من إبتلاءاتنا في السودان هو وجود هذه الفئة على سدة السلطة – تبآ لهذا الوضع البائس. يا له من مخاض مؤلم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الشيخ سيد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست