كان أول سماع لي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن قانون العرض والطلب أو حرية التجارة من خلال والدي أمد الله في أيامه قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمان. مستهدياً بهذا الحديث في نهي الرسول ص عن تسعير السلع ليتركها لحركة التجارة. مما يعني أن الدولة ليس لها أن تتدخل في الاقتصاد. لذلك بحثت عن هذا الحديث في قوقل وأوردته في رد على أحد الإسلاميين الذي كان يندد بتحرير حمدوك للاقتصاد رغم أن سياسة التحرير استنها أول من استنها في السودان، أحد كبار قيادات ومنظري الإسلاميين وهو عبد الرحيم حمدي وهو أيضاً صاحب "خطة" مثلث حمدي التي قرنت باسمه ويتم تطبيقها اليوم بحذافيرها عبر ما يسمى بالبحر والنهر. ويبدو أن الشاب صغير في السن ولم يشهد زمان عبد الرحيم. جاء في الحديث: قال النَّاسُ يا رسولَ اللَّهِ ، غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ ، وإنِّي لأرجو أن ألقَى اللَّهَ وليسَ أحدٌ منكُم يطالبُني بمَظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن دقيق العيد | المصدر : الاقتراح في بيان الاصطلاح | الصفحة أو الرقم : 113 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (3451)، والترمذي (1314)، وابن ماجه (2200)، وأحمد (14057) باختلاف يسير. ونلاحظ بأن الرسول ص قد قرن التسعير بالظلم، فهو سيورث لا شك الظلم. لكن الأهم من ذلك هو أن الرسول قد جعل حركة السوق الطبيعية العرض والطلب هي عمل من أعمال الله. وإذا قاربنا بين هذا الحديث وذلك الذي نهى فيه عن سب الدهر لأن الله هو الدهر. لاتضح لنا الله تعالى هو بذاته قانون الطبيعة، سواء تلك القوانين التي تحكم طبائع المخلوقات الحية من بيع وشراء، وقوانين الطبيعة الجامدة، كقوانين الفلك والفيزياء..الخ؛ فقد أخرج البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار"، وفي رواية: "لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر" فيلاحظ أن الجملة جمعت بين محايثة بين الله والدهر ثم فعل مستقل لله عن الليل والنهار. فالله تعالى هو الدهر (قانون الطبيعة)، يقلب الليل والنهار، ويسعر للسلع والخدمات أي يقلب بين الغنى والفقر والحاجات والاحتياجات..الخ. وهذه مسألة غريبة شائكة على الفهم المعتاد، ذلك الذي يجعل اللهَ منفصلاً عن الكون ومستقلا عنه. ليكون (هو هو) فاعل ومفعول. وفي هذا سرٌ فَسِر. وكنت قد قرأت منذ عهد بعيد عند المتكلمة شيء من هذا الفهم لا أتذكره الآن إلا لماماً، فمن ذكره فليذكرنا، ففي ذلك تقريب للإفهام. والله تعالى أعلى وأعلم..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة