كل ما يرد في الإجابة علي السؤال.. لماذا تقزم الجيش السوداني؟
يُعتبر عنوان، فما يجب ان نقوم به هو وضع خطة مصحوبة بالدراسات، و البحوث للنهوض بمؤسسة عسكرية قومية مهنية.
فشلت المؤسسة العسكرية في السودان لسبب رئيسي هو غياب الدولة المدنية الرشيدة، وهي بالضرورة تقوم بصياغة القوانين، و التشريعات في كل مؤسسات الدولة لمصلحة الشعب، و تطلعاته، و الحفاظ علي مقدراته، و صون سيادته، و كرامته.
في عالمنا اليوم صنعت الدول الكبرى التي تحكمها مؤسسات مدنية محترمة جيوش قوية سادت العالم، و ليس العكس.
الجيش السوداني تضع قوانينه نخب كل همها الحفاظ علي الإمتيازات، و المخصصات.
ام المصائب قوانين القوات المسلحة تفصل القيادة عن القاعدة بشكل طبقي، إقطاعي، لا يمكن ان يحدث في جيش محترم في العالم.
سنعرض في القادمات بالتفصيل للقانون، و كيف يتم تجييره لصالح القادة بعد رتبة الفريق فما فوق، ليعيشوا في ترف، و نعيم بعيداً عن جنودهم، و ضباطهم الذين يُعتبرون افقر فئات المجتمع علي الإطلاق.
لطالما تُسن القوانين حسب رغبات القادة فمن المستحيل ان ينهض هذا الجيش، فهؤلاء جميعهم يعمل جاهداً لترتيب اوضاعه لما بعد المغادرة.
لا توجد دولة محترمة علي وجه الارض للجنرالات الحرية في سن القوانين إلا في السودان.
هل يعلم الشعب السوداني ان رتبة الفريق يُحال بكل مخصصاته، من مرتب، و عربات، و سواقين، و حشم، و خدم، بل و تتم صيانة منازلهم علي نفقة الدولة، و ذلك مدى الحياة، و يتوارثه الابناء من بعد ذلك.
هل يعلم الشعب السوداني ان بقية الضباط، و الصف، و الجنود من ابناءه معاشهم لا يكفي لسد حاجاتهم لثلاثة ايام، و يقتلهم المرض بسبب إنعدام الرعاية الصحية بشكل تام.
هل يعلم الشعب السوداني ان الكهنة تجار الدين حشروا لرتبة الفريق المئات، و تظل تحتفظ هذه الرتبة بلقبها، سنعرض تفاصيل القانون، و المخصصات التي تصل لدرجة السطوة، و النفوذ، و ماذا يفعلون بعد الإحالة؟
اعتقد الخوض في هذا الجانب سيغضب الكثيرين، و لكن لطالما نريد مؤسسة محترمة يجب ان نخلع عباية المصلحة الذاتية، و العبارات الطنانة، و الرنانة.
تُعتبر القوات المسلحة هي السبب الاول، و الاخير في إنهيار الدولة، و ما وصلنا اليه من إنحطاط.
واحدة من معضلات هذه البلاد، و جيشها ان تُترك مسألة صياغة القوانين لقادتها، و لهم الحرية في ما يعملون، لذلك غابت المصلحة الوطنية، فضاعت البلاد، و مصالح العباد.
مثال ليس للحصر، في كل جيوش الدنيا تُنشأ المليشيات بقانون، حسب حاجة الجيوش لأغراض محددة تحكمها الجغرافيا، و تحدها مواقيت، فبعد إستنفاد المهام تُحل المليشيات، اما الدول الغربية تعمل بالوكالات، و هذا جانب سنعرض له بإذن الله، في نظم الجيوش الحديثة.
في حالة الجيش السوداني الذي تقزم، بسبب قوانينه، التي تلبي مصالح جنرالاته فقط، قد إبتلعته مليشيا قبلية انشأها بقانونه، ثم إبتلعت الدولة بشكل كامل.
اعتقد واحدة من اهم مشروعات الدولة المدنية المنشودة وضع قانون محترم للقوات المسلحة يسمح لها بالتطور، و التقدم، و يقتلعها من قبضة الطبقية الإقطاعية، و نفوذ الجنرالات.
واحدة من اكثر مظاهر الدولة المتخلفة هو قانون المعاشات الذي يختلف من مؤسسة لأخرى في السودان حتي داخل المؤسسة الواحدة توجد فروقات كبيرة شوهت الحياة الإجتماعية، و منها المؤسسة العسكرية بوجه الخصوص، التي سنفتح ملف قوانينها امام الرأي العام، و كيف ترزح تحت وطأة الجنرالات الذين حولوها الي مليشيا.
من يريد ان يقرأ ما نكتب بزاويته الصحيحة فعليه ان ينظر في تاريخ هذه المؤسسة التي اصبحت تتقزم يوماً بعد يوم حتي وصلت الي محطة التلاشي، و هذا بسبب القوانين التي تمنع التطور، و التقدم.
كسرة..
اذكر في مؤتمر للقادة في عهد حسان عبد الرحمن تم طرح سؤال جوهري.
لماذا يحجم الشباب عن التجنيد في القوات المسلحة؟
طاروا مباشرةً للإجابة بسد الفجوة بالإعتماد علي الخدمة الإلزامية، و فُرضت علي ممتحني الشهادة السودانية بعد الجلوس للإمتحان، و هذه تُعتبر وصمة عار كتبنا عنها في السابق، و سن############ لها للتذكير.
ثم قالوا عليكم بخداع الشباب بالامن لأنه وجهة مفضلة لهم فتم فتح التجنيد للأمن بالآلاف، و انشأوا كتائب مقاتلة آخرها وحدة العمليات بجهاز الامن، فكانت الغاية توفير مقاتلين بلا مؤسسة محترمة.
صرفوا المليارات علي المليشيات من دفاع شعبي، و امن شعبي، و شرطة شعبية، و قوات حرس حدود، فبخلوا علي السودان بمؤسسة عسكرية محترمة لا تكلفهم ربع المجهود، و الاموال التي أُهدرت.
لم يذكر احداً في مؤتمرهم ضعف المرتبات، و بؤس الحياة في هذه المؤسسة، و الفقر الذي جعلها كالاجرب، الذي يفر منه الاصحاء.
لا احداً ذكر كيف يتم تطوير هذه المؤسسة لتكون جاذبة للشباب، حتي تقوم بدورها الوطني، و لتواكب الجيوش المحترمة حولنا في الإقليم، و العالم.
نواصل..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 30 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة