عام ٢٠١٨ دعاني المناضلون ضد نظام البشير للدخول إلى صفحة "سائحون" للرد على دعاوى أنصار البشير وتفنيد حججهم. والحق أنني ما أن دخلت حتى اكتشفت أن سائحون هذا لم يتشكل إلا من بلهاء ينعقون بما لا يعقلون..لغة الشخص الذي أسقط في يده ولا يعرف ما يقول، ولم يكن جداد القحاطة الالكتروني بأفضل من جداد الكيزان، إذ أنهم يمسكون جملة واحدة ويرددونها كالببغاوات، بلا تمحيص ولا تفكير، ولا يملكون أي قدرات نقدية، فهم كالأنعام أو أضل سبيلا، بل أسوأ من جداد الكيزان، إذ ظلوا يكذبون ويكذبون، ويا ليتها كانت أكاذيب منطقية، بل أكاذيب لا رابط بين كلماتها ناهيك عن تفكك لغتها وبؤس لا منطقها نفسه. (كيف لو ما كنت سوداني وناس الحارة ديل أهلي..حتى الطير يجيها جعان) التي قالها أحد الكيزان في لقاء صحفي رداً على المذيعة في قناة العربية، والتي لم تفهم شيئاً مما قال، إذ لم تكن هناك من علاقة بين موضوع الحلقة وكلام ضيفها؛ تلك العلاقة التي تنبه وعي المستمع إلى الجملة وتجعله يفهمها حتى ولو كانت بلغة غريبة عنه. حكومة البعثيين والشيوعيين، ظلت تعمل بكل طاقتها، لا لفعل شيء على أرض الواقع، ولكن للتمويه بأن هناك شيئاً يفعل. الجيش يستغل ذلك، ويتمدد، ولكن كيف يتمدد؟ إنه لا يتمدد مادياً ولكن يتمدد نفسياً، وقد رأينا ذلك في الردم الذي تعرض له الفكي في صفحته على الفيس بوك إثر المحاولة الإنقلابية حين دعا الشعب للخروج وقلبه يكاد ينزع عن صدره. لقد أصبح الشعب -بفضل حمدوك وشلته وخطاباتهم السياسية البلهاء- مستعداً نفسياً لحدوث إنقلاب عسكري. إن الأكاذيب تدمر أي نظام حكم، وهذا ما حذرنا منه حمدوك قبل سنتين، وطالبناه ألا يتعلم الكذب، لكنه أصبح يكذب أكثر من البشير. وأصبح الإعلام الحمدوكي والجداد يحيا على التقاط المواضيع الفرعية، فلو انخفض سعر الدولار سنتاً واحداً خلقوا من ذلك انتصاراً، ولو ارتفع كما حدث بالأمس نسبوا الارتفاع إلى الكيزان، بل عدنا لخطاب الاتهامات للآخرين بأسوأ من حقبة الكيزان. والأسوأ من ذلك هو أن هناك ضحايا بعشرات الآلاف بسبب كل هذا التخبط وهذه الأكاذيب والبطولات الوهمية. ففرسان هذا العصر هم بعض اللصوص. خلال السنوات الفائتة، لم يعد هناك أمل من هذه المنظومة فائقة التدمير، والتي جمعت كل الانتهازيين والمرتزقة حولها. أصبح هناك أبطال بلا بطولة، وآخرون يبحثون عن دور لهم ليكونوا أبطالا وهم لا يملكون أدواة للبطولة، أو كما قال نجيب سرور في وصف دونكيشوت: هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان يبحث عن بطولة. ..
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 21/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة