تلقيت اتصالا من رئيس مجلس إدارة دار الصحافةُ للطباعة والنشر موسي المبارك من لندن وهو برحلة استشفاء اخطرني ان الدكتورة بخيتة امين اسماعيل ستصل من انجلترا خلال الايام القادمة فافتحي لها مكتبي لاستعمالها وتيم العمل فهي بصدد أصدار مجلة للأطفال .. وجاءت " البخيتة " المرأة الامدرمانية كاملة الدسم المبروكة حلالة العقد فانوسي في دروب الحياة وكأنما بأركها اولياء الله الصالحين ويكفي أنها بت الحاجة حرم رطب الله الطوبة تحت راسها وزوج ابراهيم دقش وكفى …وتحلق حولها كوكبة من اسرة دار النشر عوض احمد وعصام حسون وشرحبيل أحمد وظلت د بخيته تبث بين مفاصلنا نحن موظفات دار الصحافة للطباعة والنشر الحيوية والنشاط " يويا " ينم معنا دكتورة دى جبار .. كيف .. بس يشرب شاي بدون سكر و ما يأكل … ولم يكن يويا يعلم ان أشهر أفطار هو الافطار الانجليزي وهم شعوب لا " يرمرمون " الفول والبوش والمحمر والمشمر أفطارا … جهزت لبخيتة أجتماع فأعطاني عصام حسون " طرادة " خمسة وعشرون قرشا لاطلب لهم الافطار ريثما يكملون اجتماعهم الذي أستمر لما بعد الواحدة ظهرا … خرجوا وبطونهم " تصوصو " وبلهفة أين الفطور وهو ينظر باستغراب للكيس .. طلبت لكم ساندوتشات لان رئيستكم قالت تبطلوا فول وبوش … وبعصبية ذهب حسون للبوفيه وقدرة فول دار الصحافة في قعرها وعلي صحن عمالي ضخم اشرف بنفسه علي بوش معتبر وتحلقوا بمكتبي في أكبر تجمع للافطار لا يخلوا من دندنة شرحبيل احمد ولسأن حالهم يقول إنهم لا يهابون النساء حتى ولو كانوا رئيسات قادمات من بلاد الانجليز التي تعتمد علي قانون المساواة الكاملة بين الجنسين … ووقتها لم تملك البخيتة غير التعليق .. خلاص كل واحد فيكم يمشي يعمل تمرين رياضي وما في داعي للغداء .. خلو نسوانكم يرتاحوا اليوم … صدرت مجلة " مريود " الملونة للأطفال وبدأت ترفرف بأجنحتها لتتصدر أمكنة كانت تحتلها مجلة الصبيان التي شكلت وجدان أجيال وأجيال.. واوجدت مريود لنفسها مكانا وسط المكتبات وصولا للمدارس والنشء بمواد تربوية تعليمية ثقافية و فردت صفحات بالعدد الاسبوعي لرحلة لربوع الوطن العربي بوصف مبسط للمدن والنهضة الاقتصادية العمرانية والثقافية الخ … وتصادف ان نشرت وصف لمدينة طرابلس ليبيا فاذا العدد يقع تحت ناظري " أبو عاج " نميري فيصدر قرارا بمصادرة المجلة حالا وايقافها .. نعم .. حرم الاطفال من هذا المولود" المريود " الذي ولد ناضجا كيف لا وصانعيه عمك تنقو شرحبيل أحمد والبخيتة بخبراتها التراكمية فقط لان " أبو عاج اخوي " علي خلاف سياسي وأسد افريقيا القذافي وهكذا هم من يجلسون علي مقاعد المسؤولية لا تتعدى احيانا نظرتهم لحدود ذاتهم وكبرياؤها ومصالحهم علي حساب شعوبهم " فالشعوب دائما ما تدفع ضريبة الانفة الذاتية " لعلية القوم .. ومنذ ذلك الزمان لم نسمع عن اصدارة لجيل النشء تماثل مجلة الصبيان التي كانت او المريود التي اغتيلت وهي تنسج اجنحة تكاد تحلق في فضاءات تشكيل الذائقة العلمية والثقافية لجيل الغد… سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالخرطوم علم بالصدفة ان الصحفي الذي سافر لزيارة عمل طويلة لمدينة سيئول متزوج وما ان رجع اقام لنا السفير بمقر اقامته ولئمة عشاء لم تخلوا من الاكلات الاسيوية البحرية والاعشاب السوشي والتي لم أكن اعرفها او تذوقتها قبلا .. وتمادي سعادة السفير الكوري في الاعتذار فقط لانه كان يعتقد ان زوجي غير متزوج وان صحفيي السودان لا يتزوجون لان اكثر من اربع من رؤساء الاقسام ورئيس التحرير " عزاب " واعتذر انه التقى بزوجي لوحدة خلال الترتيب لتلك الرحلة المميزة وانا اجهز شنطة سفره وضعت جلباب و شال وعمة ومركوب " فاشري" رغم اعتراضه بان الاجواء الباردة لا تناسب الزي السوداني فاقنعته ان ينزل به " للوبي " او لتناول الافطار بالفندق .. وبسئول وضمن البرنامج زار أشهر متاحف كوريا فاذا بمجموعة من السيدات كبار السن يتحلقن حوله وينظرون اليه كعملاق وهن يتجاذبن اطراف الجلباب ويحملون العمامة ويتسالون باندهاش كيف يحمل هذا الوزن علي رأسه و هل يتبعه حراس باعتباره أغني رجل في العالم طالما يرتدي كل هذا الزي ومن القطن الخالص في بلاد تعتمد المشتقات الصناعية والحرائر التي يسيل لها لعاب نساء بلادنا ويتغني بها شعراؤنا فقط لاننا لا نعرف قيمة ثرواتنا الثقافية والاقتصادية كالقطن طويل التيلة الذي مات هو الاخر مع اغتيال مشروع الجزيرة اطخم مشروع زراعي بافريقيا تماما كما اغتيلت مجلة مريود للاطفال التي أضاءات فأطفىء شعاعها .. ويبقى للحديث بقية . [email protected] -- Awatif Abdelatif
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 29 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة