خرج السيد الناطق الرسمي بإسم ما يسمى بالقائد العام، الوظيفة التي لا وجود لها في السودان بعد الثورة حسب حكم القضاء، ببيان ركيك، مرتجف، و كأنه إنقلابي يخشى فشل محاولته، التي ستذهب به الي الدروة.
خرج ببيان، عرّف فيه الماء بالماء، " قام ضباط ورتب اخري بمحاولة للإستيلاء علي السلطة" عارفين يا سيدي " ما نزلت كائنات فضائية من السماء.
ثم الله اكبر، و العزة للسودان " برضو حافظين يا العشا ابو لبن".
زي ما بنقول زمن الإنقلابات ولى بلا رجعة، برضو بنقول زمن البيانات ولي بلا رجعة، نريد معلومات، و حقائق، و تحقيقات شفافة، و إعمال مبادئ الدولة المحترمة، و المؤسسات المهنية.
ثم نشرت الجزيرة تصريح للسيد وزير الدفاع "الشاطر" ياسين.
" اشارت التحقيقات الاولية ان المحاولة تهدف للإستيلاء علي السلطة"
بالله دا تصريح لوزير دفاع في بلد فيها إنقلاب علي حكومة ثورة.
الشعب يريد معلومات يا "الشاطر" من هم، و من الذي وراءهم، و كيف تم التخطيط، و لماذا قاموا بهذه المحاولة، و كيف تم إستلام وحدات كسلاح المدرعات، الاهم، و الاخطر علي الإطلاق بهذه السهولة الرعناء، و من المسؤول في التقصير الذي جعل وحدات كبيرة تستسلم، و تصل الدبابات الي محيط القيادة العامة! كيف تعاملت الدولة مع الموقف، و ما هي خطة القيادة ليطمئن الناس؟
كان المنى، و الاشواق ان يُختم مؤتمر صحفي محترم يليق، و عظمة المشهد، يجيب علي التساؤلات ب " و تم تسليم الجناة الي النيابة العامة التي باشرت التحقيق لتقديم الجناة، و المجرمين الي المحاكم"
المؤسف سينضموا الي ركب عشرات، بل مئات الضباط رهن الاحتجاز في محاولات إنقلابية، او تصفية حسابات بين تيارات متباينة داخل المؤسسة العسكرية بكل توابعها، حتي تاريخه لم يعرف احد ما الحقيقة، و ما مصير العشرات، منذ، فض الإعتصام مروراً بمحاولة الامس البائسة سيئة الإخراج!
اينما ذُكرت الحركة الإسلامية ذُكر الخداع، و اللوع، و فقه الضرورة و تطويع الدين حسب الحاجة، و المصلحة مالاً كانت، او سلطة.
تباينت المعلومات حول المحاولة الانقلابية، و لكن الراسخ يقيناً انها إحدى حيل، و الاعيب الحركة الإسلامية في مضمار الخداع، و التمويه، و الدغمسة، بكل اجنحتها، و مراكز قواها في السلطة، و خارجها.
خطورة المشهد، و ما تشهده البلاد من إحتقان حد الإنفجار سيأتي علينا يوماً نتمنى فيه رفاهية الإنقلابات العبثية التي يتم إحتواءها، و القبض علي المنفذين دون ان يُغلق شارع واحد، في حين تعجز هذه الآلة الامنية المترهلة حد التخمة في فرض هيبة الدولة، و حفظ الامن في كل ربوع البلاد، وما ادراك ما تسعة طويلة، و النهب، و السلب، و القتل الذي اصبح امراً عادياً في الشوارع، و البيوت.
ما يعزز هذا الإحتقان خطاب البرهان التحريضي، امام ضباط، و جنود سلاح المدرعات.
و لسان حاله ان إستعدوا فالمواجهة قادمة..
لو ان هناك جهاز لقياس إتجاهات الرأي العام اجزم ان قطاع كبير من الضباط و ضباط الصف غير راضين عن اداء القيادة نفسها، و لهم رأي في تمدد مليشيا الدعم السريع، و الإمكانيات المهولة التي تفوق امكانيات افراد القوات المسلحة بأضعاف مضاعفة.
لا اتوقع ان ننتظر كثيراً حتي يخرج علينا البرهان بتفويض من الجيش كما ذكر في خطابه، بلا همز، او لمز، و ربما يعلن الجيش العصيان، و التمرد علي السلطة الإنتقالية " النايمة في العسل" و يتم إعداد المسرح بدقة حيث المواطن في البث التجريبي ابدى غضبه من اداء حكومة الثورة حد السخرية، و الإستهزاء.
كسرة..
لا يزال الإنقلاب قايماً بشحمه، و لحمه.
بس خلاص..
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 21/9/2021