قرأت ماكتبه الأخ محمد فاشر في مقاله " لكن بالغت يا وجدي صالح " بسودانيز اون لاين تاريخ 20 أكتوبر 2021م الذي أورد فيه :-
(لم اشعر يوما باسف شديد لموقف سياسي اتخذته اكثر من اجتهادي في الوقوف بجانب اعضاء لجنة ازالة التمكين وما يقومون به. لقد اشهرت سيفي اضرب به يمينا ويسارا لكل الذين ينتقدون وجدي ورفاقه وقد كان الظن وكل الظن بانهم يحسنون صنعا وبل تواصلنا معهم لدعمهم ومساعدتهم بالطريقة التي يرضونها. الا ان ذلك الموقف كان خطاءا فادحا. لان الاتهامات التي وجهها نادر العبيد لقد احدث شرخا في ثقتنا في وجدي وياتي هو نفسه يكمل الباقي عندما اخذته العزة بالاثم ويقول علي رؤس الاشهاد بان هولاء الناس لا يشبهوننا ويشبهون البعض). ويتُبع الأخ فاشر أمثلة من أحاديث عنصرية أخري يقول أنه سمعها ويصف وجدي صالح (بانه جاهل سياسي يبحث عن انصارا له بالشهبه والسمة ليحتمي خلفهم . بل غبي بالفعل عندما لا يعرف نفسه وشكله ولونه ويعيش في وهم العروبة تخلت عنها حتي اصحابها ومع ذلك هناك من ظل يحلم بدولة بني امية في مجاهيل افريقيا بينما من اقاموها في بلاد العرب قبل قرون في منبت العروبة تم حرقهم احياء منهم والاموات وتشتت الباقي هروبا الي جنوب فرنسا والقوقاز) .
ليس لدي غرضاً شخصياً للدفاع عن وجدي صالح فهو لم يرني شخصياً ولم أره ولا يعرفني ولا أعرفه ولا يشبهني ولا أشبهه "بالمعني الذي يقصده الأخ محمد فاشر" ولكنني أعجب أيما عجب من حديث الأخ محمد فاشر لأسباب عده أولها :- كيف يعترف الأخ محمد فاشر علي نفسه بأنه يُقيم ويوزن أعمال الناس حسب كرهه وحبه لهم ليحب عمل لجنة التمكين بناءاً علي شخوصها ، ويكرهها لذات السبب أليس هذه مزمة للأخ محمد؟ كيف يعتبر أن صحة حديث "نادر العبيد" قد تبرهنت له بعد أن بدأ يكره وجدي صالح وهل تُعتبر الكراهية حيثيات كافية لبراهين العمل أخي محمد؟ ، هل يسند عقلك مثل هذا التصور؟ والأدهي والأمر تأويل ما قاله وجدي " بان هؤلاء الناس لا يشبهوننا ويشبهون البعض " بأن وجدي صالح يقصد اللون والعرق لا محالة ولا يقصد شيئاً آخر وينبري السيد محمد فاشر بالشتم في وجدي بأنه "غبي بالفعل عندما لا يعرف نفسه وشكله ولونه ويعيش في وهم العروبة تخلت عنها حتي اصحابها " . أولأً أخي محمد فاشر الكل يعرف جيداً أن وجدي صالح من منطقة بالسودان يعتز أهلها بنوبيتهم أكثر من أي منطقة أخري في أي بقعة بالسودان ويعتبرون أن من ينسبهم لأي نسب آخر عربي أو أفرنجي أو أعجمي بالنسبة لهم مسبه وتقليل من شأنهم لأنهم أهل أول حضارة سادت العالم طويلاً فلذلك هجومك عليه بإعتقادك أنه يفتخر ويتكبر علي الآخرين بالعروبة قد جانب الصواب بعيداً
ثانياً أخي محمد قبل أن أسطر هذا المقال سألت كثيراً من الزملاء عن ما يعتقدون أن وجدي صالح يقصد بهذا القول فأجمعوا كلهم علي أنه يقصد أن هؤلاء لا يشبهوننا في الأخلاق ولا الأفعال بالضبط كما قصد الأديب الراحل الطيب صالح بمقولته " من أين أتي هؤلاء" التي لم يفسرها أحداً بأنهم من أي جهة جغرافية بالسودان أو خارج السودان قد أتوا
وللعجب قال لي أحد الزملاء أن لديه إعتقاد جازم بأنك تتفق مع الجميع بأن وجدي لم يقصد لوناً ولا عرقاً عربياً أو أعجمي وتفهم مرامي حديثه ولكنك افعى تنفث سما زعافا وكراهية مقصودة في المجتمع بتصيد الكلمات والتعابير تفسرها بطريقتك العنصرية ثم تجترها وتعيدها علي عقول القراء تكريساً للفرقة والشتات بين مكونات المجتمع السوداني متوهماً أن الخير في التفرق والتشظي المجتمعي ، وبالرغم من أني لا أعرفك حقاً ولكنني دافعت عنك بحسن ظني فيك وأنك لايمكن أن تكون هذه مراميك وأتمني أن أكون قد أصبت الحق ولا أعتقد أن هذه الأمة تحتاج لزعزعة أكثر مما هي عليه الآن
وظن بك زميل آخر أن هدفك هو التملص من مقالات سابقة وقفتها مع الحرية والتغيير وتود الآن الإعتزار عنها للإصطفاف مع الحرية والتغيير (2) ، بعد أن وجدت الجهوية هوي ومكانةً في نفسك وأرجو أن تعزرني إن قلت لك قد شوش هذا الرأي علي فهمي ، ووجد مني شيئاً من القبول وأقول لك إذا كان ما ظنه زميلي صحيحاً فلماذا هذا التخفي والإلتفاف فالذين إنشقوا من الحرية والتغيير (1) كانوا أقرب منك فجبريل إبراهيم ، ومناوي ، والتوم هجو ، وجاكومي وغيرهم نفضوا أيديهم ولا أحد أقام عليه الحد ولكن علي الاقل لم يقربوا مفاهيم العنصرية والجهوية كما تفعل أنت بمثل هذا المقال الأخ محمد إن الكلمة تفعل أكثر مما يفعل السيف ، فهي تسري في الأسافير يتلقاها الآلاف إن لم يكن الملايين وتبقي مدي الايام متاحة لكل حاقد علي هذه الأمة ليستغلها للضرر والخراب ولا شك أن القلم أمانة في عنق صاحبه يستخدمه للخير أو الشر وللأمانة أقل ما يوصف به موقفك في هذا المقال هو شعورك بعقدة الدونية لتصبح كما قال الله تعالي في سورة المنافقون الآية (4) :-(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)
وأقول لكل كاتب ولا أستثني شخصي الضعيف ، إتقوا الله في هذه الأمة فلن تجدوا بديلاً يأويكم مثل وطنكم هذا ، وإن شهرتم عليه كل أدوات القتل والخراب فلن يرحمه الآخرون والمثل السوداني القديم يقول (إن من يجلب أمه للسوق فإن الآخرين يسومونها له ) ، هدانا وهداكم الله لما فيه الخير يوسف علي النور حسن
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/20/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة